الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

سمر في المسرح الفلسطينيّ

بقلم: الكاتب والأديب محمد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 17/06/21 15:41,  حُتلن: 18:06


غمرتني متعة فنيّة وصاحبني الاعتزاز الفلسطينيّ حيث عشت ليلتين جميلتين من العمر سامرًا ساهرًا مع مسرحيّات فلسطينيّة وعربيّة وعالميّة، ومشاهدًا لفرق مسرحيّة فلسطينيّة ومصريّة وشاميّة، في مقاهٍ مسرحيّة وفي دور مسرح راقية في مدننا الحبيبة: القدس ويافا وحيفا وعكّا ونابلس والزّيب والبصّة وغيرها، وحفّزني كرمي العربيّ الفلسطينيّ أن أدعوكم لمرافقتي الى مسرح سينما الحمراء في يافا ومسرح سينما ركس بالقدس ومسرح سينما عين دور في حيفا وقهوة أبي شاكوش في يافا وقهوة زهرة الشرق في حيفا وقهوة الهمّوز في نابلس كي نسهر مع الفنّان العملاق يوسف وهبي والفنّانة الرّائعة أمينة رزق في مسرحية "صرخة الدّم" ومسرحية "بنات الرّيف" ونشاهد فرقة رمسيس ومحمود المليجيّ ونفرح ونحزن ونضحك مع بديعة مصابني وإسماعيل ياسين وحسين رياض وعلي الكسّار ونعرّج على مسرحية "مصرع كيلوبترا" والفنّانة الكبيرة فاطمة رشديّ.
هذا الكلام ليس خيال رجل ثمانينيّ ولا فنتازيا قاصّ روائيّ بل هو واقع وحقيقة منحني ايّاها كتاب "المسرح في فلسطين قبل النّكبة" تأليف الباحث المصريّ ا.د سيّد علي إسماعيل ومن منشورات وزارة الثّقافة الفلسطينيّة وتقديم وزير الثقافة الكاتب الرّوائيّ البارز د.عاطف أبو سيف ويقع في 217 صفحة من الحجم الكبير والورق الصقيل.
وهذا البحث الهامّ والمتميّز مصدره الصّحافة الفلسطينيّة قبل النّكبة مثل "الجامعة العربيّة" و "القدس" و "فلسطين" و "مرآة الشّرق" و"لسان الحال" و "الدّفاع" و "الحياة" و "الزّهور" و "النّفير".
يكتب د. عاطف أبو سيف: "كانت الحياة في فلسطين عامرة مليئة بالبهجة والمحبّة وكانت المسارح في فلسطين منتشرة في المدن من جنوبها الى شمالها وخشبات تلك المسارح تزخر بالأعمال الفنّيّة المترجمة والمؤلّفة محليًّا" ويضيف "شهدت فلسطين نهضة ثقافيّة وفنيّة منذ منتصف القرن الثّامن عشر قلّ مثيلها اذ تحوّلت مدنها الكبرى الى محجّ للفنّانين والمثقّفين".
ويكتب المؤلّف سيّد علي إسماعيل في مقدّمة الكتاب: "كانت فلسطين احدى المحطّات الرّئيسيّة لأغلب الفرق المسرحيّة الّتي زارت بلاد الشّام واستطاعت هذه الفرق أن تسهم بشكل أو بآخر في ظهور النّشاط المسرحيّ الفلسطينيّ وأن تضع (تزرع) بذورًا أنبتت نشاطًا مسرحيًّا فلسطينيًّا كبيرًا.
خصّص المؤلّف فصولًا عن المقاهي المسرحيّة وعن الجمعيّات المسرحيّة وعن النّشاط المسرحيّ في المدارس وعن نشاط النّوادي المسرحيّة وعن الفرق المسرحيّة الفلسطينيّة ثمّ الفرق المصريّة وعددها أكثر من عشرين فرقة مثل فرقة سلامة حجازي وفرقة منيرة المهديّة وفرقة رمسيس وفرقة فاطمة رشدي وفرقة علي الكسّار وفرقة نجيب الرّيحانيّ وغيرها، ويكتب عن كبار الفنّانين مثل نجيب الرّيحانيّ وأولاد عكاشة ومنيرة المهديّة ويوسف وهبي وعلي الكسّار وغيرهم..
هذا الكتاب فاتحة لمشروع طموح تطلقه وزارة الثّقافة لتعزيز الرّواية الفلسطينيّة ويشمل كتبًا توثّق قطاع السّينما والفنّ التّشكيليّ والكتابة الرّوائيّة والزّجل الشعبيّ.
ينقص هذا الكتاب فهرس للمواضيع كما ينقصه فهارس للفنّانين والمسرحيّات ودور المسرح والصحف وغيرها..

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة