لاشك بأن القضية الفلسطينية لا تزال الرقم الصعب على الصعيدين العربي والعالمي وبات جلياً من خلال ما شهدناه من إخواننا العرب في جمعة الغضب التي تحولت إلى نقاط اشتباك مع الجيش الذي تغطرس في فرض قوته وجبروته الغاشم ، فالجماهير الغفيرة التي زحفت نحو فلسطين من الأردن ولبنان واقتربت كثيراً من السياج الحدودي ماهو إلا تعبير عن حقدهم لهذا الكيان المحتل.
فإرادة الشعوب لايمكن أن تزول بمرور الأجيال الصاعدة ولا دفنها أو القضاء عليها فكيف إذا تعلق الأمر بأولى قبلتهم ومسرى حبيبهم سيدنا محمد وثالث الحرمين الشريفين فهي قضية دينية ووجود وحقوق .
فرسالة الجماهير التي هبت نحو فلسطين واضحة أن القدس ومقدساتها إسلامية عربية وهي ليست قضية فلسطين وحدها
شكراً لتلك الجماهير على وقفتها ودعمها المشرف للقضية التي لايمكن استئصالها أو القضاء عليها فهي قضية وجود وحقوق لايمكن التنازل عنها أو عن شبر منها فلسطين من البحر للنهر.
ولا يمكن استثناء غزة من أي مشهد على الساحة الفلسطينيه باعتبارها الرقم الأول في الدفاع عن القدس ومقدساتها
لم تكن تلبية النداء هي الأولى من المقاومة ولن تكون الأخيرة إذا ما عدنا قليلا للخلف عندما شن الجيش الاحتلال هجمته الشرسة في مدينة الخليل واغلاقها لمدة تزيد عن شهر تقريبا وما حدث أيضا مع خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من شعفاط، فقد لبت المقاومة النداء للتخفيف عن أبناء شعبها .
واليوم أيضا تقوم بواجبها الوطني والشرعي لتخفيف الممارسات الهمجية التي مارسها الاحتلال وقطعان المستوطنين في القدس والأقصى وحي الشيخ جراح والعيساوية خلال شهر رمضان المبارك.
نداء لايمكن رفضة بل قبوله دون تردد ما أثار استهجاني ما قاله النائب أيمن عودة العضو العربي في الكنسيت الإسرائلي عندما قال لا نقبل بأن تقول لنا حماس واجهوا المحتل وسنكون سيفا خلفكم باعتقادي تصريح لايمكن قبوله في هذه الوقت بالتحديد فلم تكن المطالبة بهذا الأمر بل النداء جاء من القدس وشبابها الذين نادوا بالمقاومه فلبت هذا النداء وهي تعرف أن هناك مسار ومشهد آخر سيقوم به الاحتلال بقصف المنازل والأبراج وسقوط الشهداء لكن هذا الأمر لم يثني عزيمة المقاومة ولا أهل غزة الصابرين رغم الحروب التي ذاقوها بفعل الطيران الحربي الغاشم ، وحينما يتعلق الأمر بمسرى النبي وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فدماء الشهداء ماهي إلا نصراً من أجل مقدساتهم وشرعيتهم وحقوقهم .
في يوم نكبتنا 73 نعود من جديد و نؤكد على حقيقة قضيتنا وثوابتنا التي مهما طالت ستبقى ولن تكون مجرد رقم أو اسم في سجلات التاريخ وهي حاضرة ما دام هناك جيلاً صاعدا يؤمن بتلك القضية وحقوقة المشروعة منذ الآلاف السنين التي يحاول المحتل طمسها بالقوة
الحدث الأهم الذي أصاب الكيان اليهودي هو الجبهة الداخلية وزعزعة استقراره أمنيا بفعل المظاهرات التي خرجت لتلبية نداء إخوانهم في القدس وما تعرضوا له ومنعهم من الدخول إلى الأقصى.
اليوم أهلنا في فلسطين الداخل رغم التشتت والتفرقة العنصرية التي مارسها المحتل ، لم يثني عزيمتهم في مواصلة البوصلة وإعادة اللحمة وتوحيد صفوفهم وحماية أنفسهم ومنازلهم من المستوطنين الحاقدين ، فمدينة اللد والرملة وأم الفحم والناصرة وعكا وحيفا ويافا وبئر السبع من شمال فلسطين حتى جنوبها صرخت بوجه الاحتلال ووقفت ضد ممارساته الهمجية الداعمة لقطعان المستوطنين .
هذه اللحمة لم تكن حاضره سابقا وهذا ما عنونت به صحيفة يديعوت احرنوت لم نشهد مثل تلك الأحداث منذ أكتوبر 2000
اليوم أبناء فلسطين يجتمعون نحو هدف واحد والخروج إلى الشوارع لتحرير الأقصى والشيخ جراح المهدد بالمصادره وتحقيق انتصار جديد على المحتل ، رغم ما يجري بقطاعنا الحبيب الذي يواجه غطرسة المحتل الذي لا يعرف الإنسانية في قصف المدنيين الأبرياء دون مراعاة ودون أن يحقق أهدافه وهذا ما يجن جنونه بعد فشل القبة الحديدية في إيقاف صواريخ المقاومة التي تسقط يومياً على المدن الفلسطينية المحتلة والتي أحدثت نقلة نوعية في تلك المواجهة .
بالتالي فهدف إسرائيل بات واضحا رغم الهزيمة وهي السعي من خلال طائراته الحربية بقصف الأبراج وتدميرها حتى يخرج بحفظ ماء الوجهه والمنتصر ،لكن الواقع أثبتت عكس ذلك في ساحة الميدان وكلمة المقاومة كان لها أثر واضح وجلي من هذا المشهد رحم الله شهدائنا الأبرياء.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com