الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 02:02

عزام الأحمد بين الهلوسة والخداع... روح إلعب غيرها

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

كل العرب
نُشر: 22/05/21 13:16,  حُتلن: 15:43

عزام الأحمد (الفتحاوي) حتى النخاع منذ مطلع شبابه، والقيادي الحالي في السلطة الفلسطينية، يصول ويجول في السلطة دون حسيب أو رقيب على فساده، إن كان في الماضي أو في الحاضر. وفي ملفات فساد السلطة الفلسطينية يبرز اسم عزام الأحمد في مقدمة الأسماء التي أساءت للشعب الفلسطيني وهو يعرف ما فعلت يداه، والتاريخ يا سيد عزام لا يرحم ولا يكذب، والذي يكذب هم المستفيدون من النظام، ومن يكذب من الضالعين في الفساد. على كل حال نحن لسنا في باب الكشف عن فضائح لأنها معروفة لدى الشعب الفلسطيني.

وصلني قبل يومين فيديو للمدعو عزام الأحمد ولا أزال أحتفظ به، يدعي فيه أن الهبة الشعبية في الداخل الفلسطيني، أي التضامن الذي قام به أبناء الجليل والمثلث والنقب والساحل في كافة أرجاء أراضي 48 لم يكن ليحدث دون دعوة السلطة الفلسطينية وفتح للجماهير الفلسطينية في أل 48 بالخروج وتأييد إخوتهم في غزة.

هكذا وبكل بساطة يكذب ويخدع هذا العزام. الذي يقول :"ان فلسطينيو ألــ 48 هم عرب أصليون لبوا نداء فتح ونداء منظمة التحرير الفلسطينية بالوقوف إلى جانب إخوانهم". ما هذا الهراء يا عزام؟ يعني أنت تقصد بوضوح لولا نداء فتح ومنظمة التحرير لما كان هناك ردة فعل من داخل ألـ 48. أليس كذلك؟ طبعاً هذا محض كذب. إن شعبنا الفلسطيني داخل ألـ 48 ليس بحاجة إلى نداء ليقوم بواجبه تجاه إخوته، لا من فتح ولا من منظمة التحرير أو غيرهما. فشعبنا أصيل بالفعل ويعرف متى يقوم بواجبه.

في العام 2000 عندما دخل شارون الأقصى مع مجموعة من جنوده، هب شعبنا ضد شارون ومن معه من محتلين، وأطلق على انتفاضته شعبنا "هبة القدس والأقصى". في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2000 قررت لجنة المتابعة إعلان الإضراب دفاعا عن القدس والأقصى الشريف وحدادا على الشهداء الذين سقطوا في باحاته. وقامت قوات الأمن الإسرائيلية بقمع المظاهرات الاحتجاجية باستخدام الرصاص الحي مما أدى إلى سقوط 13 شهيداً، بالإضافة إلى جرح واعتقال العشرات من المتظاهرين.
وقتها ثار شعبنا وهب لدعم إخوانه في القدس، دون تلبية لأي نداء. يقول الكاتب ممدوح إغبارية: "لا يختلف اثنان في أن هبة عرب الداخل في الانتفاضة الثانية - أكتوبر 2000 كانت شعبية وعفوية بامتياز، كما لا يختلف اثنان أيضا على الدور المركزي الذي لعبه الشباب في اندلاع الهبة، حيث حطّموا الصورة النّمطية التي ارتسمت حوله، ومفادها أنه شباب مؤسرل مستسلم للواقع وغير معنيّ بتغييره، وكان خروج الشباب إلى الشوارع ليس فقط احتجاجا على انتهاك شارون للحرم الشريف، بل كان تعبيرا أصيلا أيضا عما تراكم في نفوس الشباب من مشاعر الغضب والاستياء والنفور من الدولة".

والمفروض بعزام الأحمد أن يكون لديه بعد نظر سياسي أكثر مما هو عليه الآن: فإما أنه لا يستوعب، وإما أنه يسير حسب أجندة مخطط لها. لأنه لو يقرأ الصحافة الإسرائيلية اليومية المعروقة لما تفوه بمثل هذه الكلمات. إسمع يا عزام ما يقوله الكاتب الصهيوني اليساري "جدعون ليفي" في مقال له: "يبدو أن طينة الفلسطينيين تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وقلنا أنه ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ87، أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم. وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة عام 2000، أكلنا الأخضر واليابس، وقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة.. وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، خلاصة القول: يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال".

هل فهمت واستوعبت يا سيد عزام ما يعترف به كتاب يهود؟ طبعاً هذا الاعتراف جاء نتيجة صمود وعقيدة أبناء فلسطين في غزة ورام الله والقدس المحتلة وفلسطينيو ألـ 48 وليس نتيجة نداء من هنا وهناك. الشباب الفلسطيني لا ينتظر أوامر ولا نداءات من أحد ليقوم بتأدية واجبه الوطني, هكذا فعل في الانتفاضة الأولى نهاية عام 1987 وفي الانتفاضة الثانية عام 2000 وفي الانتفاضة الثالثة في النصف الثاني من عام 2015 عندما توترت الأحداث في القدس من اقتحامات متلاحقة من الجيش الإسرائيلي لساحات المسجد الأقصى.

وفي سبتمبر/ أيلول 2015 كثفت قوات الاحتلال إجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين وكررت اقتحاماتها للأقصى. وفي اليوم التاسع من الشهر نفسه أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أمرا بحظر نشاط مصاطب العلم والرباط في المسجد الأقصى بناء على توصيات جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة. وفي الرابع عشر من سبتمبر/أيلول 2015 اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل الأقصى على رأس مجموعة متطرفين؛ في كل هذه الأحداث كان للشباب الفلسطيني داخل ألـ 48 نشاطات واحتجاجات مميزة ضد ما يجري في الأقصى.

كلمة أخيرة لعزام الأحمد المسؤول عن ملف المصالحة مع غزة، والذي فشل به فشلاً ذريعا، وهي أننا في أراضي ألـ 48 فلسطينيون أصيلون منذ نشِأتنا لا ننتظر نداءات لا منك ولا من قيادتك للقيام بالواجب.

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة