الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

بروين عزب امرأة متعددة المواهب-بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 28/03/21 23:29

بروين عزب ، ابنة كفرقرع ، وام الفحم ، هي امرأة قيادية مجتمعية وناشطة ثقافية رائدة ، وممثلة مسرح وسينما ، ومستشارة تربوية حاصلةعلى اللقب الثاني في الاستشارة التفسية بموضوع العنف واشكاله ، وتعمل في وزارة المعارف .

عملت بروين مركزة لليوم المطول في مجلس بسمة وتسيلاه لمدة ثلاث سنوات ، وهي حاصلة على شهادات في الفنون مثل التصوير وتنسيقالزهور ومكياج مسرح وتلفزيون .بروين عزب انسانة متعددة المواهب والهوايات ، عشقت الفن والتمثيل والمسرح منذ نعومة اظفارها لأنها تجد نفسها فيهما .

وأول عمل مسرحي محلي شاركت فيه مسرحية ” قوارير” وغيرها الكثير من المسرحيات ، وشاركت كذلك عن طريق الاتحاد الاوروبي في بعثةللمسرح الاجتماعي بالمشاركة مع مسرح “الميادين” في ام الفحم برومانيا ، بالاضافة الى ذلك انهت بروين ورشة مسرح مع كبار الفنانينالمسرحيين في المجتمع العربي عن طريق المسرح وسينماتيك ام الفحم،وآخر عمل مثلت فيه دور بطولة لغيلم ” حرمان ” الذي سيشارك قريباًفي مهرجان دبي ، وسيعرض ايضاً في دول اوروبية مختلفة ، عدا العروض المكثفة في البلاد نتيجة الاقبال والتفاعل الجماهيري والشعبيوالنجاح الكبير الذي حصده.

وفي هذا الفيلم تلعب بروين دور الأم التي تحاول في ظل المعاناة وحياة الفقر والذل والواقع الصعب والقاسي مع زوج مدمن مخدرات ، لأنتكون قوية وصامدة تتحدى كل الصعاب التي تواجهها ، دفاعاً عن كرامتها وكي تطعم اولادها وتوفر لهم لقمة العيش.

والفيلم من تمثيل بروين عزب ،مصطفى حسين ، محمد عبد الرؤوف ، قرمان قرمان .

وتدور احداث الفيلم حول صبي في العاشرة من عمره يعاني الفقر والعنف والتفكك الاسري ، ويحاول ان يعوض الحنان الذي فقده من اسرته، خاصة وان رب الاسرة يعاني من الادمان .

حصلت بروين على شخصية العام المغضلة للعام ٢٠١٣ ، وشاركت وما زالت تشارك في دورات لرفع مكانة المرأة والتمكين النسوي وتحضيرالنساء للانخراط في العمل السياسي وادارة سلطات محلية.

كما اشتركت في دورات للقيادة النسائية عن طريق معهد اوسلو للعلوم والتكنولوجيا النرويج ، وسوف تحصل على شهادة عالمية ، وهناكاقتراحات للاشتراك في عدد من الاعمال الفنية الوشيكة .

بروين عزب هي رمز ومثال للمرأة المعطاءة ، القوية ، الواثقة من نفسها ، الطموحة ، الجريئة ، الشجاعة ، المتحررة ، النزيهة،الثائرة علىالتقاليد البالية ، المحبة للفن والمسرح ، المكافحة من اجل حرية المرأة ومساواتها الاجتماعية ، وتحارب التخلف والجهل المجتمعي ، وتقف بوجهالظلم والقهر الذي تعاني فيه المرأة في ظل سيادة الفكر السلفي المتزمت المتعصب والأفكار الدكورية ،وهي تجسيد للفنانة الناجحة التيتعيش الدور وتؤديه كما يجب في اروع صورة .

بروين عزب محاميد ترى في المسرح ليس مجرد نزوة فردية ورغبة جامحة مرحلية تتلاشى بعد العمل او مجموعات الاعمال المسرحية الاولىوالبواكير، وانما ترى في المسرح حضوراً واعياً للقضية الوطنية وطبيعة الصراع الدانر ، ومستوى حاجة وتعطش الناس لاعادة اخراجهماعلى المسرح ، بحيث يتمكن الممثل تعبئة من المسرح للحياة الروحية للجمهور .

انها تسعى دائماً لتقديم وانجاز أعمال فنية حقيقية تعكس وتصور الواقع السياسي والاجتماعي بكل ابعاده، لشعبنا الذي يعاني القهروالاضطهاد القومي والطبقي ، ويكافح لأجل المساواة والسلام والعدالة والديمقراطية.

بروين عزب من المسرحيين والممثلين الفلسطينيين الذين تشهد لهم الساحة الفنية المسرحية بالعطاء والتضحية والجرأة وتقمص الدور الذيتقوم به بنجاح باهر .

وغاية بروين أن ترى الناس احراراً في مجتمع انساني مدني بعيد عن العنف والقتل على ما يسمى “شرف العائلة” ، وأن ترى الناسسعداء، غير مملين ، وغير محبطين ، جذلين ، يتمتعون بالشجاعة ، لا يخافون العاصفة ، وليس لديهم اكياس يجمعون فيها القشوروالاصداف وحطام البيوت .

انها ترفض وتمقت الأخلاقيات التقليدية الزائفة ، وتطلع للآتي ، للصفاء الروحاني الصادق ، وتحلم بمستقبل افضل للمرأة العربيةوالفلسطينية اكثر اشراقا وازدهاراً، تعيش حرة طليقة كالعصفور بدون قيود واغلال المجتمع .

بروين عزب من القامات المسرحية والفنانات المبدعات القديرات اللواتي قدمن للحركة الفنية المسرحية في الداخل الفلسطيني عدداً كبيراً منالاعمال السينمائية والمسرحية ، وربما هي الممثلة الوحيدة في ام الفحم التي تغرد خارج السرب ، ورغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتهاالا انها تخطت ذلك بطموحاتها وشجاعتها وثقتها الكبيرة بنفسها وحبها الشديد للمسرح ، وقد فرضت حضورها وسطوعها كممثلة ناجحةتؤدي ادواراً ايجابية في الغالب .وهي تعمل وتبذل جهداً لتطوير وجذب الطاقات الفنية المسرحية الى عالم المسرح، بغية بناء سينما ومسرحعربي جاد وهادف ، ولأجل خلق وبناء جيل جديد مؤمن بالقيم العليا وناكر للذات والمصلحة العامة ، بعيداً عن المظاهر والشكليات الزانفة ،ايماناً منها باهمية ودور المسرح ورسالة الفن في انتاج وبعث الوعي القادر على صنع الثورة الاجتماعية والفكرية القادمة ، افلم يقل لينين ” اعطني مسرحاً اعطيك ثورة”.

بروين عزب تطمح بتقديم افلام روائية ذات طابع ثوري تحليلي لما يتمتع به الفيلم الرواني من شعبية وجماهيرية واسعة تختلف عن اسلوبالفن التسجيلي القصير.

مقالات متعلقة