اخبار محلية

بعد انقشاع غبار المعركة الانتخابية

19:59 25/11 |
حمَل تطبيق كل العرب

عبرت الانتخابات المحلية في وسطنا العربي عن واقع الحال والمتتبع لهذه الانتخابات يستطيع وبسهولة ان يرصد الكثير من الإسقاطات التي أثرت وستاثر سلبا او إيجابا على مستقبلنا كجماهير عربية وكشعب يعيش جوا مشحونا بالعنصرية والبغضاء وبسياسة التهميش والتجاهل وهضم الحقوق القومية والمدنية من قبل السلطات باستمرار.وقد تسنى لي وللمرة الأولى في حياتي ان أشارك في الحملة الانتخابية في كوكب وان اكون احد المرشحين في قائمة العضوية لجبهة كوكب مما جعلني أتابع معركة الانتخابات والدخول في تفاصيلها والوقوف على بعض حيثياتها.منذ البدايات الأولى لقيام السلطات المحلية في الوسط العربي وضعت السلطات وباعتراف الكثيرين من منظري الحركة الصهيونية أهداف تخدم سياستهم من وراء إقامتها وفي مقدمة هذه الأهداف, تأجيج الصراع الطائفي والحمائلي والقبلي في كل قرية ومدينة, الهاء الناس باللعبة الديمقراطية وبالسلطة وأبعاد السلطة المركزية عن غضب الجماهير, محاولة السيطرة التامة على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من خلال السلطة المحلية ومن خلال دعم بعض رجالاتهم في كل مكان.والهدف الأكبر كان وما زال ضرب الحركات السياسية الوطنية الشريفة وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية التي كانت وما زالت راس الحربة في الدفاع عن الأقلية العربية في البلاد ولم تتخلى عن دورها القيادي في أي مرحلة من المراحل, وقد رأت في قيادة السلطة المحلية تكليف وليس تشريف فكان لزاما عليها ان تخوض معركة شرسة وقاسية ضد الانتهازية الدينية والعائلية والطائفية والوقوف سدا منيعا أمام سياسة السلطة بالمحاولات الدائمة والجادة لتسييس المعركة الانتخابية وطرح البدائل الكثيرة المتاحة في كل قرية ومدينة دون المس بكرامات الناس ومصالحهم وقد نجحت في كثير من البلدان وأخفقت في بعضها.وبرصد وتتبع لمجريات الانتخابات ولو كان الأمر بشكل اولي وسطحي ومن خلال ملاحظاتي وليس نتاج دراسة معمقة, وباعتقادي فان هذه الملاحظات يمكن ان تنطبق على كل قرية ومدينة جرت فيها انتخابات للسلطة المحلية, ومن هنا يمكننا ان نشير الى الملاحظات التالية:يتصارع على السلطة قوتان أساسيتان هما القوى التقدمية والوطنية الشريفة وفي مقدمتهم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وحلفائها مقابل قوى رجعية وانتهازية موغلة في عدائها للجبهة وللخط الوطني الشريف بشكل عام وهي تتشكل وتتلون حسب مقتضات المكان والزمان فمرة تلبس اللباس العائلي السياسي ومرة الوطني المتطرف وأخرى الديني المتشدد وهي في المحصلة النهائية قوى انتهازية لا أكثر.فعلى سبيل المثال في إحدى القرى اتفقت ستة قوائم عضوية تضم قوائم عائلية ووطنية ودينية فيما بينها على توزيع أصوات ناخبيهم بشرط التصويت للمرشح المنافس للجبهة وإسقاطه.مسؤول أحدى القوائم العائلية يقف بقوة ضد رغبة شركائه في القائمة لأنهم أرادوا الوقوف الى جانب الجبهة ,فتركهم وانضم الى المناهضين للجبهة ودخل في دائرة توزيع الأصوات من اجل ان يصل الجميع وتسقط الجبهة .في كوكب قائمة ترفع شعار الوطنية محليا وقطريا, لم تستطع التمييز بين الوطني والغير وطني ولم تستطع ان تحدد موقفها من الوضع القائم واين عليها ان تقف, وقد راح مندوبها يكيل المديح للإدارة الحالية على الوضع الثقافي المزدهر في القرية ,على اعتبار ان مسرحية الثقافة بدأت عندما عرضوا ماسورة سرحان فذهب سرحان وبقيت الماسورة ,ولو راجعوا فقط عدد المنتسبين الى الجامعات لعرفوا وضعنا الثقافي وهو في تردي مستمر ,لو راجعوا أنفسهم عندما زيفوا تاريخ القرية بإلغاء أسماء من قاموا بكتابة تاريخها وقام الرئيس بكتابة كلمة نقلت حرفيا من مادة كتبت كمقدمة لموضوع لو حدث ذلك لرئيس حكومة في دولة متنورة لاستقال من منصبه فورا وبضغط شعبي, وقد كان ممثلهم في المجلس المحلي شريكا واحد أعضاء اللجنة الجديدة التي ألغت اللجنة الحقيقية التي سطرت تاريخ القرية ومعظمهم أعضاء جبهة ولم تذكر أسمائهم . يبدوا ان الوطنيين لا يروا ولا يشاهدوا المتسكعين في الشوارع وعلى قارعة الطريق والقائمة طويلة جدا لا مجال للخوض فيها. وبعد الانتخابات تهرع لتكون شريكا في الاتلاف دون قيد او شرط . هكذا وقعت القائمة الوطنية بل أوقعت نفسها من اجل الوصول في فخ توزيع الأصوات على القوائم المعادية للجبهة .