الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

الفلسطينة هي قضية من ! - بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 14/08/20 20:53,  حُتلن: 23:38

لماذا الكل مطالبون بالدفاع عن القضية الفلسطينية ؟ لماذا جعلناها عنوة قضية الامة العربية ؟ اليست للدول العربية مصالحهم كما للفلسطيني مصالحه ؟ هل قام الفلسطيني بواجبه إتجاه قضيته حتى يطالب الدول العربية بما قصّر فيه ؟

الى متى توقع الفلسطيني من الدول العربية الانشغال به وتفضيل رغباته على رغباتها ؟ ماذا فعل الفلسطيني من اجل إحتواء وتجميع الوعي - العريي على الاقل - في صفّه ؟

اليست القيادة الفلسطينية سواء المُقاوِمة او المُساوِمة منها وضعت مصالحها القيادية وشغفها بالسيطرة فوق المصلحة الفلسطينية وفوق جرح ومعاناة الشعب الفلسطيني ، بل واصبحت بعد حين تمثل العائق الاكبر امام اي تغيير للافضل في الوضع الفلسطيني ، لما تحمله من جمود في التحرك ونقص في ديناميكية التفكير وحصر مقاومتها في بقائها وغوصها حتى اخمصها في الملذات الحياتية من بناء وسفر وحسابات بنكية ورفاهية .. لتأتي بعدها وتتّهم دول عربية بخيانتها !!

بعيدا عن راينا في القيادة الاماراتية وتحركاتها الخارجية في المنطقة لما يحتمله الراي من غموض واقاويل متناقضة ، وإتهامات برصدها للمال والعتاد من اجل القضاء على الوجود الاخواني ولربما الاسلامي كما يدّعي البعض ، اراها دولة عملت من اجل مواطنيها ورفع مستوى معيشتهم الى اعالي التدريجات العالمية من رفاهية وتعليم وتكنولوجيا وحرية عبادة وهي امور يتوق اليها الكثير من سكان دول المنطقة .

فبمنطق الشعوب هي دولة اخدت زمام امورها وتحركت من اجل مصالحها التي تصب في جعبة شعبها ، ولم تنتظر صدقة من طرف او راي احد في اي تحرك تراه مجديا بالنسبة لها ، ويحفظ سيادتها حتى لو اتّهمها البعضُ بانها يد ( أداة ) امريكا او غيرها من الدول العظمى المتناحرة ، الا انها استطاعت رغم كل صراعات المنطقة الحفاظ على حياة شعبها ، وليس "كأدوات" امريكا الاخرى كمصر مثلا التي يقبع شعبها تحت اشد العذاب .

فعندما نضع الصورتين امامنا - الفلسطينية امام الاماراتية - ونقارن بين تحركاتهما لا يسعنا عدم ملاحظة شحوب الصورة الفلسطينية وضعف حبكتها وقلة حيلتها وهي التي نفضت عن نفسها كل مسؤولية وطنية لتُحمّلها للعالم العربي وتتهم كل تحرك ليس على هواها بالخيانة ، كالتحركات الامراتية الاخيرة التي افضت بها مؤخرا الى اعلان تبادلها التجاري والسياسي مع اسرائيل وتقنينه بعد ان عمل على استحياء سنين عديدة ، والذي لا اعتبره اتفاق سلام كتسمية نتنياهو - لاغراض داخلية - حيث لم يكونوا اعداءا ولا في اي وقت مضى .

فبرايي انه قد حان وقت إزاحة القيادة الفلسطينية - وهي اليد الاسرائيلية بالوكالة - عن المشهد ، لتنهض قيادة بحجم التحدّي ، لا تقدم الدم الفلسطيني من اجل استجلاب الدولار الاوروبي والخليجي الذي يضمن بقاءها ، بل تاخذ زمام امورها وتتحمل مسؤولية قضيتها وتعمل من اجل مصالح شعبها وحفظ دمه الزكي .

مقالات متعلقة