سلمى وأمل أختان جميلتان تحبان بعضهما البعض، وكانت سلمى هي الأخت الكبرى وأمل الأخت الصغرى. كانت سلمى تحب الترتيب وتهتم بنظافتها، فتنهض من سريرها وترتبه وتنظف أسنانها وتسوي شعرها لتذهب إلى المدرسة بأحلى وأنظف هندام كما أنها تعمل جاهدة على أداء واجباتها المدرسية على أكمل وجه فترتب خطها وهي تكتب وظائفها حتى ترضى عنها المعلمة.أما أمل فكانت طفلة فوضوية تنهض متأخرة على المدرسة فتترك سريرها يعج في فوضى عارمة ولاتهتم بنظافة أسنانها ولا تمشط شعرها ولا تهتم بأظافرها فهي دائماً سوداء وطويلة، وكانت الأم توجه الملاحظات لسلوك أمل وتقارنها بأختها الكبرى سلمى المرتبة والنشيطة وتحزن عندما ترى أمل لا تعطي بالاً لما تقول أمها. وفي يوم من الأيام عادت كل من سلمى وأمل من المدرسة، فسارعت سلمى لغسل يديها ثم جلست على مائدة الطعام، أما أمل فإنها جلست مباشرة دون أن تقوم بتنظيف يديها، فقالت لها أمها: لماذا لم تغسلي يديك يا أمل. أجابت أمل: يداي نظيفتان يا أمي....انظري. فقالت لها أمها: إن يديك تبدوان نظيفتين ولكنهما في الحقيقة مليئتين بالجراثيم التي تؤذينا وتسبب لنا الأمراض. فأجابتها أمل: ولكنني جائعة يا أمي أريد أن آكل؟ وهكذا تجاهلت أمل نصيحة أمها.وفي المساء أخبر الأب أسرته أنه سيأخذهم في اليوم التالي إلى حديقة الحيوانات لأنه يوم عطلة، ففرحت العائلة لذلك. وفي صباح اليوم التالي استيقظت سلمى كعادتها نشيطة تستعد لتلك النزهة الجميلة، أما أمل فإنها لم تستطع النهوض من سريرها لأن حرارتها كانت مرتفعة وتبدو عليها علامات المرض.وهكذا ألغيت نزهة حديقة الحيوانات بسبب مرض أمل، وعندما ذهبت أمل إلى الطبيب أخبرها بأنها مريضة بسبب الجراثيم، فنظرت أمها إليها وقالت لها ألم أقل لك إن الجراثيم تسبب لنا أمراضاً عديدة وتذكري يا أمل أن النظافة من الإيمان. ومن هذه اللحظة قررت أمل ان تهتم بنظافتها وترتب غرفتها، لانها تعلمت درسا مفيدا، وقد اقتنعت اقناعا تاما ان النظافة ضرورية وان النظافة من الإيمان.