وهناك قائمة تدعي أنها قائمة دينية اذدنبت لقائمة عائلية كي تصل الى عضوية المجلس المحلي دون ان تطرح برنامج هدفها الوحيد والأوحد جمع الأصوات وإسقاط الجبهة فدخلت هي الأخرى في حفلة توزيع الأصوات على القوائم كي لا يسقط احد.القاسم المشترك لجميع هؤلاء حفنة من الممولين وهم مجموعات انتهازية متنفذة موجودين في معظم قرانا ومدننا العربية لا تراهم العين ولا تسمعهم الأذن وهم أتقياء أبرياء إمام جميع المواطنين, لهم عملاء ووكلاء يعملون في كل مكان كي تبقى أياديهم نظيفة ولطيفة في أعين الناس هدفهم  محاربة الجبهة  وكل القوى النظيفة والشريفة التي لا تباع ولا تشترى,وقد نجحت هذه المجموعات الانتهازية في العديد من ألاماكن  بان تمسك الخيوط وتسيطر على القوائم التي تسير في فلكها بعضهم بالمال وآخرين بتوزيع الشهادات الوطنية على من يريد بشرط تخوين الجبهويين, تصدر الفتاوى وتوزع الصدقات وأموال الزكاة وغيرها على المحتاجين والفقراء كي لا يظن احد انها رشوة فالراشي والمرتشي في جهنم, لم تطلب شيئا منهم الا ان يصوتوا ضد الجبهة والنتيجة معروفة.أما الوعودات بتوزيع الحقائب والوظائف والأشغال والأعمال وترقيات الموظفين والزيادات في المعاشات فحدث ولا حرج, ومن بناء تصوينة هنا وبناء جدار وتزفيت شارع إمام البيت والبناء على نقطة الصفر من الشارع والاعتداء على الأملاك العامة وغيرها من الأمور المباحة والتي أصبحت حديث الناس وتندرهم.وللأسف فقد أصبحت هذه الأمور مباحة وغير محرمة. والإدارة في السلطة المحلية إما غائبة او مغيبة رغم انفها, وعندما حاولت إقناع بعض الشباب بالتصويت للجبهة كان جوابهم الأول كم ستدفع لنا ؟؟. هؤلاء هم امل المستقبل ماذا سيطلبون في الانتخابات القادمة بعد ان أعطيناهم جرعة من الانتهازية في هذه الانتخابات ؟ وكيف سنقنعهم بالتصويت لمبدأ !!!؟.بعض القوائم في كوكب على سبيل المثال ولا اعرف في باقي القرى, خاضت الانتخابات بدون برنامج, كيف يمكن لقائمة تحترم نفسها وتحترم عقل وفكر ورأي المواطن ان تخوض انتخابات للرئاسة والعضوية دون ان تطرح برنامج عمل واضح تطلب من خلاله ثقة المواطن فكانت القائمة الوحيدة التي خاضت الانتخابات بطرح برنامج سياسي اجتماعي ثقافي وطني واضح للأهالي هي الجبهة وهي الوحيدة التي ناقشت وشرحت موقفها, دون ان تتطرق او تهاجم الآخرين.جبهة كوكب الديمقراطية خاضت الانتخابات المحلية وفي جعبتها رصيد كبير من العمل الوطني والسياسي والاجتماعي والتفاف جماهيري واسع واحترام كبير لها ولمواقفها المشرفة ومبدايتها في العمل ونظرتها الشمولية العامة بطرحها شعار " الجبهة عائلة كل الناس". واعتبرت الانتخابات دورة سياسية تثقيفية تقوم من خلالها بالوصول إلى معظم بيوت المواطنين لشرح موقفها وخطها السياسي وطلب دعمها والوقوف الى جانبها في معركة تدور على مصلحة ومستقبل كوكب.حصلت الجبهة على نصف أصوات الناخبين إلا بضع عشرات حالت دون انتصارها وقيادتها للسلطة المحلي ,وحصلت على اكبر قائمة للعضوية برصيد ثلاثة مقاعد وفائض كبير من الأصوات لوصول الرابع وهذا يدل على القوة والصدق والامانه ووضوح الرؤية التي تتمتع بها الجبهة .من نتائج الانتخابات يمكننا ان نستخلص ان هناك استقطاب شديد بين قوى وطنية تقدمية متنورة تبحث عن القواسم المشتركة والعيش الحر الكريم في قرانا ومدننا وهي مشكلة من جميع العائلات وجميع الحارات والفئات والأديان والطوائف, وبين مجموعات تبحث عن مصالحها وتنصب العداء لكل ما هو وطني وتقدمي ومتنور وهي تستغل العائلة والدين والطائفة والمال وكل وسيلة متاحة من اجل الإمساك بزمام السلطة حتى تبقى السيطرة في يدها.  استطاعت الجبهة في هذه الانتخابات من تحطيم أسطورة العائلات وتقزيم الفكر العائلي والطائفي في العديد من قرانا ومدننا وخاصة في القلعة الجبهوية العنيدة مدينة الناصرة وذلك بفرز واضح المعالم في جميع العائلات وبين جميع الطوائف والأديان من هم مع الجبهة ومع عائلاتهم بشكلها الاجتماعي واحترام الجميع بدون تسييس العائلة ومن هم انتهازيون يأخذون برابطة الدم والدين هدفا وذلك بتسخير العائلة والطائفة لأهدافهم وغاياتهم الشخصية, وقد وضعوا نصب أعينهم معادات الجبهة لانها ضد مصالحهم وضد أنانيتهم.  خرجت الجبهة من المعركة الانتخابية أقوى مما كانت موحدة أكثر مصرة على المضي بنهجها وطريقا الواضح بعزيمة اقوى وبثبات وإصرار على الموقف المبدئي وهي تتحفز بكل نشاط لخوض الانتخابات العامة للكنيست وجني اكبر عدد من الأصوات فيها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio