الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 10:02

منصور عباس و"التفكير" في الإنضمام لحكومة نتنياهو/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 07/11/20 11:46,  حُتلن: 17:16

المشكلة ليست في دعوة نتنياهو لبحث قضية العنف في لجنة برلمانية يرأسها منصور عباس، بل المشكلة في أن عباس يثير الشكوك في تصرفاته

- احمد حازم

شاء القدر أن تكون تركيبة "القائمة المشتركة" مثل تركيبة "البوصلة" من أربعة اتجاهات، تختلف عن بعضها البعض، ولا يمكن أن يلتقوا في اتجاه واحد. هكذا هي " القائمة المشتركة" المكونة من أربعة مركبات وكل له اتجاهه ,ومن الصعب أن يكونوا متفقين، لعدم وجود أساس يجمعهم في نهج واحد. وما نعيشه اليوم من مواقف متباينة لهذه المركبات خير دليل على ذلك. فهناك اختلاف في المواقف على صعيد السياسة الخارجية العربية وهناك تباين في الرأي على صعيد السياسة الداخلية (الموقف من الحكومة). فهل يصح استناداً لهذه المعطيات الاستمرار في تسمية القائمة "المشتركة" أم تغيير التسمية إلى "المفرّقة"؟

في الأيام الأخيرة برز نتنياهو كموضوع خلاف رئيس بين مركبات القائمة المشتركة. ونتنياهو معروف بعدائه للمجتمع العربي. لكن عضو المشنركة منصور عباس، مصر على التغريد خارج سرب "المشتركة" وينظر إلى نتنياهو بعين أخرى غير نظرة مركبات المشتركة له. فلماذا يفعل عباس ذلك؟ القيادي في الحركة الإسلامية الجنوبية منصور عياس يرى أنه ليس عيباً وجود تعاون مع رئيس الحكومة نتنياهو إذا كان ذلك يخدم المجتمع العربي. يعني أنه يخلق مبررات للتنسيق مع نتنياهو الذي كما يقول النائب د. إمطانس شحادة على صفحته في الفيسبوك " حرّض علينا مرارًا ولا زال يحرض، وهاجم الدين الإسلامي في عدة مناسبات، واتهمه بالإرهابي والإجرام على غرار صديقه ماكرون، ويريد تقسيم المسجد الأقصى ويعمل على "ضم" أراضي فلسطينيّة، ويرفض منح العرب أي حقوق قومية او حتى معيشية".

منصور عباس واعتماداً على رأيه في كيفية التعامل مع رئيس الحكومة، ضرب بثوابت المشتركة عرض الحائط ووجه دعوة لنتنياهو لعقد اجتماع للجنة الخاصة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي حيث استجاب نتنياهو للدعوة. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتجاهل عباس بقية مركبات المشتركة ويقوم بشكل شخصي بدعوة نتنياهو. وهل عدم التنسيق مع أعضاء المشتركة يعني معرفة عباس مسبقا يرفضهم لذلك؟ ولماذا الإصرار على دعوة نتنياهو؟

رئيس كتلة التجمع د. امطانس شحادة يرى في تصرف عباس ضربة للمشتركة، ويرى أيضاً أن خطة الحكومة لمكافحة العنف في المجتمع العربي التي يفتخر بها عباس هي خطة هي غير جدية وتحمل المجتمع العربي المسؤولية عن العنف. ولكن ماذا تستهدف هذه الحطة حسب رأي النائب مطانس شحادة:" إنها ترمي بالأساس الى تطبيع العلاقة مع الشرطة وتجنيد الشباب العرب للخدمة المدنية والشرطة" كما ويرى في استجابة نتنياهو المشاركة في اجتماعات اللجنة الخاصة بالعنف والجريمة في المجتمع العربي هي " تضليل لاحد نواب القائمة المشتركة والسعى لتفكيك المشتركة ودق الأسافين بين المركبات". والتلميح واضح جداً في أن النائب امطانس شحادة يقصد منصور عباس.

د. شحادة أفهم عباس بكل وضوح انه ليس من حقه أبداً دعوة نتنياهو إذ قال :" المشتركة هي التي قرّرت من سيكون رئيس اللجنة كممثّل للمشتركة، واللجنة ليس ملكاً لشخص او لحزب، ولم يتم الضغط لتُشكّل بهدف التنسيق مع نتنياهو ولا لتبييض صفحته ”. ليس ذلك فقط، فقد تطرق شحادة إلى تفسير انفراد عباس في دعوة نتنياهو، بخروج عن الخطوط العريضة للمشتركة وخاطب عباس بالقول:" إن دعوة رئيس الحكومة لجلسة اللجنة بدون التنسيق مع مركبات المشتركة ولا اتخاذ قرار فيها، يشي بعدم احترام للشراكة ولا الشركاء ولا للمجتمع العربي، الذي صوّت لإسقاط نتنياهو".

في الحقيقة ان المشكلة ليست في دعوة نتنياهو لبحث قضية العنف في لجنة برلمانية يرأسها منصور عباس، بل المشكلة في أن عباس يثير الشكوك في تصرفاته. فهو لم يبلغ زملاءه في المشتركة والأهم أنه قبل أسبوع قال في تصريحات له رداً على سؤال حول ما إذا كان يريد الإنضمام لحكومة يرأسها نتنياهو : انه لا يرفض الفكرة وسيناقش إن طرحت عليه.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن هذه الحالة عاشها المجتمع العربي قبل تسع سنوات عندما كان د. أحمد طيبي رئيساً للجنة فرعية للعنف. وقتها دعا الطيبي نتنياهو، لكنه لم يعلن آنذاك أنه يمكن أن ينضم له، وحسب المعلومات المتوفرة الموثوق بها، كان الطيبي قد أبلغ زملاءه النواب العرب مسبقاً، بالرغم من أن القائمة المشتركة لم تكن موجودة في تلك الفترة، وأن تصرف الطيبي كان انطلاقاً من إيمانه بالتنسيق والتشاور والعمل الجماعي مع أعضاء الكنيست العرب.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لقيادي في في حركة إسلامية مثل (الجنوبية) يدعي دائماً بأنه ضد اليمين، أن لا يرفض فكرة المشاركة في حكومة نتنياهو، حسب قوله، ويقول أنه (سيناقشها) علماً بمعرفته التامة دينيا وسياسيا وأخلاقياً بوجوب الإبتعاد عن دائرة اليمين. سؤال بحاجة إلى جواب.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة