الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 13:02

تجاوز الخط الاحمر.!!-بقلم / سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 25/04/21 23:44

نحذر الاحتلال من تجاوز الخط الاحمر ومنهم من قال نحذر (اسرائيل ) من تجاوز الخط الاحمر في القدس .... ومنهم من قال ندين العنف المتبادل في القدس ، صاروخين انطلقا من غزة لا نفهم هل هي حالة تعاطف او حالة اشتباك مع الاحتلال ، فلا شيء مفهوم الان في الساحة الفلسطينية ، فاصحاب مشروع السلام مازالوا يطببون ويبررون عجزهم متمنيين من عواطفهم الجياشة ان ينعم عليهم الاحتلال بالهدوء بما لا يؤرق مصالحهم ووجودهم على الكراسي التي احتلونها تمثيلا وتحدثا باسم الشعب الفلسطيني ، اما عن المقاومة في غزة فكما قلت لا يوجد حالة اشتباك بمفهوم المقاومة كمقاومة ، وربما هناك اكثر من تفسير واكثر من تعليل واكثر من نظرية هل يمكن ان تستمر حالة الاشتباك بين غزة والاحتلال بمفهوم المقاومة الواسع ؟ ام المعطيات الاقليمية والدولية قد تعطي مفهوم للتهدئة وان كان ينقص من حق المقاومة في برنامجها التحرري بكل فصائلها وتحديد ممراتها لوضع بعض المعالجات لما يطرح من تسويات اقليمية ودولية للشان الفلسطيني او في نطاق الحل الاقتصادي ولامني سواء في الضفة او غزة ، فمشروع الحل الاقتصادي يمضي قدما ً وهذا يتبين من كل البرامج التي رفعتها 36 قائمة لمعطيات وواجبات المرحلة بعد عدة قرارات وسلوكيات وممارسات اصبحت نسبة الفقر تتجاوز 60% في غزة وحالات البطالة التي تتجاوز 100 الف ، اما عن الضفة فالوضع ليس اقل من غزة وان كان هناك بعض الانفراجات في العمالة التي تتجاوز 150 الف عامل يتجهون الى داخل فلسطين المحتلة لبناء المؤسسات والبنية التحتية لاسرائيل .

حقيقة من الصعب ان تضع لوحة واحدة في الشان الفلسطيني الان ولكن ربما وصلت نسبة العجز لدى الفصائل الفلسطينية المقاومة والمسالمة الى ما يدعوك للتقيؤ من الشعارات او المواقف التي ترفع او التحركات الشكلية العاجزة عن وضع معالجات حقيقية لنظرية الاحتلال ولنظرية التحرر الوطني ، حقيقة غرفة العمليات في غزة التي حذرت وانذرت وهددت بلغة قد يصعب فهمها سياسيا ً ووطنيا وامنيا عندما قالت ( لا نصمت كثيرا على تجاوز الاحتلال للخطوط الحمراء في القدس ) وهنا نضع التساؤل الاتي هل مازال الاحتلال لم يخترق الخطوط الحمراء للشعب الفلسطيني والفصائل معا ؟ وماذا تبقى للشعب الفلسطيني عندما يسيطر على ما هو فوق الارض وتحت الارض وعندما يحفر الانفاق تحت المسجد الاقصى ويسيطر على بوابة المغاربة وحائط البراق الذي نظر له بعض الساسة الاوسلويين بان لاسرائيل حق العبادة فيما يسمى حائط المبكى ، هل الاحتلال لم يتجاوز الخطوط الحمراء عندما احتل فلسطين هل الاحتلال لم يتجاوز الخطوط الحمراء عندما يضع كاميرات المراقبة على بوابات المسجد الاقصى واذا كان الاحتلال لم يتجاوز الخطوط الحمراء عندما يقوم باقتحامات لرام الله ومناطق الضفة الغربية هل لم يتجاوز الخطوط الحمراء عندما يقتل شبابنا وقت ما يشاء على الحواجز ؟ هل الاحتلال لم يتجاوز الخطوط الحمراء عندما يمنع ويهب ما يتحصل عليه من مال فلسطيني لتسمى الضرائب باتفاقية باريس التي وقعها الاوسلويين مع الاحتلال ليبقى الشعب الفلسطيني مربوط من رقبته لدى مرائب الاحتلال .

