الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 14:01

اهتمام مفاجئ للجبهة بالمواطن

قراءة في بيان جبهة الناصرة / الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 24/11/20 12:05,  حُتلن: 15:57

ما لفت نظري أيضا في البيان، استخدام كلمات معيبة سياسيا واجتماعيا مثل "التهريج" والإنفلات"

عن أي "تهريج" تتحدثون وأنتم أكثر فئة سياسية في المجتمع العربي تقوم بالتهريج السياسي منذ ناريخ تأسيس الحزب الشيوعي الذي أطلقتم عليه الإسرائيلي، وأنتم الذين كثيراً ما بدر منكم ما تسمونه (الإتفلات) في ممارساتكم

أحمد حازم

أعترف بأني أقرأ كافة بيانات "جبهة" الناصرة ولا سيما تلك المتعلقة برئيس البلدية علي سلام، لأنها تزيد من معلوماتي اللغوية عبارات ومفردات "أصحاب القلوب المليانة" وتضيف إليها كيفية استخدام أساليب التربص لمهاجمة الخصم السياسي في كل فرصة مؤاتية. وقد وقع نظري على بيان "الجبهة" الأخير حول انتقاد الجبهة لرئيس البلدية أبو ماهر فيما يتعلق بـ "كورونا" وقرأته من ألفه حتى يائه لأخرج بانطباع زاد من قناعتي بسخافة أسلوب تلك "الجبهة" للنيل من علي سلام. "الرفاق" يتصرفون مثل شخص في غابة يحمل بيده عصا ينتظر الأسد ليواجهه وعندما يسمع زئير الأسد يهرب. وهذا ما ينطبق على "الجبهة" الحمراء في تعاملها مع الأسد الليلكي.

الكل يعرف يا سادة، أن علي سلام لو قام بتغيير مباني الناصرة من أبنية مصنوعة من الباطون إلى أبنية مصنوعة من ذهب ، وجعل شوارعها أجزاء من الجنة، فلن ينال رضاكم أبداً وتجدون دائماً مخرجاً للهجوم عليه، ليس لأنه لم يخدم المواطن النصراوي، بل لأنه دحر قوة سياسية كبيرة مؤثرة في المجتمع العربي حكمت الناصرة حوالي أربعين عاماً وجاء علي سلام ليقول لها:"كش ملك".
لتعلموا يا "رفاق" أن كل إنسان عاقل يدعم الإنتقاد البناء ويتقبله برحابة صدر. وأنا لست ضد هذا التوجه أبداً. ولكني ضد الإنتقاد العشوائي (يمين شمال) وعلى طريقة الإنتقام والتربص. فلماذا أنتم منزعجون من سلوكيات علي سلام فيما يتعلق بكورونا. ألم يذهب علي سلام إلى الكنيست، وخبّط وضرب على الطاولة وصرخ بصوت عال وأسمع ذوي الشأن هناك ألم المواطن النصراوي وتأثيرات كورونا على الناصرة؟ ألم يلتق مع مسؤولين كبار ويفهمهم أنه لا يقبل بهذا الإهمال للناصرة" ؟ أين كنتم أنتم ولماذا لم نسمع منكم أي ردة فعل على ذلك؟

تقولون في بيانكم:"ليس معقولا أن تجوب شوارع المدينة سيارة بلدية، تبث تسجيلا بصوت علي سلام ، يدعو للالتزام بالتعليمات". يقول المثل: "عذر أقبح من ذنب" لكن أسمح لنفسي بتغيير القول إلى " اتهام أقبح من ذنب". ما هذا؟ عندما يقوم رئيس البلدية نفسه بتسجيل مناشدة للشعب بصوته للإلتزام بتعليمات وزارة الصحة ، فهذا يدل على مدى اقتراب الرئيس من الشعب ومدى تواضعه، ودليل واضح على عدم وجود حاجز طبقي بينه وبين شعبه، بمعنى أنه هو نفسه يخاطبهم بصوته وليس بصوت أي إنسان آخر. فهل هذه جريمة سياسية أو جريمة جتماعية؟ أنتم يا سادة لم تتعودوا على هذا النمط من التواضع وبقيتم أربعين عاما في الحكم ضمن حواجز بينكم وبين الشعب.
وتقول "الجبهة" في بيانها: "وفي المقابل يواصل علي ظهوره في وسائل الإعلام العربية والعبرية، بشكل لا يزيد من هيبة المدينة فعليه أن يحاول الارتقاء لمستوى المسؤولية، وأن يلجم خطابه".

نعم، علي سلام تتهافت عليه وسائل إعلام عربية وعالمية لأنه في موقع المسؤولية، وهو كرئيس أكبر بلدية مدينة عربية من حقه إبداء الرأي في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالناصرة وهذه النقطة بالذات تدل على مدى اهتمام علي سلام بزيادة هيبة المدينة وليس بالتقليل منها، ومن يفهم غير ذلك فهذه مشكلته وعليه مراجعة منسوب الإستيعاب لديه. وما يفعله علي سلام من إبداء رأيه فيما يتعلق بجائحة كورونا لا يعتبر أبداً إتكاراً لوجودها إنما انطلاقاً من المسؤولية تجاه هذه الجائحة، فمن حقه أن يناقش ويبحث عن الحقيقة على أساس اهتمامه بالناس وليس الإستهتار بهم حسب بيان الجبهة.

ما لفت نظري أيضا في البيان، استخدام كلمات معيبة سياسيا واجتماعيا مثل "التهريج" والإنفلات". عن أي "تهريج" تتحدثون وأنتم أكثر فئة سياسية في المجتمع العربي تقوم بالتهريج السياسي منذ ناريخ تأسيس الحزب الشيوعي الذي أطلقتم عليه الإسرائيلي، وأنتم الذين كثيراً ما بدر منكم ما تسمونه (الإتفلات) في ممارساتكم، وعلي سلام لا تنطبق عليه هذه الأوصاف لأنه لا ولم يؤمن بها يوماً.

والسؤال المطروح: منذ متى تهتم الجبهة بالمواطن النصراوي وهي التي حكمت هذا البلد حوالي أربعين عاما دون أن تعير المواطن أي اهتمام له ودفعت ثمن ذلك عندما جاء علي سلام وأنقذ الناصرة من فكي الجبهة. فكفاكم أنتم تخبطاً.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة