(١)
صفيرُالريحِ
صريرُ البابِ
صمتُ الجُدرانٍ
صَرْخَةُ الحَجرِ
الكلُ يَحْثو الرمادَ
في وَجْهي
(٢)
أنفاسُ مَنْ كانوا هُنا
وَرَحلوا مَعْ ريحِ السّمومِ
صُورهُم , متاعهُم
وشَظَايا دَمهُم
تَنْكَأُٰ جُرْحي
تُدمي مَعينَ دَمْعي
(٣)
حَشْرجة عتمُ الليل
مِن وَراءِ قُضْبانِ النافِذةِ
نَقرُ مطرقةِ اليمامةِ البريةِ
على جُدرانِ العُشِ
هَدِيلُها ، قَصيدةُ غََزَلُها
وتصفيقُ جناحَي الذَكَرِ
يَبَْعَثُ الحياةَ في عَدّادِ عمري
(٤)
نَشيجُ الساقيةِ
هَمْهَمَةُ الصباحِ النّدِي
هَفْهَفَةُ النَسيمِ العليلِ
هَمَساتٰ قَلْبِي
الكلُ يقرعُ بابُ أُذُني
يُكَفْكِفُ دَمْعي
يُناجي روحي
(٥)
إنهم على الطريق!
إنهم على الطريق !
إنهم عائدون
إنهم قادمون
أنا ليسَ بِي مسٌ
أنا لستُ في ضلالي القديم
أنا ما زِلتُ أذكُرُهُم
( ٦)
إني أسْمعُ حاديَّ عيسِ عيرِهِم
إني أشمُ ريحَهُم
إني لأمِيْزَ ريح قميصَ يوسف فيهم
عيونُ اليمامةِ الزرقاء
تراهم في الأفقِ
لقد ماتتْ البقراتُ العجاف
وَنَبَتَتْ السنابًلُ
وأُسْرِجَتْ المناجلُ
(٧)
لقد ماتْ العِجلُ
وعادتْ الى المرعى البقراتُ السمان
لقد رحلَ السامِرِيُّ
ولا مَساسَ ! بعد اليوم لا مًساسَ !
لقد عادَت النحلُ الى الجبلِ
لقد عادَ الرحيقُ الى الزهرِ
لقد عادَ العسلُ الى الجرار