الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 22:01

أطياف متجذرة/ بقلم: نائلة تلس محاجنة

نائلة تلس محاجنة
نُشر: 18/05/21 19:27,  حُتلن: 19:28

ايها العصفور!
الطائر في فضاء الارض المقدسة
احذر عدو الشمس وسحابات النار والرؤوس الدنسة

ايتها السمكة!
المترامية في حوض ركام الموت
نادتك روح طفلة سعيدة حين وجدت لك قارورة حوض حياة وميثاق صوت

ايتها الام الثكلى!
البستِ طفلك ثياب العيد في لحد الحياة
فعيد الموت ماض بين انهيارات السقوف وظلم الجناة

ايها الطفل الصارخ!
دموعك تتراكض بين مسيرة السيقان الشهيدة تحمل والدك الذي لم يكمل حلمك الشامخ

أيها الفتى!
حافر القبور.. تتمنى ان يأتيك يوم فيه لا تحفر قبورا احتياطية لأنك تكره مفاجآتهم وتبني للجنّة العبور

ايتها الابتسامة!
الرقيقة والابية.. لا تزالين تشتعلين جمالا بنورك المفتون، مهما قيدتك اغلال طغاة الإنسانية

ايتها الغزالة!
المرابطة على الأبواب.. انت عاصفة تهدر عنفوانا في وجه الذئاب

ايتها الام الحنونة!
جمعت اطفالك في حضنك الباكي كي لا تأتي لحظة التغييب الا ملتحدة ويلتحم التلاقي

ايتها الطفلة!
المتسائلة للأحجار.. ماذا صنعت كي تستيقظي كل صباح على فتات الانسان وصراخ الاحتضار؟

ايتها الزيتونة!
احترقتِ ولم تستسلمي فأورقتِ حين ارتويتِ دماء فأينعتِ

ايها الفتى العالق بين حطام سرير!
تستنجد أنفاس والدتك حتى لا تغيب وفي ركب الموت تسير

أيها الشيخ!
انت وطن كبير من ثمانية وعشرين.. انت تاريخ يسير في زمن الخيول البيضاء وعلى ارصفة الجبّارين

عذرا منكم... فلم تعد الحروف قادرة ان تلتحف آلام التهجير
ولا صمت الغفير
ولا تشويه التصوير
ولا لوحات التطهير
ولا خائبي الضمير
تشهدون هاجس اغتيال واحياء الإنسانية...
منكم نستلهم الاصطبار
ونستبصر الاستبشار
ونستسقي الاستنصار...!
 

مقالات متعلقة