أنا لديّ رواية تُروى وحكاية تُحكى وقصّة تُقصّ بخصوص التعليقات على قصصي وحكاياتي ومقالاتي. وأقول دائما أن أجمل شيء بالنسبة للكاتب هو تفاعل الناس والجمهور والقرّاء والمُعجبين والعشّاق "والسبّاحين والغطّاسين" والنقّاد والحاقدين والغاضبين حيال كتاباته وابداعاته ونتاجه الأدبي.
وأنّ من بين قُرّائي الذين يُعلّقون بإستمرا على كتاباتي التي تُنشر في جريدة "رأي اليوم" الإلكترونية الصادرة من لندن، لصاحبها الصحفي المُخضرم المُعتّق المُبدع الأستاذ عبد الباري عطوان، هو الفلسطيني عاشق فلسطين "أبو العبد" القاطن قسرا خارج حدود الوطن السليب.
"أبو العبد"، أعرفه من خلال تعليقاته الجميلة التي تفيض فهما و"مفهوميّة" وقيافة وحصافة وفصاحة و"ذوق عالي" ووطنيّة متورّدة حثيثة سديدة مديدة سرمديّة، وحنين وشوق وعشق لا ينضب تجاه فلسطين الحبيبة المعشوقة.
تحيّاتي له أينما كان.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });بالنسبة لي فان الهدف الأوّل المرجو والمطلوب والمفهوم من قراءة النص الأدبي هو الإستمتاع بهذا النص، لأنّه دون استمتاع لا أحد ولا شيء يُجبر القارئ على الإستمرار بالقراءة حتى "يُصيبه صداع أو ألم في معدته"، وحتّى لو كان الكاتب "الزير سالم" أو "عنترة العبسي" أو "أبو زيد الهلالي"، "فالله الغني"، والقارئ في هذه الحالة يُخيّر نفسه "الأمّارة بالخير" بين أمرين لا ثالث لهما: "إمّا أن يستعمل الكتاب أو ورق القصة أو المقال "ركزة" أي ركيزة تحت رجل الطاولة أو الكرسي حتى تُحافظ على توازنها وثباتها على الأرض، أو أن "يعزق" (يرمي بقوّة) الكتاب أو الأوراق إلى أبعد نقطة في غرفته أو في مكتبه!!!".
أمّا إذا كان يستخدم في القراءة الوسائل التكنولوجية الحديثة "كمبيوتر أو بلفون"، فأمامه طريقين أيضا: "إما أن يكسر الكمبيوتر ويبيعه خُردة، وإما أن يُلوّح حاذفا البلفون على أصلب صخرة في الجوار ليُحيله إلى "فتافيت" أو أن يرميه ليغرق في اقرب بركة ماء!!!".
هذه مقدّمة فكاهيّة هزليّة وربما ساخرة لردّ "جدّي عميق صلب حصيف رصين مستفزّ قليلا لصديقي وابن صديقي البديع ابن البديع غسان محمد المرزوقي"، وصلني منه من مدينة تونس العاصمة المحبوبة، على جناحي "الطائر الميمون" المُسمّى الواتس آب.
يقول غسان تعليقا على مقالي "يا جمال يا حبيب الملايين يا جمال" الذي نُشر في عدة صحف الكترونية بمناسبة ذكرى وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي انتقل إلى جوار باريه بتاريخ 28 سبتمبر 1970. يقول قولا صريحا، سهما مُنطلقا، دون مواربة ولا مجاملة ولا تمويه ولا مواربة ولا "أخذ بالخاطر"، ولا "مشّينا إيّاها هذه المرّة ببوسة لحية"، أو "مشيّنا إيّاها "بضمّة نعنع"، على رأي غوّار الطوشة.
سأورد نص تعليقه دون تدخّل (إلّا حين الضرورة واللزوم) ولا زيادة ولا نقصان، وكما ورد لي في نصّه الأصلي.
يقول غسان لا فُضّ فوه:
"عندما كنت شابا في "بداية" اصابتي بفيروس السياسة، كنت أقرأ كثيرا عن عبد الناصر وعن بن بلّه وعن الملك فيصل وعن صدّام حسين، .. ألخ ألخ ألخ من زعماء تلك المرحلة. وكان سؤال يطرح نفسه دائما، إذا ما كانوا على صواب فلماذا أخفقوا جميعا؟؟
لماذا لم ينجح واحدٌ منهم قط في بناء مجتمع حُرّ يحتوي كل مواطنيه على اختلافاتهم؟؟
لماذا أخفق بورقيبة في بناء مجتمعٍ واعٍ وإقتصادٍ قوي؟؟
للعودة لصاحبنا (يقصد جمال عبد الناصر، تدخّل أوّلي من طرفي) كان أبي ككل أبناء الجنوب (التونسي، تدخّل تاني من طرفي) قوميّا عربيّا حتى النخاع. ومن طبيعة الأمور أن تكون بصمته على شخصيّتي واضحة جدّا: بكيت كطفل في حرب العراق الأولى، وبكيت كرجل على مشهد الدبابات (ألأمريكية، تدخّل ثالث) على جسر الحمهوريّة في بغداد.
لكنني وصلت إلى قناعة تحكم طريقة تفكيري اليوم وتجعلني مُتمسّكا بمبادئ واضحة لا أحيد عنها، "لقد" كنّا جميعا على خطأ، كانوا جميعا "مُجرمين" بدرجة أم بأخرى في حقّ شعوبهم.
الدولة ليست شخصا (لشخص، تدخل رابع)، والعزّة والأنفة والكرامة كذبة إذا لم تتوفّر لأبسط مواطن.
في مجتمعاتنا القتل خارج القانون ليس سياسة والدكتاتوريّة ليست حُكما وإنما استبداد بالرأي وبالخطأ.
الطريق الوحيد لنهضة هذه الأمة واضح جلي جرّبناه في تاريخنا المشترك: الحُرّية المطلقة لمواطنينا مهما كانت اختلافاتنا تحت سقف القانون.
النهضة الاقتصادية غير ممكنة دون نهضة ثقافية وعلمية ودون بناء الإنسان العربي المُسلم، وما يجمعنا أكبر من القوميّة العربية بأشواط، ما يجمعنا تاريخنا المشترك، حاضرنا ومُستقبلنا، وخاصة ديننا قبل أن تحتكره الطائفية والتجارة.
عبد الناصر مات فقيرا وعاش أبناؤه "مليارديرات"، ويُتّهم زوج ابنته (أشرف مروان، تدخّل خامس) بالعمالة للكيان الصهيوني.
ملايين المصريين كانوا فقراء وآلاف كانوا في سجون الأنظمة المصرية التي بُنيت على "مودال" (موديل) حُكمه المُتسلّط.
العبرة دائما بالنتيجة .
رحمهم الله جميعا.
ربّما كانت نواياهم أحسن من أفعالهم، ولكن مشكلتي ذلك البسيط الذي لا يجد قوت يومه في أمّة تستأثر بكل هذه الثروة!!!".
انتهى تعليق غسان المرزوقي على مقالي "يا جمال يا حبيب الملايين".
أنا أتفق مع غسان، الدكتور غسان المرزوقي، المولود في أواخر السبعينيّات من القرن الماضي في العديد من المواقف التي أطلقها في تعليقة وأختلف معه ربما في بعضها وفي تفسير بعضٍ منها.
وإنما أتفق مع غسان ومع والده محمد المرزوقي، صديقي، أطال الله في عمره، في حُبّنا المتورّد والحثيث والأكيد المشترك، نحن الثلاثة، حُبّنا لتونس ولفلسطين.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio