تُجّارُ الكَلام/ بقلم الكاتبة: جميلة شحادة

 

لا أحبُ أنْ أشتريَ الكلامَ

ولا أنْ أبيعَه.

ذلكَ الكلامُ المُنمَّقِ..

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

تلكَ الشعاراتُ باهظةُ الثمنِ

لا رصيدَ لها عندي لاقْتنائِها.

تِلكَ الشعاراتُ الرنَّانةُ

نَشازٌ عزفُها في دهاليزَ أُذُني.

مقاساتُها فضفاضةٌ..

ألوانُها براقةٌ خاطفةٌ للبَصرِ.

تَضيقُ إنِ ارتديتُها.. ويكلَحُ لوْنُها

عندَ أوّلِ ظهورٍ بها الى الساحةِ،

تحتَ المطرِ الأوّلِ.

لستُ تاجرةً أنا

لا أبيعُ الخواءَ ولا أشتريهِ.

لا أثقُ بتجّارِ الكَلامِ.. لا أثقُ بهِم.

هُم يراهنونَ على..

سَطحيةِ فَهْمي لِمَا وراءَ الكَلامِ

هُمْ يُراهنونَ على.. بَساطةِ حِلْمي،

وعلى.. شديدِ حاجتي للماءِ والهواءِ

هم يراهنون على.. سَلَّتي المليئةُ بالمَسامِ

وعلى سذاجتي.. وعلى تَعكُّرِ الهواءِ في البلادِ

هم يراهنون على.. سوءِ الظَّرْفِ وانحناءِ الهاماتِ

ويركنون ظهورَهم إلى.. سُورٍ يَسندُهُم مِنَ الوَراءِ.

لستُ تاجرةٌ أنا

لا أبيعُ الهواءَ ولا اشتريهِ

لا أبيعُ الخواءَ ولا أشتريهِ

لا أبيع كَرامتي

لا أبيع حريَّتي

لا أبيع آدَمِيَتي.. مِثلُهُم

كيْ يَعيشَ اسمي.. ذاكَ الخلوُدِ الزّائفِ

**************