الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

قتلوني ضاحكا..- عبد الرؤوف بُوفتح / تونس

عبد الرؤوف بُوفتح
نُشر: 06/11/20 06:28

قتلوني ضاحكا..
____

مولاي ..
أشتهي أن أكون ،
مثل حَبّة قمح في طريق النّمل ،
أو في منقار عصفور
أشتهي يا مولاي..
أن يقبّلني الناس مثل طفل دون ملل ،
أن يبتهلوا لي :
ولو بدعاء وردة ،
وزهو القرنفل ،،
وَلَوْ في ظِلّ قَبْر مهجور
يحرسه الرّمل..
- أنا الان مثل شمعة
أَوْقَدُوها من الجهتين ..!
- مولاي ...
.. يوجد زحام كثير في راسي
شبيه بما سمعته
عن يوم القيامة.
زحام وغبار..
من اول خطوة
سقطتُ فيها وانا صغير
عند ركبة أمي
الى أول تفاحة ..
جرّبت فيها نوايا الشيطان
الى اخر هذا السطر..
في بياض ، لا ياسمين
يُعرّش فيه..
- لماذا تفوت وتتركني
ناشرا دمعتي للقوافل..
لِحُزن نَمَا..
في اليدين : أنامل..؟!
مَنْ رمى قلبي الى فرح بعيد
ثم. فاتْ..؟
ما الذي يفعله العاشق
غير الركض رعبا..
في تضاريس اللغات..
- قتلوني ضاحكا
وانا أتْلو ..
أناشيد الرُّعاة ..!
.. كم أحب يا مولاي،
ان ابقى مثل الدرويش
يغنّي ..للشمس والتراب
مَعروق العينين
مجروح الحلق
مالح الريق..
مختلف الكلمات..
. وما الضّير في أن أضحك على أحزاني كثيرا .. على کل شيء اتذکره ولا يتذکرني ،، على هذيان حبيبتي حين تفتح شباک القلب ولا تراني مربوطا مثل طائر ورقي في ٲصابعها ..
الناس كلهم على حالهم ،،، وعلى دينهم ، وعلى نكد الدنيا يضحكون ... في الشرفات ، والطرقات ، والمقاهي ، وفي تدافع " الكورونا" حول القطيع، وفي قُبلاتهم المؤجلة ، وأمام المساجد والكنائس ، وفي الشقق المفروشة ، وفوق السحاب ، وفي المقابر ... ولِضَحِكهم رَنينٌ كأنّه النّحاس...!

- عبد الرؤوف بُوفتح / تونس
 

مقالات متعلقة