* تزوجت في جيل مبكر إلا أنني لم أتنازل عن حقي في إكمال دراستي. كانت مفاجأة كبيرة من زوجي أن يسجلني للالتحاق بالتعليم الأكاديمي..
* استطعت إحراز أعلى المعدلات ونلت شهاداتي بتفوق مع مرتبة شرف..
شقت السيدة هيفاء مجادلة لنفسها طريقاً تبصر فيه حصد الطموحات والانجازات والتفوقات. هيفاء متزوجة وأم لثلاثة أولاد، أمير وركان وإيوان، مواليد باقة الغربية، في مقتبل عمرها، تفتح اذرعها للمستقبل، شعلة من النشاط، وإصرار على العمل، مثابرة وطاقة بلا حدود. وأحلام تلامس الغمام وإتقان في العمل ونشاط يدوم ويدوم. تبدأ هيفاء وتقول، أنهيت الصف الثاني عشر تخصص حسابات ومباشرةً بعد الثانوية سجلت للتعلم في أكاديمية ألقاسمي – كلية إعداد معلمين تخصص لغة عربية ودين إسلامي وتلك كانت انطلاقتي بمحطة اولى هامة في حياتي وخرجت منها بشهادات تقدير وبمرتبة شرف أولى. بسبب حبي للغة العربية منذ صغري وحبي للأدب نشأت في بيت يحترم التعليم وبين رفوف مكتبة زاخرة بالكتب. كنت في البداية امرر يدي على الكتب فأحسست بعلاقة خاصة بيني وبينها ووطدتها بالقراءة. توجهت إلى الجامعة في تل أبيب لأكمل تعليمي بسنة إضافية للاستكمالات ثم لدراسة اللقب الثاني في الأدب العربي.تزوجت في جيل مبكر إلا أنني لم أتنازل عن حقي في إكمال دراستي. كانت مفاجأة كبيرة من زوجي أن يسجلني للالتحاق بالتعليم الأكاديمي، وهو الذي فاجأني للتسجيل للقب الأول وكرر المفاجأة للتسجيل للقلب الثاني في الجامعة إيماناً منه بقدراتي وعطائي ونشاطي.
وتأكدت من وعده لي بإكمال دراستي بعد الزواج خلافاً للكثير من الأزواج الذين لا يوافقون المرأة للتعلم والعمل بعد الزواج وإصرارهم على أن تنجب الأولاد وتنظف البيت. وهو بذلك بدد كل مخاوفي أن يكون شبيهاً بغالبية الرجال الشرقيين. اثبت لي عكس ذلك على ارض الواقع. ولم يقف الأمر عند ذلك، بل رافقني خلال تعليمي محفزًا ومشجعًا وداعمًا.بفضل الله وبفضل دعم زوجي وأهلي (أبي على وجه الخصوص) استطعت إحراز أعلى المعدلات ونلت شهاداتي بتفوق مع مرتبة شرف. مجلس التعليم العالي يدأب على تقديم منح تفوق لـ 11 طالب جامعي ذوي أعلى معدلات في جميع الجامعات في إسرائيل. اتصلت بي رئيسة قسم المنح في جامعة تل أبيب وقالت إنني مرشحة للتصفية الأولى وأخبرتني أيضا أن الحديث يدور عن منافسة شديدة جدا، وأنه ليس من السهل أبدًا الفوز بالمنحة. وطلبت مني أوراقي الثبوتية. قدمت أوراقي وعلاماتي في اللقب الأول والاستكمالات. وكان الاتصال الهاتفي الثاني الذي تلقيته منها والذي حمل معه خبر الفوز: "هيفاء، أريد أن أبارك لك، حصلت على المنحة وأنت من القلائل الذين اخبرهم بنفسي لساناً". دعيت لتوزيع الجائزة في الجامعة العبرية في القدس برفقة زوجي وأهلي. ما حدث في الاحتفال كان مثيراً للانتباه، كان المقدم في الاحتفال يعرف كل طالب حاز المنحة بعدة جمل. عندما نادوا علي لاستلام الشهادة والمنحة قدمني إلى الجمهور بقوله "أريد أن أخبركم أن هذه الطالبة تشغل منصبًا بوظيفة كاملة وهي أنها أم لطفلين شعرت بتلك اللحظة بتقدير للطالبة الأم وقال ايضاً أن علاماتها العالية لم تجعلهم يترددون للحظة في إعطائها المنحة وان هيفاء لديها طاقة كبيرة وطموح جدي للأبحاث الأكاديمية، تشجيعاً للبحث العلمي، وهذه المنحة هي أيضا تشجيع للمرأة العربية في إسرائيل، ولدعم مكانة المرأة العربية في المجتمع أيضا". وما عزز ثقتي بنفسي وزاد من إصراري أن أتعلم وأكمل دراستي. كوني كنت الفتاة العربية الوحيدة المتحجبة.