الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 19:01

معزوم عالزووم/ بقلم: فاطمة عمر خمايسي

فاطمة عمر خمايسي
نُشر: 15/10/20 11:52,  حُتلن: 15:45

شهد العالم هذا العام العديد من الاحداث المفصلية اكثرها تأثيرا كانت ولا زالت جائحة كورونا، ذاك الفيروس الذي غير طريقة التواصل بين البشر ربما للأبد.
فالتباعد الاجتماعي صار امرا ضروريا مناقضا كل تقاليد وعادات السلام التي ترعرعنا عليها، اليوم أصبح العناق او مصافحة الايدي في زمن الكورونا تدل على مدى حب واستعداد الشخص للتضحية وقربه لك حيث نسمع جملة "بدي أسلم عليك رغم الكورونا" مصاحبة ومرافقة لكل عناق او مصافحة، والعكس صحيحا؛ خوفا عليك وعلى نفسي أمتنع عن المصافحة.

وباء كورونا أصاب وأثر سلبيا على جميع القطاعات تقريبا٫ الاقتصادي، الصحي وحتى التعليمي ففي هذه الاثناء لا يزال العديد من الأطفال يقبعون في منازلهم، الطلاب لم يبدأوا عامهم الدراسي كما اعتادوا كل سنة، بسبب تواجدهم ببلدات حمراء؛ التي تشير لعدد إصابات كبير بفيروس كورونا الامر الذي أدى لعدم فتح الباب الدراسي بشكله الطبيعي هذا العام.
الكثير من الأهالي عبروا عن استيائهم وغضبهم لعدم رجوع أولادهم الى مقاعد الدراسة بل واعتبر البعض ان هناك مؤامرة تستهدف الجيل الجديد وتريد سلبهم حق التعليم.


مع ذلك استطاعت البشرية التأقلم مع الوضع الراهن وقامت بتوظيف التطور التكنولوجي لما يخدم مصالحها، جميعنا اليوم نعرف تطبيق الزووم وبعضنا أصبح محترفا في استخدامه، يجيد بسهولة فتح الكاميرا واغلاق مكبر الصوت، ارسال روابط اللقاءات الافتراضية وحتى استغلال صلاحيات معينة تتيح لمستضيف اللقاء التصرف باستبدادية عن طريق اقصاء واسكات كل مستخدم يثير الضجة والمتاعب.


لقد لمع نجم هذا التطبيق مؤخرا بين الجميع بسبب وباء كورونا رغم انطلاقه منذ أكثر من سبع سنوات ولكن استخدامه غالبا ما اقتصر على عمال قطاع الحوسبة، البرمجة والتكنولوجيا.
التعليم عن بعد ليس بأمر جديد على الاطلاق، بدأ التعليم عن بعد في القرن التاسع عشر وعرف بالتعليم عن طريق المراسلة، بحيث كانت المواد الدراسية والوظائف ترسل عن طريق البريد وفي النهاية تتم الامتحانات في مكان معين كحرم الجامعة او مركز تابع للجهة المسؤولة عن التعليم، كما وتم تمرير المواد التعليمية في فترة معينة عن طريق استخدام التلفاز، الراديو وأشرطة الفيديو.

مع دخول الانترنت لعالمنا استبدل البريد الالكتروني البريد العادي والمواقع الالكترونية بدورها اتاحت تواصل المعلم مع المتعلم وبهكذا وضع حد للمضامين الدراسية التي كانت تبث عبر شاشات التلفاز والراديو واليوم في عصر الزووم جميعنا نستطيع ملاحظة التغييرات التي طرأت على مجال التعليم ولربما هذه فرصة لنعود “ولنقف تحية اجلال واكبار للمعلم لعلنا نوفيه التبجيلا "
التعليم عن بعد التعليم يهدف ببساطة اتاحة التعليم لمن لا يستطع التعلم بشكل تقليدي وفي ظروف طبيعية. بالسابق كان كبار السن والعاملين هم أكثر الأشخاص طلبا على التعليم عن بعد، والذي تحول الى منهاج وطريقة تعليم تتبعها الجامعات التي تعرف بالجامعات المفتوحة.


التعليم عن بعد اعتبر من ناحية اجتماعية على انه تعليم اقل كفاءة عن التعليم العادي، حتى ان بعض الجامعات وأماكن عمل لم يعترفوا بشهادات الجامعة المفتوحة، لكن الامر تغير مع الوقت خاصة الان، حيث أجبرت أكثر الجامعات المرموقة الى اتباع طريقة تعليم الجامعات المفتوحة عن بعد؛ والتي اثبتت بجدارة نجاح طريقة تعليمها كونها الأكثر تناسبا مع الوضع الحالي.
كل امر جديد نشهده له ايجابيات وسلبيات بحاجة لفحصها وبحثها بشكل عميق. فسلبيات التعلم عن بعد كثيرة، أهمها حسب رأيي انعدام التواصل البشري المباشر بين المعلم والطالب، ناهيك عن المشاكل التقنية كعدم وجود تغطية، اختراقات لخصوصية الأشخاص خلال اللقاء الزوومي، كل هذه الأمور وأكثر اتاحت لنا إعادة ترتيب افكارنا بما يخص دور المعلم والذي فقد احترامه وتم تقليص صلاحياته بسبب تربية خاطئة لجيل أصبح لا يعرف معنى الاحترام والتقدير.


اليوم بتنا نشهد مدى شوق الطلاب للاستيقاظ باكرا، مدى شوقهم للذهاب الى المدرسة لرؤية رفاقهم ومعلميهم، حتى انهم مستعدين لارتداء اللباس الموحد بلا تذمر، والاهم من ذلك أصبحنا نرى ان الأهالي تقدر دور المعلم؛ كونهم اجبروا على ممارسة دوره ولامسوا التعب والجهد الذي يبذله في سبيل عطاء واكساب أولادهم المعرفة والعلم حتى ولو عن بعد.
للأسف ما زلنا متخبطين بشأن ان كان التعليم عن بعد هو بعد عن التعليم ام بديل مناسب لهذه الظروف، بلا أدنى شك هذا الوضع اتاح لجميعنا التفكير من جديد سواء كنا صغارا ام كبارا حول ماهية وظيفة المعلم...وما هي وظيفة الاهل الذين أصبحوا مربين فعليا وللمرة الأولى مسؤولون بشكل كامل عن تعليم أولادهم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة