الحمد لله، الذي منحني عمرًا وصحّة سليمة، كي أعيش في زمن معالي الوزير أمير أوحانا، وزير الأمن الدّاخليّ في حكومة الرّأسين: الرّأس المسيطر والمنفّذ، والرّأس البديل، "العجلة الخامسة" في سيّارة الحكومة، و"استنى يا كديش تايجيك الحشيش!".
صاحب المعالي أمير أوحانا، وزير الأمن الدّاخليّ يعني وزير الشّرطة أو الوزير "أبو كلبشة" في المسلسلات الشّاميّة، وصل قبل عامين إلى الصّفوف الخلفيّة في لائحة الليكود البرلمانيّة متفاخرًا بإخلاصه للزّعيم الأوحد، فكافأه بترسيمه وزيرًا للعدليّة، الوزارة التي يحلم بها أقطاب الليكود، ويسيل لعابهم عليها، كي يُبعد عنه شرَّ القضاء، ويسلّه كالشّعرة من العجين من ثلاث تهم هنّ الرّشوة وخيانة الأمانة والفساد، وكي يقيّد المستشار القضائيّ، رجل القانون المتديّن، الذي عيّنه الزّعيم في هذه الوظيفة العالية فأكل من الصّحن وبصق به، ويسعى لانقلاب سلطويّ متآمرًا على الدّيموقراطيّة وعلى صندوق الاقتراع. ولو… على ماذا تريد الإطاحة بالزّعيم؟ على سيجار فاخر أم على زجاجة شمبانيا أم على صداقة مع إعلاميّ أو صاحب موقع إخباريّ لينشر أخبار الزّعيم؟ والله لو حاكمنا زعماء، وقادة آسيا وأفريقيا وأمريكا وأوروبا (ما عدا الزّعماء العرب طبعًا) على تفاهات كهذه وأكبر منها بكثير لعجّت السّجون بهم!!
وجاءت التّشكيلة الوزاريّة الجديدة بعد ما أدار الجنرال غانتس قفاه لمنتخبيه وعاقدي الأمل على تاريخه العسكريّ، وبعدما محا محوًا بمسحوق الغسيل والكلور وعوده وخطاباته وبرنامجه الانتخابيّ وقعد في ظلّ خيمة الزّعيم ينتظر غودو، مصرًّا على أن تكون وزارة العدليّة من نصيب تابعيه ليحفظ ما تبقى من ماء الوجه فنقل الزّعيم وزيره أوحانا، من العدليّة إلى الشّرطيّة العسكريّة ليحرسه من معارضيه، ومن القضاة، ومن المتظاهرين الوقحين الذين يطالبونه بالاستقالة، ومن هؤلاء الفوضويّين الذين يصرخون في شارع بلفور مزعجين سيّدة إسرائيل الأولى والابن المدلّل ذا اللسان النّظيف.
أمير أوحانا وزير الأمن الدّاخلي إنسان مخلص للزّعيم، وفيّ وأمين، يأكل من خبز السّلطان ويضرب بسيفه، وهو ذو النّفوذ الباتع، والرّأي السّاطع، والقول القاطع، والتّصرف المانع وسوف يعمل العجائب والغرائب كي لا تصل قدما مولاه إلى دار القضاء، فلماذا لا يطيح بالمستشار القضائيّ ناكر الجميل، وبالمدّعي العام، وبالقضاة وبالقوانين وبمحكمة العدل العليا اليساريّة؟!
وزير الأمن لائم وعاتب على قائد الشّرطة لأنّه يتعامل بليونة مع المتظاهرين فيستعمل الفرسان لتفريقهم وخراطيم المياه لبعثرتهم وهذا لا يكفي فيقول له لا أريد منك أن تتعامل معهم كما تتعامل الشّرطة مع المتظاهرين العرب بل كما تتعامل مع الفلاشا أي الأثيوبيّين أو مع الحريديم أيّ "المتزمّتين اليهود" على الأقلّ.
وهذا يعني أنّ مؤيّدي الزّعيم درجة أولى والمتظاهرين ضدّه درجة ثانية والحريديم درجة ثالثة والفلاشا درجة رابعة وأمّا نحن العرب فدرجة خامسة تتعامل الشّرطة معها بالرّصاص الحيّ كما حدث في أكتوبر2000.
يطالب بعض الأخوة أن نشارك في المظاهرات في شارع بلفور في القدس وفي ساحة رابين في تل أبيب وفي ساحة قصر الزّعيم في قيساريا.
فهل يتوقّعون ما سيحدث؟
شكرًا معالي الوزير أمير أوحانا الذي بقّ الحصوة والذي يصرّ على ان تكون إسرائيل جزء من الشّرق، ومن آسيا وأفريقيا، وما فيش حدا أحسن من حدا!!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com