حقيقة يا ليت الفصائل تقول اننا عاجزين في هذه المرحلة ولا يستخدموا مثل هذه اللغة التي تعطي صك اعتراف بان الاحتلال قائم ويمكن التعايش معه فيما هو دون الخطوط الحمراء في اعتقادهم ، شيء مذهل حقيقة ومستفز ما يصدر عن غرفة العمليات وتهديداتها المقاومة الفلسطينية ليست في حالة اشتباك ويمكن ان نضع مبرر بانها حامية لاخر جزء من الارض الفلسطينية فقط كمبرر لعدة تراجعات في مفهوم المقاومة الواسع ، ولكن بدل من تلك العنتريات اتركوا الهبة الشعبية او الانتفاضة في المسجد الاقصى تاخذ مكانها بتفاعلات شعبية اقوى واكثر مردودا ً واكثر رعبا للاحتلال بدلا من ان تستخدموا لغة الاستعراض الابجدية والصاروخية التي لا تعطي اي مردود مادي او معنوي .

اتركوا الهبة الشعبية هي الاكثر ملائمة في التعامل مع الاحتلال للخبطة اوراقه ولخبطة منظومة اوسلو ، الا اذا كنتم في نطاق المصالح المشتركة والتفاهمات والاتفاقيات حرصين على هذه المنظومة الفاسدة المتفشي فيها الوباء في المال العام والامن والاقتصاد والاعلام ، بل اصبحت فيروس اصاب كل الكينونة الفلسطينية بتغيير الثقافة الفلسطينية والوطنية الفلسطينية .

هل تقولوا لي ماهو مفهوم الوطنية الفلسطينية في ظل 36 قائمة انتخابية كلها تبحث في نطاق الحل الاقتصادي والامني للشعب الفلسطيني في بقايا الوطن ، هل لم تتذكروا اننا في مرحلة تحرر وطني ؟ هل لا تتذكرون ان سبب ماساة الشعب الفلسطيني وفقره ليس النظام السياسي فقط بل حالة التشابك مع متطلبات ومعطيات الاحتلال ، اتفقتم على انتخابات في ظل الاحتلال فلا عقل ولا موقف وطني يستسيغ هذا العرض والتلميع لثقافة انتخابات في ظل الاحتلال وربما لم يصادف تجربة في العالم تجري انتخابات وطنية او تسمى وطنية في ظل الاحتلال الا من خلال برنامج وطني يقاوم الاحتلال ويصنع مؤسساته كدولة تحت الاحتلال مطلوب منها برنامج متكامل مقاومة الاحتلال بكل الامكانيات ودعم صمود الشعب الفلسطيني من خلال المنظمات الاهلية والبلديات ، هل نسيتم يامن تدعون ان الاحتلال تجاوز الخطوط الحمراء الان فقط انه تم اعفاء الاحتلال من مسؤولياته الانسانية والحياتية التي نصت عليها القوانين الدولية ووثائق ومبادئ جنيف ، يبدو انكم اصبحتم في حالة غيبوبة او حالة استحمار او استغباء للشعب الفلسطيني ، اتركوا الهبة الشعبية في الضفة الغربية لكي تطور نفسها بنفسها بعيدا عن التدخلات من فصائلكم وحالات المشاحنات والمناكفات والاتهامات المتبادلة والتوبيخات كل للاخر من تناقضات الساحة الفلسطينية ، اقصد فصائلها .

الاحتلال يا اوادم تجاوز الخطوط الحمراء منذ ان اعلن قيام دولته على ارض فلسطين وتجاوزها ايضا في كل سلوكياته التي قتل فيها المدنيين ودمر البنية التحتية للشعب الفلسطيني ، هذا النمر من ورق الذي يستمد قواه من مواقفكم المترددة وبعضكم من مصالحة المشتركة معه .. والله المستعان .

بقلم / سميح خلف

مقالات متعلقة