تغلب في الكثير من البلدات العربية ظاهرة إطلاق النار والتي تكون أحيانا خلال شجار على تفاهات، تنتهي بعائلات ثكلى وسقوط ضحايا مدنيين لا علاقة لهم بصورة مباشرة بالخلافات المحتدمة، في إشارة واضحة إلى فوضى السلاح التي يعاني منها المجتمع العربي في الداخل.
ويأمل القياديون وعشرات الآلاف من المواطنين العرب بأن تتوقف هذه الظاهرة وهذه الشجارات، خاصة عشية شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الفضيل الكريم الذي يأتي ليس فقط للصيام والصلاة والعبادة، بل لتطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها على الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود.
المواطن سمير الأفينش، ابن مدينة رهط، كرّمه الله مؤخرا حين أنقذ حياة ابنه من رصاصة طائشة أصابته خلال شجار، وبالرغم من الاعتقالات – إلا أنّ كافة المعتقلين أطلق سراحهم. ويقول في حديث لمراسل "كل العرب": "لقد تمّ اغلاق الملف لأن الشرطة تقول إنه لا يوجد اثباتات. يعني لو لا قدر الله وكان ابني قتيلا، لوجدت القاتل يتجول في الشارع. المشكلة ليست فقط في الشرطة بل في المحاكم، حيث يتم اطلاق سراحه هناك".
أما الشيخ حماد أبو دعابس فيقول، إنّ "اقصى ما نعاني منه الآن هو الاستهتار من قبل الكثير من الشباب العرب وعدم تقديرهم لخطورة التصرف النشوة أو في ساعة الغضب أو أحيانا في ساعة الفرحة، وفي ساعة الخصام والخلاف، فليس على كل قضية يتم اطلاق الرصاص وإزعاج أهل مدينة كاملة أو بلدة كاملة حتى ساعات الفجر".
وطالب قياديون من المجتمع العربي في الداخل مرارا وتكرارا وقف ظاهرة اطلاق النار التي تقض مضاجع الأهل ووجهوا انتقاداتهم المباشرة لشرطة إسرائيل التي لم تقم بجمع السلاح غير المرخص، مقابل ادعاءات الشرطة بقيامها بنشاط مكثف لمكافحة العنف والجريمة وفوضى السلاح، والذي لم يتم الشعور به حتى الآن بصورة ملموسة على أرض الواقع.
رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان، يستنكر هذه الظاهرة القاتلة والمقلقة ويقول إنّ "ما حدث في مدينة رهط شيء مخيف ومرعب وتواصلت مع كافة الجهات الأمنية كرئيس بلدية، من نائب وزير وحتى آخر شرطي في الجنوب من أجل توفير الأمن للمواطنين".
أما الفنان المسرحي كايد أبو لطيّف فيشير إلى أنّ "ما تعيشه مدينة رهط من احتقانات داخلية، وهناك تحركات لرجالات الإصلاح من أجل وقف ظاهرة العنف هذه – وفي هذه المرحلة نرى هذا التحرك بصورة ملموسة أكثر وهذا من دواعي الفرح والسرور والإطمئنان". وتابع قائلا إنّه يأمل وقف هذه الظواهر السيئة في مجتمعنا عامة.
وفي الوقت الذي يشكو المجتمع العربي من عدم دخول رجال الشرطة إلى الأحياء العربية للتعامل بصورة فورية مع جرائم إطلاق النار، كما كان في بلدة تل السبع والذي انتهي بمقتل شاب نهاية الأسبوع الفائت، كانت معطيات رسمية كشفت النقاب عن أن سبعين بالمئة من مجمل جرائم إطلاق النار في إسرائيل العام الماضي نُفّذت بأسلحة مسروقة من الجيش الإسرائيلي، حيث وقعت العام الماضي أكثر من سبعمئة جريمة إطلاق نار سبعين بالمئة من بينها بواسطة بنادق عسكرية.
ويرى الكثير من الأهالي في المجتمع العربي، خاصة بعد عملية إطلاق النار التي راح ضحيتها عدد من المواطنين الإسرائيليين، أن يتم استغلال هذه القضية التي أجبرت الأجهزة الأمنية على التدخل بقوة بعد أن فهمت أن فوضى السلاح قد تصل إلى المواطنين اليهود – من أجل جمع السلاح غير المرخص من البلدات والمدن العربية، وهو أمر طالبوا به منذ سنوات وبعد سقوط مئات الضحايا العرب في السنوات الأخيرة.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio