يتردد الكثير من سكان العالم في الحصول على لقاح فيروس كورونا المستجد، بسبب معاناتهم من الأمراض، خاصة مع غياب الدراسات القاطعة التي تربط الحصول باللقاح بالتأثير على الحالات المرضية الخاصة.
ورغم نسبة الفعالية المرتفعة جدا، للقاحات كورونا الجديدة، إلا أنه لا يزال من غير المعروف بشكل واضح، من هم الأشخاص الذين لا يجب أن يحصلوا على اللقاح، بسبب حالتهم الصحية المعينة، لذا من الواجب على فئات المجتمع الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، توخي الحذر وقراءة الآراء الطبية حول هذا الأمر.
الحساسية
وضعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) فئة واحدة فقط من اللذين لا ينبغي أن يحصلوا على اللقاح: الأشخاص الذين لديهم تاريخ طبي في رد الفعل التحسسي الشديد تجاه أي مكون من مكونات لقاح كورونا.
أما من كان لديهم حساسية شديدة للقاحات في السابق، ولكن ليس لديهم حساسية تجاه مكونات اللقاح نفسها، فتنصح المنظمة بمراقبة حالتهم بعد التلقيح، بحسب شبكة سي أن أن.
ويتعين مراقبة المرضى الذين عانوا من ردود فعل تحسسية تجاه اللقاحات في الماضي، لمدة 30 دقيقة بعد الحصول على اللقاح، وفقا لإرشادات إدارة الغذاء والدواء. بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من الحساسية، فإن التوصية هي وقت مراقبة لمدة 15 دقيقة.
لكن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أكد أن من لديه حساسية خفيفة تجاه أي لقاح آخر، أو لديهم حساسية من الطعام أو الحيوانات الأليفة، يمكنهم الحصول على اللقاح دون الخوف من العواقب.
وتعرض اثنان من العاملين في مجال الرعاية الصحية في بريطانيا ممن كان لديهم تاريخ من ردود الفعل الشديدة للقاحات، لردة فعل سلبية في غضون دقائق من الحصول على حقنة لقاح كورونا. وتعافى العاملان وهما في حالة جيدة، وفقا لنظام الصحة الوطني في إنجلترا.
من لديه مناعة ضعيفة
وأشار مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأنه لا يوجد حتى الآن دراسة علمية لمخاطر الحصول على لقاح كورونا، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بما في ذلك مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية،
وهؤلاء الذين يحتمل أن يكون لديهم استجابة مناعية منخفضة، يجب أن يستمروا في اتخاذ التدابير بما في ذلك ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي، حتى بعد الحصول على لقاح كورونا.
المرأة الحامل
لم يتم اختبار لقاح كورونا على النساء الحوامل ولكن تم التخطيط لإجراء دراسات على هذه الفئة من السكان، وفقا للكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء.
ويعتقد الخبراء أن لقاحات الحمض النووي الريبي، مثل لقاحي "فايزر-بيونتيك" و"موديرنا"، غير المرجح أن تشكل خطرا على النساء الحوامل، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض.
ونظرا لعدم وجود بيانات كافية حتى الآن حول سلامة لقاحات كوفيد-19 لدى النساء الحوامل، فإن الأمر متروك لهن إذا رغبن في الحصول على اللقاح، وفقا للدكتور بيتر ماركس، مدير مركز إدارة الغذاء والدواء لتقييم البيولوجيا والأبحاث.
وقال ماركس في إفادة صحفية يوم السبت: "إصابة المرأة بفيروس كورونا ليس بالأمر الجيد، لذلك قد يكون التطعيم باللقاحات أمر جيد، ولكن في النهاية الأمر متروك للشخص نفسه".
المصابون السابقون
وأشارت بيانات التجارب السريرية المتأخرة إلى أن اللقاح كان آمنا وساعد في حماية الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا في السابق، من الإصابة به مرة أخرى. كان هذا بغض النظر عن شدة حالتهم السابقة.
ومع ذلك، يجب على الشخص المصاب حاليا بكورونا أن ينتظر حتى تختفي أعراضه ويمكنه الخروج من العزلة، قبل أن يحصل على اللقاح.
الأطفال
يُصاب عدد أقل من الأطفال بفيروس "كوفيد-19" مقارنة بالبالغين، لكن يمكنهم نقل الفيروس للآخرين. ويعتبر لقاح "فايزر بيونتيك" مسموح به للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أكثر، لكنهم لن يكونوا من أوائل السكان المؤهلين للحصول على التلقيح، نظرا لأنه يمنح للفئات الأكثر ضعفا من الناحية الصحية.
وحصلت شركة "فايزر" على موافقة من إدارة الغذاء والدواء لاختبار لقاحها على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما، وتخطط شركة "موديرنا" لإجراء دراسة للقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاما