الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 04 / ديسمبر 08:02

عندما يتقلّب نوبل في قبرة/ بقلم: خميس أبو العافية

خميس أبو العافية
نُشر: 19/09/20 11:19,  حُتلن: 14:03

بعد التوقيع على اتفاقية "السلام مقابل السلام" و"السلام التاريخي"، مع كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين من جهة واسرائيل، من جهةٍ أخرى، قام برلماني نرويجي بطرح اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام!!.

فيما اقترح برلماني ايطالي اسم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للحصول هو الآخر على الجائزة المرموقة!!!!!.لن أتفاجأ ان فاز ترامب ونتانياهو بجائزة نوبل، معًا او كل على انفراد، فلجنة نوبل للسلام احسنت في (مسارها الطويل) الإختيار وأخفقت في حيزٍ منها. ولعل اختيار الزعيم الأسطوري الافريقي الراحل نيلسون مانديلا يعتبر الأفضل بينما يعتبر اختيار أونغ سان سو شي،زعيمة ميانمار الأسوأ على الإطلاق، فهذه المجرمة السفاحة تقود حرب التصفيات العرقية في بلادها ضد المسلمين الروهينغا مما تسبب بفرار مئات الآلاف منهم الى بنغلادش المجاورة ..باختصار هذا الإختيار يدفعنا الى عدم استبعاد احتمال منح ترامب-نتانياهو جائزة نوبل..نحن طبعًا ضد هذه الفرضية فترامب اعتمد سياسة عدائية ضد كل من اختلف معه في الرأي ناهيك عن ان ولاية رئاسته المنتهية تميزت بتنامي مظاهر اللاسامية من جديد وكذلك العداء بين مُركِبات المجتمع الأمريكي، وطرد مهاجرين من بلاده وأغلق الحدود في وجوههم وصولا الى دعم الشرطة الامريكية وتفهّم قيام البعض من عناصرها بإطلاق النار صوب مواطنين منحدرين من أصول إفريقية ما أدى الى مقتل عدد منهم. وهو يتحمل بنفسه جل المسئولية عن نشر الكراهية في المجتمع الأمريكي، وبسبب سوء تعاطيه مع أزمة الكورونا مات زهاء ٢٠٠ الف امريكي. اما حليفه "بطل سلام الشجعان"، بنيامين نتانياهو فالأخر قتل مفهوم السلام العادل في أذهان الفلسطينيين والاسرائيليين وذلك لاعتماده سياسة تدعم الاستيطان في الضفة الغربية وتراجعه عن مبدأ حل الدولتين وتعهده بضم اجزاء من الضفة الغربية الى اسرائيل نزولًا عند رغبة المهووسين من المستوطنين وغيرها من الاخطاء التي ستدفع المنطقة بسببها ثمنًا باهظًا في المستقبل.

بكلمات أخرى لو راجعنا سجل هذين الشخصين ترامب ونتانياهو لرأينا انه لا يُوجد في سجلهما ما قد يُبرر تواجدهما في قائمة مرشحي لجنة نوبل. فمجرد طرح اسمّي نتانياهو وترامب للجائزة هو العار في عينه ويتنافى مع مبادىء ألفريد نوبل؛ ومن لا يعرف هذا الرجل فهو كيميائي سويدي ابتكر الديناميت الذي كان عاملًا قويًا في القتل خلال الحروب التي وقعت في العالم رُغم ان هدفه من هذا الإبتكار لم يكن للحروب إنما لمشاريع البنى التحية، لذلك اراد نوبل ان يُكفّر عن ابتكاره من خلال تخصيص امواله الطائلة لتُوزع سنويًا على ابطال السلام وعلماء برزوا في مجالاتهم..جائزة نوبل للسلام هي هدية قيمتها مليون دولار امريكي، تُمنح لأبطال وشجعان السلام ولعلماء قدموا للبشرية الأمل والآمال في حياةٍ أفضل. من هنا مجرد التفكير في منح نتانياهو وترامب هذه الجائزة يعتبر انتكاسة لمكانة الجائزة ووصمة عار في جباه اعضاء لجنة الجائزة..
اما ألفريد نوبل فمن المؤكد انه يتقلّب الآن في قبره.. اللهم عافينا واعفو عنا. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة