الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 07:02

ما هي رسائل الجسم المنبه لسرطان القولون والمستقيم

د. باسل حاج

د. باسل حاج
نُشر: 10/01/21 11:13,  حُتلن: 20:52

د. باسل حاج:

- احتمال الشفاء من سرطان القولون يتعدى 90% اذا اكتشف مبكرا

- درهم وقاية خير من قنطار علاج، ربما من أكثر الجمل التي تناسب سرطان القولون والمستقيم لأنه بسيط جدا اذا اكتشف مبكرا، وسرطان خبيث جدا اذا ما تفشى في هذه المنطقة الحيوية من الجسم

سرطان القولون والمستقيم، هو نوع من أمراض السرطان التي تصيب هذه المنطقة من الجسم وهي الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، وفي أغلب الحالات، يبدأ هذا النوع من السرطان ككتلة صغيرة من الخلايا غير السرطانية وبعد فترة من الزمن تتحول إلى كتل سرطانية حيث يكون علاجها في بداية تطورها سهلا. من هنا تكمن أهمية الفحص المبكر، في حين تكون العواقب وخيمة إذا تم اكتشافها في وقت متأخر. حول هذا الموضوع تحدثنا مع د. باسل حاج، أخصائي بالجراحة العامة وجراحة المنظار واستشاري جراحة الامعاء الغليظة في مستشفى العائلة المقدسة.


د. باسل حاج

بداية- ما هي اعراض وعلامات سرطان القولون والمستقيم؟
معظم الأشخاص الذين يصابون بسرطان القولون أو المستقيم، لا تظهر لديهم أية اعراض في المراحل المبكرة من المرض. وحين تبدأ اعراض سرطان القولون بالظهور، فإنها تختلف من حالة إلى أخرى، وتكون مرتبطة بحجم الورم السرطاني وموقعه داخل القولون. بشكل عام العلامات المعروفة لشك بوجود سرطان في القولون هي تغيير في نشاط الأمعاء الاعتيادي مثل الامساك، الاسهال، تغيرات في شكل ولون البراز ووتيرة التبرز أو شعور بأن التبرز لم يفرغ ما في الامعاء كذلك وجود دم في البُراز، تشنجات معوية (مغص) دائمة، التعب وهبوط غير مبرر في الوزن.
إن وجود دم في البراز يمكن أن يشير إلى وجود ورم سرطاني، لكنه يمكن أن يشير أيضا إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية الأخرى. إذا كان لون الدم أحمرا ويمكن رؤيته على ورق التواليت، فالأرجح أن مصدره هو البواسير أو ربما شَقّ في فتحة الشرج. مع ذلك أنصح بفحص أية علامة لوجود دم في البراز، بصورة شاملة ودقيقة، بواسطة الطبيب المعالج، لأن وجود دم في البراز يمكن أن يشير، في بعض الأحيان، إلى أمراض أكثر خطورة.

ما هي أسباب وعوامل الخطر لسرطان القولون والمستقيم؟
كما هو الحال في غالبية أنواع السرطان، لا يزال السبب الحقيقي الدقيق لسرطان القولون غير معروف حتى الآن. لكن يرجح الى زيادة في انتاج الجسم لكمية الخلايا في منطقة القولون والمستقيم، يمكن أن يرافقها إنتاج خلايا (مُحْتَمَلة التسَرْطُن) في داخل غلاف القولون الداخلي. ومع الوقت وربما بعد فترة زمنية طويلة جدا - يمكن أن تصل الى سنوات – يمكن أن تتحول بعض هذه الخلايا الفائضة إلى سرطانية. عوامل الخطر للإصابة بهذا النوع من السرطان عديدة أهمها: السمنة الزائدة وقلة ممارسة الرياضة، التدخين وشرب الكحول، كذلك نمط التغذية غير الصحي وعوامل تتعلق بالجينات والوراثة.

في مراحل متقدمة من تطور المرض، يمكن لسرطان القولون أن يخترق جدار القولون وأن يتفشى إلى الغدد اللمفاوية القريبة أو إلى أعضاء داخلية أخرى. تظهر الأورام ما قبل السرطانية غالبا، على شكل كتلة من الخلايا تبرز من جدار القولون. وتظهر أحيانا، كنتوءة لحمية على ساق. كما ويمكن لهذه الأورام ما قبل السرطانية أن تظهر، أيضا، كبقعة مستوية، مسطحة، أو كتجويف في جد ار القولون.

أما بالنسبة للعوامل التي يمكن أن تؤثر على احتمالات الإصابة فتشمل: السن حيث ان حوالي 90% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون تجاوزوا سن الـ 50 عاما. التاريخ الطبي إذا كان يشير إلى نشوء خلايا مفرطة في القولون أو في المستقيم. أمراض التهابية في الأمعاء أو خلل وراثي له تأثير على القولون.
إذا كان التاريخ العائلي يشير إلى إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان القولون يجب ابلاغ الطبيب المعالج واجراء الفحوصات اللازمة.

كيف يتم اجراء الفحوصات المبكرة لسرطان القولون؟
إجراء فحوصات مسحيّة روتينية للكشف عن سرطان القولون هو أمر مفضّل ويوصى به ابتداء من سن 50 عاما في البلاد لجميع الناس. ومن المفضل اجراءها في جيل مبكر أكثر للموجودين ضمن مجموعات الخطر للإصابة بسرطان الامعاء الغليظة. هنالك عدة فحوصات مسحية ولكل منها إيجابيات وسلبيات. من المهم التحدث مع الطبيب المعالج حول الخيارات المتاحة أمام كل شخص ليتم اتخاذ قرار مشترك بشأن أي هذه الفحوصات هو الأكثر ملاءمة في الحالة العينية. هنالك عدة خيارات لفحص القولون: اهمها فحص سنوي للكشف عن دم خفي في البراز أو تنظير القولون مرة كل خمس الى عشر سنوات. في معظم أنواع سرطان القولون، يمكن لعملية المسح أن تكشف عن نتوءات لحمية قد تتحول إلى خلايا سرطانية. كما يمكنها أن تساعد، أيضا، في الكشف عن سرطان القولون خلال مراحله الأولى حين تكون نسبة الشفاء منه لا تزال مرتفعة جداً وتصل الى 90%.

في حال وجود أي علامات مشكوك بها كالدم في البراز (دم أحمر او دم أسود)، أو تغيير في عادات ووتيرة التبرز أو انخفاض في الوزن، على المريض التوجه الى طبيبه الخاص واجراء الفحوصات اللازمة بما فيها تنظير القولون.

ما هي انواع العلاجات القائمة؟
هناك ثلاثة أنواع من العلاجات الرئيسية وهي: العلاج بالجراحية ، العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
تعتبر الجراحة لاستئصال القولون، الحل الرئيسي لمعالجة مرض سرطان القولون وهذا يتعلق بعدد من العوامل أهمها: مكان الورم السرطاني، العمق الذي حفره (اخترقه) السرطان في جدار القولون وما إذا كان السرطان قد انتقل إلى الغدد اللمفاوية أو أعضاء داخلية أخرى في الجسم.

من خلال الجراحة، أعمل على إزالة جزء القولون الذي يحتوي على الورم السرطاني، مع حواف إضافية من الأنسجة السليمة المحيطة به من جميع الجهات، وذلك من أجل ضمان إزالة الورم السرطاني كله، .بالإضافة إلى ذلك، تتم عادة إزالة الغدد اللمفاوية الموجودة بجوار الأمعاء الغليظة وذلك بهدف معاينتها وفحصها للتأكد من عدم اصابتها بالخلايا السرطانية حيث يستطيع الطبيب الجراح، عادة، إعادة توصيل الجزء السليم المتبقي من القولون أو المستقيم.
للعلاجات الكيميائية دور مهم في علاج هذا السرطان وهي مكملة للعلاج الجراحي، وعادة ما تكون اعراضها الجانبية خفيفة. بالنسبة للعلاجات الاشعاعية تستعمل عادة في سرطان المستقيم وهدفها الاساسي تقليل احتمالات عودة المرض الى تلك المنطقة. وفي حال استخدام هذا النوع من العلاج فيكون لفترة محددة قبل الاجراء الجراحي.
أحيانا نضطر الى استئصال كلي للقولون والمستقيم وإزالتهما تماما، وذلك لمنع ظهور أورام سرطانية في المستقبل. المشجع اليوم ان غالبية العمليات يمكن اجرائها بواسطة المنظار والذي يتيح استئصال الورم السرطاني بشكل دقيق وأقل قدر من الفتح والجراحة، الامر الذي يقلل من الوقت المطلوب للتعافي والعودة الى الحياة الطبيعية.

وأخيرا ما هي رسالتك الطبية في هذا الموضوع؟
درهم وقاية خير من قنطار علاج ربما من أكثر الجمل التي تناسب سرطان القولون لانه بسيط جدا اذا اكتشف مبكرا وسرطان خبيث جدا اذا ما تفشى في هذه المنطقة الحيوية من الجسم والتي تؤثر على جودة حياة المريض بشكل كبير. انصح بأجراء الفحوصات الدورية المطلوبة ابتداءا من سن 50 عاما واستشارة طبيب العائلة. المشجع ان عمليات الجراحة بالتنظير تسهل من حل المشاكل لكن الافضل ان لا نصل الى مراحل متقدمة. المشجع أكثر ان هذا النوع من السرطان يمنحنا الوقت الكافي والعلامات والاعراض الكافية للتوجه للطبيب فلا تترددوا في اجراء الفحوصات المبكرة. وبالنهاية تغيير نمط الحياة مهم للحد من خطر الاصابة مهم جدا مثل: تناول الكثير من الفواكه، الخضار والحبوب الكاملة، التقليل من الدهون، وإتباع نظام غذائي متزن ومتنوع والتقليل من استهلاك المشروبات الكحولية، الامتناع عن التدخين، ممارسة النشاط البدني والحفاظ على وزن مناسب.
 

مقالات متعلقة