الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 09:02

نقابة العرب

بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 08/01/21 16:17,  حُتلن: 21:54

النقابات وجدت من اجل تحسين اوضاع افرادها ، وتحصيل حقوقهم ، ودرءِ المساوىء عنهم ، والعمل على راحتهم ، فنرى انه هناك ترابطا طرديا بين قوة فاعلية النقابة وبين رفاهية مندوبيها ، وهو ما نلحظه في تعامل وزارة التعليم مع المعلمين ، حيث ان مندوبتهم - يافا بن داؤد -  تقف للدولة بالمرصاد رغم التغييرات الجذرية التي تحصل في كثير من المؤسسات الكبيرة والغنية ، الا ان مندوبة المعلمين عملت وبنجاعة قصوى على عدم المساس باي معلم واي رفاهية يتمتعون بها  واي إحتياط صحي ، اتعرفون لماذا حدث هذا النجاح ؟ لسبب بسيط وهو أنها من جهة تعي جيدا اهمية هذه الوظيفة لمستقبل الدولة وافراد المجتمع ، ومن الجهة الاخرى لأن المعلمين يقفون خلفها صفا واحدا ، ويلتزمون بما يخدم مصلحتهم  العليا . 

مركبان اساسيان من اجل نجاح اي نقابة واي تمثيل ، الامر الذي لو رمينا بظلاله على الوسط العربي لوجدنا انه ينقصنا شطره وبشكل فاضح ، فمن الجهة الاولى نحن نوقن جيدا اهميتنا من اجل سيروية الدولة ، فكلنا عمال واصحاب مصالح ، والحمد لله نرى مؤخرا طفرة ادخلت العربي في كل المجالات الحياتية الاسرائيلية من عامل نظافة الى رؤساء اقسام ومدراء شركات ومبدعين ، ولكن هذا الزخم كله تنقصه النقابة التي تمسك بزمامه وتعمل من اجله بكل وضوح وشفافية بعيدا عن الحسابات الحزبية ، والايادي الخارجية ، ووطنيات زائفة قد تصل في مزايداتها الى درجة الاتهام بالخيانة الوطنية .

نقابة يثق بها الصغير قبل الكبير ، ويؤمن بصدق طريقها غير متعلم قبل المتعلم ، والعامل قبل العاطل عن العمل ، والمتحزب قبل غير متحزب ، ببساطة يتبعها كل عربي كوننا كلنا عمال وموظفين ، وإن لم اكن انا فسيكون ابني او اختي . ولكن كيف نصل الى ذلك ؟

عن طريق إنشاء نقابة عربية عليا ، مركباتها هي نقابات عدة متخصصة ، نقابة عربية عليا تتكون من نقابة الاطباء ونقابة الصيدلة ، ونقابة موظفي مؤسسات الدولة ، ونقابة عمال النظافة ، ونقابة المعلمين ، ونقابة موظفي البنوك ، ونقابة طلاب الجامعات ، ونقابة عمال وموظفي البلديات والمجالس المحلية ، ونقابة المزارعين وعمال المصانع والمعامل الحرة وغيرها ... وكل النقابات العربية الاخرى .

نقابة ينتفض فيها الطبيب من اجل الحارس ، والعامل من اجل الممرضة ، والطالب من اجل الطباخ ، وموظف بلدية كفر برا من اجل موظف بلدية اريئيل العربي ، نقابة تستطيع ان تشل حركة المستشفيات ان ظلمت ، والصيدليات ان فرّقت ، والمجمع التجاري ان ميّز  ، والدولة ان قصّرت .

نقابة من اجل تعاملها مع الدولة لن تحتاج لعضو كنيست ، بل اعضاء الكنيست هم من سيحتاجون اليها كونهم أعضاء فيها ، ومن اجل الضغط على الشرطة لن تحتاج لمظاهرة ،
ومن اجل تحصيل حقوق طالب عربي لن تحتاج لرفع دعوى ضد الجامعة ، بل سيُقدم لها زخمها ، ويبث الرهبة في من يواجهها لعلمه انها تستطيع ان  تعطل عمل اي مؤسسة تظلم احد اعضائها ، ولمعرفتهم بانها تملك من ادوات الضغط ما تحتاجه لتركّع كل مؤسسة .

لا تقل لي هناك لجنة المتابعة لاني حينها ساضحك وابكي في نفس الوقت  ، ففي نظري هي فعلا شكل من اشكال النقابات ولكنها لا تمثل الا نفسها ، فقد وضعتها احزاب تمثل اقلية من المجتمع ، اثبتت فشلها مرة بعد مرة في حل اي مشكلة مجتمعية ، اصبحت تخاف ان تعلن عن اي تحرك او مبادرة لكي لا تعري فشلها من خلال عدم استجابة الجماهير لها ، يتقلدها رئيس - مع احترامنا له - اصبح لا يملك لا الكريزما التي تحتوي الجماهير من حوله ولا مقومات القيادة ولا ثقة الجماهير ، وخير شاهد على ذلك رفض المنتفضين لموت سليمان مصارة حتى سماع كلمة له ، رئيس انتخب مؤخرا بالتزكية دون ان يسمع او يكترث عربي لشخصه غير حزبه الذي ينتمي له ، الامر الشاهد على عدم اهميته او اهمية موقعة او النقابة التي يحاول ان يمثلها للوسط العربي ، لسبب واضح للجميع وهو فشل تلك المؤسسة او لربما تيقن البعض على انها تعمل على عكس اهدافها المعلنة ، ووجودها فقط من اجل امتصاص الغضب العربي والعمل على تفريق كلمته وتبديد مواقفه .

حينها وفقط حينها لن يكون العنف مشكلة ، ولن تصمد مجموعات الاجرام الداخلية بضعة ايام امام مؤسسات الدولة المسؤوله بعد ان يتم اجبارها من قبل النقابة العربية على التدخل الفوري ، لمجرد تلويحها بتعطيل الدولة خلال سويعات قليلة من خلال قرارها الموحد الذي سيحرك الجماهير العربية ويقعدها في البيت مغلقا ومعطلا بذلك للكثير من مناحي الدولة الحيوية 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة