الفيديو المرفق من مؤسسة بتسيلم
التعرّض لمضايقات الجنود والمستوطنين وسماع شتائم جنسيّة تنمّ عن احتقار للمرأة والمثليّين، هذا هو الروتين والمشهد الاعتيادي في الخليل!
تفاصيل مؤلمة وتقشعر لها الأبدان، قامت بنشرها جمعية " بتسيلم " في تقرير خاصّ، وجاء فيه:"نحو السّاعة 16:00 من يوم 13.5.21 وخلال أيّام عيد الفطر جاء نحو عشرة مستوطنين إلى السّياج الذي طوّق به الجيش حيّ الحريقة الفلسطينيّ وأخذوا يرشقون الحجارة نحو المنازل المجاورة والمارّة في الشارع المتاخم للسّياج، وقد شهد ذلك عدد من الجنود لكنّهم تجاهلوا الأمر.
في أثناء هجوم المستوطنين اقتحم نحو 15 جنديّاً منزل عائلة دعنا في الشارع نفسه بحجّة أنّ أحد أفراد الأسرة رشق حجراً من سقف البناية. أثناء التفتيش كسر الجنود إحدى نوافذ المنزل وتصرّفوا بفظاظة. أثناء ذلك كانت مي دعنا - وهي متطوّعة في مشروع بتسيلم "الردّ بالتصوير" وسلفتها منال الجعبري وهي باحثة ميدانية لدى بتسيلم في الخليل توثّقان تصرّفات الجنود عبر تصوير فيديو، وقد حاول الجنود طوال الوقت منعهما من ذلك.
بعد مضيّ نحو ساعة ونصف السّاعة غادر الجنود البناية دون يعتقلوا أحداً وحين خرجوا إلى الشارع لم يحاولوا حتى إبعاد المستوطنين الذين استمرّوا حتى ساعات اللّيل برشق الحجارة نحو الشارع بين الفينة والأخرى، وهو ما كرّروه في الأيّام التالية مرفقاً بأقذع الشتائم الجنسيّة تجاه من وثّقوا أفعالهم، وبضمنها ما ينمّ عن احتقار للمرأة والمثليّين جنسيّاً".
خلفيّة:
وتابع التقرير:"يقع حيّ الحريقة في الجزء الجنوبيّ من منطقة وسط البلد في مدينة الخليل (منطقة 2H) ويسكنه نحو 3,000 فلسطينيّ. في عام 1972 أقيمت لِصْقَ الحيّ مستوطنة "كريات أربع" التي أصبح عدد سكّانها اليوم نحو 7,000 مستوطن. أصبح موقع المستوطنة الملاصق لحيّ الحريقة مصدر معاناة كبيرة لسكّان الحيّ جرّاء تنكيل المستوطنين بهم عبر رشقهم بالحجارة وشتمهم والاعتداء الجسديّ عليهم وكل هذا بمساندة من الجيش. تشتدّ هذه الاعتداءات على وجه الخصوص في نهاية كلّ أسبوع وفي الأعياد.
يفصل بين حيّ الحريقة والمستوطنة سياج شبكيّ طوله 1.5 كم وقد اعتاد المستوطنون على الوقوف خلف السّياج ورشق الحجارة اتجاه أربعة مبانٍ سكنيّة في حيّ الحريقة ملاصقة للسّياج. تقيم في هذه المباني عائلة دعنا التي تعدّ نحو 200 نسمة بضمنهم نحو 60 طفلًا. ردّاً على ذلك يقوم بعض أهالي الحيّ برشق المستوطنين بالحجارة لكنّ كلّ مواجهة كهذه تنتهي عادة بتدخّل الجيش لصالح المستوطنين ودعمه لهم عبر إلقاء قنابل الصّوت والغاز المسيل للدّموع نحو منازل الحيّ. وقد سبق أنّ وثّقت بتسيلم عنف المستوطنين الكلاميّ تجاه فلسطينيّين من أهالي الحيّ والذي تضمّن التحرّش الجنسيّ الفظّ .
بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين يعاني سكّان حيّ الحريقة أيضًا من مداهمات شبه يوميّة يشنّها جنود على الحيّ بحجّة البحث عن راشقي حجارة. يلقي الجنود في شوارع الحيّ قنابل الصّوت والغاز المسيل للدّموع بل هُم يلقونها أحيانًا إلى داخل المنازل؛ كما أنّهم في بعض الأحيان يوقفون الأطفال في الشّوارع ويستجوبونهم حول أعمال رشق حجارة. وفي أحيان أخرى يقتحم الجنود المنازل في دُجى اللّيل ويفزعون أهل المنزل من نومهم لكي يستجوبوا أطفالهم حول أعمال رشق حجارة"، بحسب التقرير.