الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

سامحوا بدماء أبنائهم الزكية كصدقة جارية

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 02/05/21 16:31

أحببت ان اتطرق لهذا الموضوع الهام جدا والجدير بالنشر والاهتمام ولنتعلم منه الدروس , وهو مثال يحتذى به في مجتمعنا , وهو موضوع حالات القتل بالخطأ في حوادث الطرق , فقبل عدة أيام قتل ثلاثة شبان من خيرة شباب مجتمعنا من كفركنا بحادث طرق , والسائق المسبب للحادث بالخطأ من قرية المشهد, والبارحة جاء اهل السائق من المشهد بوفد كبير لتعزية أهالي ثلاثة الشباب , رحمهم الله وادخلهم فسيح جنانه , جاؤوا للتعزية وتقديم ما يلزم حسب الشريعة الإسلامية من دية وغير ذلك من واجب ,فأعلن أهالي المرحومين مسامحتهم للسائق وتصدقوا بدماء أبنائهم صدقة جارية عن أرواحهم الطاهرة ليثقل ميزان حسناتهم , وهذا الحدث يجب ان لا يمر مر الكرام , بل يجب ان نعلمه لابنائنا ويعلم جميع ابناء مجتمعنا بهذا التسامح الكبير والاصيل ويقتدي به في مثل هذه الحالات , فما أحوجنا هذه الايام وبالذات في هذا الشهر الفضيل الى مثل هذا الموقف المتسامح والمشرف والى الكلمة الطيبة التي تلين وتريح القلب والعقل ، فالتسامح يحرر القلب وينظفه من الحقد والكراهية ويملئه بالأمل المحبة والرحمة والشعور الإنساني والتفاؤل .

الاخوة الأعزاء , المتسامح هو الانسان الذي يتحلى بالصفات النبيلة التي تقوي عنده نزعة الخير ضد الشر والقوة والمقدرة وإتباع منهج العفو عند المقدرة ، وقد حثّنا ديننا الحنيف على التحلي بالأخلاق الطيبة، ومنها قيمة التسامح، وهذه الفضيلة جوهرة الفضائل لقيمتها في نشر المحبة بين الناس، حيث إنّ نبينا الكريم أنهى حديثه الكريم حول الخلافات بين الناس بـ «وخيركم البادئ بالسلام».
والتسامح هو اللين والتساهل مع الآخر والعفو عن إساءته, فالتسامح يعتبر من أسمى فضائل المجتمع والذي يتضمن طاقة كبيرة من اتساع الصدر وضبط النفس مما يسمح بسيطرة العقل والحلم على الجهل والحماقة , ويقضي على العداوة والبغضاء والأحقاد، ويعزز أواصر التعاون بين أفراد المجتمع بما فيه الخير للجميع .
وأخيرا وليس آخرا , ارجو ان يكون التسامح منهج حياة لنا ، ازرعوا التسامح منذ الصغر في نفوس ابنائكم وكونوا لهم القدوة الحسنه بالتسامح , ففضيلة التسامح تعبر عن قوتك لا ضعفك.. فتمسّك بها لانها صفة كل انسان سوي وشريف ..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة