في ظل العصرنة الرقمية والتسارع في التطور التكنلوجي بالعالم والتعاطي مع البرامج المحوسبة وبالأخص في هذه الأيام التي تجتاح العالم جائحة كورونا وتشكل تحدي كبير، فإن الأمية اصبحت غير مرتبطة بعدم معرفة القراءة والكتابة بل أصبحت "الأمية" من منظوري تأخذ منحنى أخر وبالأساس هو عدم مواكبة العصر والتطورات الرقمية.
مع تغيير مجالات التكنولوجيا والحداثة التي غيرت الأفكار والمفاهيم والقيم العلمية والثقافية فإن الأمية لم تعد تقتصر على عدم
القراءة والكتابة، بل أصبحت تعني عدم القدرة على مواكبة معطيات العصر الجديد، والتواصل والتفاعل معها، وهنالك صعوبة لفهم المتغيرات الجديدة وتوظيفها بشكل فعال. بالرغم من أنها فترة مليئة بالتحديات ومليئة بالخوف والغموض فإنني أفضل أن أرى الايجابي بكل شيء، وهنا أرى أن أزمة الكورونا واضطرارنا للتباعد الاجتماعي للحفاظ على صحتنا أمر به العديد من الايجابيات وأولها وأكثرها تسارع الخطى نحو الرقمية والعصرنة ومواكبة ما يحدث من حولنا، في العمل والتعليم، كما أنني اعتبر الأمر رغم كل صعوباته "درس بلا معلم" أي أننا مضطرون للتعلم والتأقلم وإلا سنفقد الكثير في حياتنا اليومية إن كان طلاب معلمين او أهل اما فيما يخص التعليم والبرامج التربوية يتوجب علينا خلق سبل جديدة وتفكير خارج الصندوق لنتمكن على الأقل لنحافظ على ما نحن عليه من تعليم ودراسة وإلا فإننا سنكون متأخرين إن لم نفعل ذلك وعندها سيكون الأمر كارثيًا على الاجيال القادمة خاصة وان التعليم كل تعليم يسير ببطيء ونتائجه تبدو للعيان او تكون ملموسة بعد ثلاث واربع سنوات.
على سبيل المثال لا الحصر فإن طالب الصف الاول يقضي سنتان او ثلاثة سنوات حتى يتمكن من تكوين جملة او قراءة وفهم نص مبسط، أي ان نتائج التعليم لا تظهر بشكل سريع .
وبالتالي توجد أهمية قصوى لضرورة تطوير وتذويت ثقافة التعلم الرقمي أي التعليم عن بعد في المجتمع العربي، وتجهيز الطلاب والمعلمين والأهالي بالأدوات الرقمية والإرشادات والاستكمالات لتمكنهم من التعامل مع الأجهزة التكنولوجية واستخدام التكنولوجيا المتطورة والتعليم المتزامن بواسطة الشبكة العنكبوتية ودمج روح التغييرات والحثلنات في جهاز التربية والتعليم رغم كل التحديات والمصاعب التي تواجه المعلمين خاصة المربين كبار السن قبل الطلاب .
وبهذا الصدد يتم طرح برامج متعددة لنظام التعليم عن بعد وفي غضون العودة لمقاعد الدراسة هنالك ضرورة قصوى لدى الطلاب واولياء الامور، مواكبة عصر التحول الرقمي والتأقلم مع البرامج المحوسبة الجديدة للتعليم عن بعد فلا مفر لنا الا ان نعمل جاهدين ورغمًا عن الجميع بسد هذه الفجوة ، لاستكمال ولدعم السيرورة التعليمية، وبهذا الصدد يجب تسليط الضوء على أهمية الانخراط في المعرفة الرقمية وتقليص الفجوة قدر المستطاع إن الانخراط بالعالم الرقمي والتفاعل معه لم يعد خياراً اليوم بل "مجبراً اخاك لا بطلٌ" فأصبح من الضروري التعود والتمرس من المعرفة الرقمية، وتوظيف المهارات الجديدة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com