وصل الى موقع كل العرب، البيان التالي، جاء فيه: "نداء استغاثة لنجدة لبنان – أرض الرسالة- "فليتبرع كل واحد بما نوى في قلبه، لا بأسف ولا عن اضطرار، لأن الله يحب المعطي المتهلل." (2 كور 9: 7)
أيها الأبناء المحبوبون.
ما زالت الصدمة مؤثّرة فينا من مشهد حادث انفجار مرفأ بيروت في لبنان، نسمع أصوات إستغاثة الملهوفين والمشرّدين، وأنين المصابين وعويل أشخاص ينظرون أمامهم مئات من الجثث لأهلٍ أو أقرباء أو أصدقاء كانوا يفتشون عن لقمة عيشهم.
ورأينا ما خلّف هذا الحادث من دمار هائل للممتلكات والأحياء السكنية والمحال التجارية القريبة والبعيدة في محيط يتعدّى ال كيلومترات، ما عدا أولئك الذين تركوا بيوتهم تائهين في الشوارع عائشين في فوضى المجهول.
نعم أيها الأحباء. أنتم تعرفون حجم الكارثة التي أمامنا.
إن هذا المنظر الشاخص أمامنا يفجّر فينا المشاعر الإنسانية تجاه شعب صديقٍ محبٍ عانى ومازال يعاني من شراسة التعدّي السافر على حياتهم وسلامتهم ومؤسساتهم وممتلكاتهم، كما وتتفطّر القلوب حيال هذه المأساة والكارثة التي حلّت على مواطني هذه الأرض المقدّسة، الذين أمسوا عاجزين أمام هذا الحدث الجَلَل.
نعم. لقد عبّرنا عن أسفنا لما حدث وأطلقنا العنان لكلمات التعزية والتشجيع وحرّرنا من الدموع ما يعبّر عن ألمنا، ودعونا للصلاة والدعاء والابتهال، ولكن ماذا بعد؟
إنطلاقًا من مسؤوليتنا الإنسانية أولًا والدينية ثانيًا والأخلاقية ثالثًا، فإني أهيب بكم جميعًا، دون تمييز، أشخاصًا ومؤسسات، جماعات وأفراد، رجالًا ونساء، أهيبُ بكم وأعوّل عليكم وعلى مروءتكم وحسّكم الإنساني في مد يد العون والمساعدة والتبرع بسخاء لأخوتنا في لبنان، والذين هم اليوم بحاجة الى جميع مقوّمات الحياة من غذاء ودواء وعلاج ومأوى إضافة الى العناية بالمشردين والمتضررين والمنكوبين.
إننا نضع أمامكم، وبمسؤولية كاملة، إمكانيتين للتبرع:
حساب جاري: הבישופות היוונית קתולית של הגליל,
בנק לאומי, סניף 702,
חשבון מס. 289600/73
كهنة الرعايا مباشرة.
هذه التبرعات ستتحوّل من خلال مؤسسة "مبرّة الشرق"، أحدى المؤسسات الخيرية الأجنبية لتجد طريقها من خلال مطرانية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك الى كل من هو بحاجة. وسيتم مستقبلًا تفصيل هذا الموضوع بشفافية أمامكم.
وفيما نشكر سلفًا كل ذوي الإرادة الصالحة من المحسنين والمتبرعين، فإننا بروح عيد التجلّي الإلهي نستمطر عليكم جميعًا الدعاء والبركات، سائلين أن يتجلّى السلام والأمان والطمأنينة والصحة والعافية ووافر الإيمان في حياتكم وحياة عائلاتكم.
جازاكم الله خير أعمالكم وعوّضكم عن ذلك ثلاثين وستين ومئة، وفي الآخر الحياة الأبدية.
مع محبتي وصلاتي، المطران د. يوسف متى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك في الأرض المقدّسة" الى هنا نص البيان.