لم أتفاجأ حينما رأيت العشرات من أفراد الوحدات الخاصة الاسرائيلية يقتحمون باحة التظاهر في جامعة حيفا وينتشرون في كل ركن من أركانها مبينين عن نيتهم المبيتة في منع رفع كلمة التضامن مع أهلنا في غزة. كان ذلك- بطبيعة الحال- بعد تنسيق كامل وطلب ملح من قبل ادارة الجامعة وجهازها الأمني،( كما عودونا في مظاهرات سابقة شارك بها الطلاب العرب ضد مجازرهم التي لا تحصى ) هذه الجامعة التي شهدت منذ عشرات السنين صحوة وطنية ونهضة قومية ودينية لدى كثير من الجامعيين العرب أبت الا أن ترفع صرخة ألم واحتجاج وتضامن ، صرخت حناجر الطلاب من جميع الأطياف السياسية : " ارفعوا أيديكم عن غزة ، أوقفوا مسلسل المجازر".ولا أشك في أن قيادة هذه الأطياف والمتمثلة بلجنة الطلاب العرب قد عملت بعقلانية، ولم تعلن عن هذه المظاهرة الا بعد حصولها على موافقة خطية من ادارة الجامعة ، وكما أذكر فإنّ هذه القيادات المسؤولة والتي عشت معها فترة ذهبية في النضال كانت حكيمة جدا في تعاملها مع أجهزة الجامعة وعميد طلبتها العنصري ولم تتح المجال لأحد فيالاستفراد بأي طالب عربي. ورغم هذه الحقيقة ، فإنّ جيشا من الشرطة حضر الى الجامعة لتفريق المظاهرة القانونية!! أي ازدواجية وتناقض في سلوكيات ادارة الجامعة مع الطلاب العرب!ومن هنا باستطاعتنا الاستنتاج أن ادارة الجامعة تعمل بشكل غير مباشر على هدم مستقبل الطلاب الجامعيين العرب ولا أريد هنا أن يفهم من الكلام الانهزام وعدم المشاركة في التظاهر..بل فضح هذه المؤسسة التي تحاول اسقاط طلابنا في شركها..إنّ لي تجربة مريرة مع ادارة الجامعة تجعلني أسدي نصيحة بسيطة لكل طالب عربي انتسبَ اليها:شاركوا في هذه المظاهرات ما دامت ضمن القانون، كونوا عقلانيين في احتجاجكم ولا تنجروا خلف عاطفتكم التي اتفهمها واعيشها احيانا كثيرة.. لا تتأثروا من أي تهديد أو اعتقال واعلموا أن ما يحدث هو في سبيل الترهيب والتخويف لكم.. أنتم جيل المستقبل ونخبة الامة ..استمروا في نضالكم ونحن معكم. إنّ حقيقة إخراس واغلاق أفواه طلابنا في جامعة حيفا انما هي جزء من سلسلة انتهاك حقوق العرب في هذه الجامعة،وإن التاريخ يشهد بالكم الهائل للطلاب الشرفاء الذين لوحقوا وتعرضوا للتحقيق ولجان الطاعة لمجرد أنهم طالبوا بحقوقهم المهضومة وهي كثيرة!! وأخيرا لا يفوتني أن أؤكد أن جميع الظروف الصعبة والأوضاع العسيرة التي يواجهها الطالب العربي المنتمي وغير المنتمي للحركات الطلابية العربية في جامعة حيفا انما يعاني منها أيضا كل الطلاب العرب الذين يدرسون في ما يسمّى بالأكاديمية الأسرائيلية وهذه الحقيقة وحدها تلزم إشراك جهاز حقوقي عربي يعمل بالتنسيق مع الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، هذا الاتحاد يحتاج الى دعم مادي وحقوقي يساعده على النهوض بعد ان كان قد تقوقع وانطوى على نفسه في السنوات العشر الأخيرة.الطلاب العرب بحاجة الى دعم شامل من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، من سلطاتنا المحلية ومن الكثير من الجمعيات الحقوقية..والبداية تأتي بعد ترميم اللجان الطلابية والعمل على توحدها في زمن انعدمت فيه وحدة العرب!
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio