صدرت حديثًا عن دار المفكر العربي للنشر في القاهرة، رواية "ملائكة في غزة"، للكاتب والناقد محمد بكر البوجي، الذي عمل ردحًا من الزمن في التدريس الجامعي، استاذًا للأدب والنقد في جامعة الأزهر. وهي حكاية شعب يعيش القهر ويعاني الفقر والجوع ويقاوم الحصار بكل صلابة لأجل الحرية.
وقد اختار البوجي عنوان الرواية بناءً على قصة موجودة في الرواية. فغزة التي تعيش منذ اربعة عشر عامًا وصلت التعبئة الدينية فيها حد الاحتراق والهوس الديني، وفي إحدى ليالي القدر في شهر رمضان رأى اهلها إضاءات بين الغيوم فاعتقدوا أنها ملائكة.
ويحاول محمد البوجي من خلال هذه الرواية المكثفة والزاخرة بالأحداث والأفكار والمواقف، طرح رؤية جديدة لمفهوم العمل الروائي، ويوظف التكنولوجيا الحديثة.
يقول محمد البوجي:" معظم الرواية في فلسطين تحمل جزءًا من حكاية كاتبها ، إنها حكاية شعب وأنا جزء من هذه الحكاية ، قبل حرب 1967 أرسلتني أمي ومعي طعام للضباط المصريين الذين كانوا في غزة ، يرفض الضابط أخذ الطعام بذوق رفيع وطلب مني مغادرة المكان ، أحببت هذا الضابط ، وكنت أتابع وهو يطلق من مدفعه نحو طيران العدو ، ثم هاجمته الطائرات وبقى الضباط الأربعة على المدفع في حرب ضروس مع الطائرات المعادية ، إلى أن رأيت جثثا متفحمة ، كانوا أبطالا شجعان ، إنها سيرة شعب تعرض لأكبر عملية تطهير عرقي في التاريخ ، إنها أمريكا وأوربا ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح ، سلاحه الوحيد إيمانه بالحق وعدالة فضيته ، هذا هو محور أحداث الرواية ووسائل السرد فيها".
"ملائكة في غزة" فلسطينية، قلبًا وقالبًا، وهي رواية التاريخ والمقاومة والصمود والمواجهة والحلم الفلسطيني المنشود، ترصد الواقع الفلسطيني المعيشي والحياتي في غزة، وتصور المقاومة والثورة الجديدة التي ستنهي الحصار وتحرر الوطن من ربقة وبراثن المحتل الغاشم.
أبارك لصديقي الكاتب والأديب والروائي الفلسطيني ابن مخيم الشاطئ الأستاذ محمد بكر البوجي، بصدور روايته وتمنياتي له بالمزيد من العطاء والأبداع في مجال الرواية والقصة والبحث والنقد، مع خالص التحيات.