هموم مسرحية
الى الامـام سِـر-بقلم - اديب جهشان
مؤسس مسرح السرايا – يافا
المصطلح الى الامام سِر , مصطلح متداول في الحركات الكشفية ...استرح ....الى الامام سر...قف...مكانك عُد...الى الخلف دُر .. الى اليمين دُر... الى اليسار دُر ...قف...مكانك عُد ...الى الامام سِر....
رويدا رويدا بدأنا نتحرر من وباء الكورونا والحجر المنزلي لنعود ونسأل عن وضع الفن في بلادنا ونحاول ان نقنع انفسنا بأننا أنتهينا من حركة الى الخلف دُر ...ومكانك عُد , والأهم أن نعود لحركة الى الامام سر ...فالفن بدأ يتحرك والمسرح بدأ يتحرك والجمهور يتحرك واهل الفن يتحركون ويصرخون " ارفعوا الستار...ارفعوا الستار "
نعم هذه قضية جماعية وهامة لاننا مجتمع انساني وحضاري كباقي المجتمعات نتشوق للفن على جميع انواعه ونحب المسرح وطوّرنا المسرح رغم كل قسوة الحياة والتقييدات التي فرضت علينا منذ الحكم العسكري من حيث امكانيات التنقل ورغم شح الميزانيات الحكومية التي نستحقها بعد الحكم العسكري, ورغم كل محاولات مسح هويتنا وطمس مكاسبنا الفنية التي سبقت قيام الدولة ورغم كل ذلك عنقاء الفن رفعت رأسها عاليا متصدية التجهيل والتنكير والعدمية القومية . وحضر الجمهور ودعم ورفعنا الستار وعملنا دون خوف رافضين الرقابة والاحتواء والاستعباد ولم يكن ذلك سهلا في دولة فرضت الرقابة الفكرية على المواطنين العرب بشكل خاص .
الجمهور تفاعل مع المشهد الفني فضحك وبكى واستفاد واستعاد الذاكرة والتاريخ الذي بعثرته الدولة بعد النكبة وتحول المشهد الى حدث فني دون خوف او وجل واصبح حديث المجتمع . فالفنان يعرض الحكاية والقضية والادب وتاريخ شعبنا وحاضره . لقد اصبحنا اصحاب خارطة طريق وارادة فنية قوية ومشينا في طريق الابداع الفني .
الا ان ذلك لم يمنع النقاش حول طروحات المواضيع الثقافية والفنية المعروضة على المسرح بهدف العمل على تحسين اوضاع مجتمعنا ومواكبة تطورات الفنون المحلية والعربية والعالمية وبالتالي التمعن في ابعاد حدود الفنون ووضعها في مقدمة المنصة لتعرض بها حكاية الانسان الفلسطيني , ولادته وطفولته وشيخوخته وحبه وآماله ومعاناته وقلقه وخوفه من العنف والضياع في اوضاع سياسية مُضطهدة متعسفة .
هذا المسرح صهر الجمهور والفنان ليصبح المشهد والجمهور جزء هام من الحدث باختيار وقرار وتصميم من الجمهور المتفاعل مع دور المسرح الهام الذي اثرى مجتمعنا بمواضيع ثقافية وادبية وسياسية وتاريخية ليضفي نقلة هامة في حياة مجتمعنا للأفضل وما علينا الا ان نرفع الستار سوية ونقول معا الى الامام سر... ونسير ونسير متابعين المشوار دون توقف ودون كلل ودون كورونا .
من أجل ذلك علينا ان نرفع صوتنا مطالبين برفع ميزانيات الدعم للمسرح العربي ولجميع انواع الفن مع جميع اولياء الشأن من عالم الفن والادب والسياسة والجمهور العربي الداعم .
آيار 2021