جاء في بيان صادر عن جمعيّة الثّقافة العربيّة ما يلي:"أصدرت جمعيّة الثّقافة العربيّة أمس، الجمعة، نسخةً إلكترونيّة من دورة اللّغة العربيّة، الّتي يقدّمها د. إلياس عطا الله، ودورة أدب الأطفال، الّتي تقدّمها مجموعة من المحاضرين المتخصّصين، واللّتين أنتجتهما ضمن مشروعها "تعلّموا العربيّة وعلّموها النّاس" قبل ما يقارب عشرة أعوام؛ حيث توفّر الجمعيّة كلتا الدّورتين عبر قناتها في "يوتيوب"".
وزاد البيان:"وسعت الجمعيّة من خلال مشاريعها، ومن ضمنها مشروع "تعلّموا العربيّة وعلّموها النّاس" الّذي انطلق عام 2009، لترسيخ مكانة اللّغة العربيّة في المجتمع وأفراده، نظرًا لما تملكه اللّغة من تأثيرٍ في بناء وبلورة الهويّة القوميّة لأيّ شعب عامّةً، وخاصّةً في ظلّ واقع احتلال مستمرّ مثلما يعيش الفلسطينيّون منذ 1948 حتّى اليوم.
تمحورت رؤية مشروع "تعلّموا العربيّة وعلّموها النّاسَ" حول الحفاظ على اللّغة العربيّة في ظلّ سياسات التّجهيل المستمرّ للطّلاب الفلسطينيّين، وقسمت إلى ثلاث مراحل. وارتكزت المرحلة الأولى على البحث ومسح وجرد الكتب المدرسيّة والمناهج الدّراسيّة للصّفوف الابتدائيّة، ودراسة مجموعة كبيرة من الكتب من حقل أدب الأطفال، بهدف رصد الأخطاء وتقييم هذه الكتب من قِبَل باحثين لغويّين وتربويّين، لمضامين هذه الكتب.
أمّا المرحلة الثّانية فكانت عبارة عن استمارة استهدفت معلّمي ومعلّمات الأطفال في المرحلة الابتدائيّة، وبناءً على نتائج هذه الأبحاث والدّراسات، تمّ بناء هاتين الدّورتين، كمحاولة تصحيحيّة لبناء كوادر تدرك أهمّيّة اللّغة وتطويرها بشكل سويٍّ عند الطّفل الفلسطينيّ لنموّ تفكيره وإدراكه أوّلًا، ولبلورة هويّته الوطنيّة والقوميّة ثانيًا.
بالتّالي، تمّ بناء دورتين، الأولى في اللّغة العربيّة، قدّمها د. إلياس عطا الله، وتتناول موضوعاتٍ مختلفة في قواعد الإملاء؛ والثّانية في أدب الطّفل وقدّمتها مجموعة باحثين هم: الأستاذة روزلاند دعيم؛ الأستاذة نادرة يونس، الأستاذ زاهي سلامة، الأستاذ فاضل علي، الأديب والشّاعر حنّا أبو حنّا؛ وتتناول عدّة قضايا حول أدب الطّفل وسلامة بنائه، وحول أهمّيّة اللّغة في تطوير إدراك الطّفل وبلورة وعيه.
ويمكن أن يستفيد من الدورتين كلّ من الطلاب، والمعلّمين، والمرشدين في وزارة المعارف، وأولياء أمور الأطفال، وأيّة هيئات أهلية أخرى تعنى بشؤون الطفولة واللغة؛ إذ تقدّمان آليات تنفيذية لتذليل الصعوبات في تعلّم اللّغة، ووسائل وألعاب للعمل على ترغيب الطلاب وتقريبهم من لغتهم؛ كما أنّ من شأن الوسائل المساعدة المقترحة والألعاب التربوية أن تثير حافزيّة الطالب للتعلـّم بمتعة.
وقالت منسّقة المشروع عند تنفيذه عام 2009، هبة أمارة- البياري، إنّ "هذا المشروع كان دراسة أساسيّة في حينه، وربّما تكون ‘صلاحيّة‘ معلوماته باتت قديمة بعض الشّيء، إلّا أنّ المنهجيّة الّتي وضعها المشروع ودراساته لتعقّب المناهج الّتي تضعها وزارة المعارف الإسرائيليّة ثابتة ولا بدّ من تجديدها بشكل مستمرّ وأن يكون المشروع مسؤوليّة ورؤية جماعيّة تتطوّر لدى كلّ معلّم عربيّ".
وأضافت أنّ "ثمّة مسؤوليّة فرديّة ومسؤوليّة جماعيّة يجب أن يتحمّلها متّخذو القرارات وكلّ من يمكنه التّأثير عليها؛ وهذا ما كانت تراه جمعيّة الثّقافة العربيّة في نفسها، وهو ما دعاها لبناء هذا المشروع".
بدوره قال رئيس الهيئة الإداريّة في جمعيّة الثّقافة العربيّة، الكاتب أنطوان شلحت، إنّ الجمعية تسعى لغاية راهنة من وراء استعادة هاتين الدورتين المتميزتين، وهي تتمثل بترسيخ مكانة اللغة العربية كعامل رئيس في وقاية هوية الفلسطينيين في الداخل تحت وطأة عدّة تحديات مستجدّة ليس أبسطها سن "قانون القومية الإسرائيلي" بالإضافة إلى تواتر حملات الأسرلة على أكثر من مستوى والتي لم تسقط ضرورة مواجهتها. وأشار أيضًا إلى أن هذه الاستعادة هي مقدمة للعودة إلى تفعيل جوهر المشروع الذي أثمر في حينه عن الدورتين، ولكن بحلة جديدة تأخذ في الاعتبار جلّ ما استجد خلال الفترة المنقضية."، الى هنا البيان.