الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 04:01

إسرائيل والإمارات - علاقات مديدة خرجت من عتمة الظلام الى وضح النهار

بقلم : خميس ابو العافية

خميس أبو العافية
نُشر: 14/08/20 18:01,  حُتلن: 23:57

بدايةً أوضح انني مع السلام،كل سلام يضمن لكل ذي حق حقه.سلام الشجعان هو ذاك الذي يضمن لإسرائيل حقها العيش في حدودٍ آمنة وللفلسطينيين حقهم العيش بكرامة وحرية - بدون حواجز ولا متاريس. سلام استراتيجي يخدم مصالح دول وليس سلامًا تكتيكيًا يخدم مصالح أشخاص.هكذا هو "سلام" اسرائيل والإمارات،جاء ليخدم مصالح اثنين،هما توأم بالخصال والأسلوب.ما يُسمى سلامًا بين اسرائيل ودولة الإمارات جاء ليخدم دونالد ترامب وينقذه من الإنتكاس في انتخاباتٍ وشيكة بسبب سوء تعاطيه مع جائحة الكورونا التي تُوقّع عشرات الألاف من الوفيات أسبوعيًا في الولايات الأمريكية.

فالحلول التي اقترحها ترمب للقضاء على الكورونا،كانت مخبولة تعكس هلسًا وهذيانًا-فترمب بات بأمس الحاجة الى انجاز يُلوّح به للملأ بعد انحدار شعبيته الى ادنى المستنقعات،ناهيك عن سياسته الخارجية التي تُنصّف القوي وتخذل الضعيف.اما المستفيد الثاني فهو بنيامين نتانياهو الذي بات هو الأخر بحاجةٍ مُلحة لشيءٍ يصرف به الأنظار عن مشاكله الداخلية المتفاقمة على جميع الأصعدة-حيث قام نتانياهو بعقد مؤتمرٍ صحفي ليزف للشعب في اسرائيل بشرى السلام مع دولة الإمارات،مع ان الجميع يدرك ان الإمارات لم تكن يومًا في خط المواجهة مع اسرائيل بل لعبت دور الثعلب الذي يراوغ الفلسطينيين بكلامٍ معسول.السلام ما بين اسرائيل ودول الخليج بإستثناء حيزٍ منها كان قائمًا منذ زمن بعيد عندما التقت مصالح الخليج واسرائيل في تقاطع المصالح الاستراتيجية والتصدي للبُعبُع الإيراني وما يحدث اليوم هو الخروج بهذا السلام من عتمة الليل الدامس الى شمس النهار الساطع.على مدار عقود من الزمن قيل لنا ان حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا سيكون شرطًا أساسيًا للسلام الشامل في الشرق الأوسط وها نحن اليوم نرى ان هذه العهود والوعود كانت عرقوبية ومجرد كلام فارغ.الغضب في المحيط العربي الحر والشريف على دولة الإمارات لم يأتِ من فراغ انما نالت الإمارات استحقاقها بكد وجهد،بعد ان ساهمت مساهمةً جبارة في تدمير سوريا،اليمن،العراق وليبيا خدمةً لأجنداتٍ خارجية لا تتمنى خيرًا للأمة العربية.

على كل حال ما يحدث اليوم بين اسرائيل والإمارات ليس مفاجئًا البته.طالب سنة أولى في العلاقات الدولية يدرك ان في مباحثات سلام عادةً يشارك ساسة ورجالات الدبلوماسية من الطرفين اما في السلام الإسرائيلي - الإماراتي لم يشارك اي دبلوماسي ولا حتى وزير الخارجية چابي أشكنازي (الذي لم يكن على علمٍ ومعرفة بالأمر!!!!) إنما شارك يوسي كوهين رئيس جهاز الموساد (للإستخبارات والجاسوسية) الذي سيرأس وفدًا الى دولة الإمارات لإستكمال المباحثات حول بعض الأمور العالقة قبل تدشين السفارات المتبادلة!!. على كل حال ما بقيت الأم الفلسطينية دومًا ستُنجب أطفالًا وتُرضعهم حب الوطن واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه لم يكن يومًا مرهونًا بدعمٍ زائفٍ من دولٍ عربية انما بإرادة الشعب الفلسطيني وصموده في وجه المؤامرات التي تُحبَّك في اروقة "الأشقاء" العرب.. وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند.. دومًا سننشد شغفًا بسلامٍ عادل متأصل الجذور يصمد امام هبوب الرياح العاتية والعواصف - فالسلام ما بين الحكام سيزول مع زوال حُكمهم اما السلام العادل الذي يرتقي الى مستوى أمنيات الشعوب فسيصمد في أيامٍ قمطريرة.. مبروك لأمير دولة الإمارات وقيصر اسرائيل وللوصيف الأمريكي، (שושבין) ترامب ما هم يُسمونه سلامًا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة