اخبار محلية

إفِّكت ليبرمان - عودة بشارات

13:16 13/02 |
حمَل تطبيق كل العرب

إفِّكت ليبرمانعودة بشاراتفقط في الساعات الأخيرة من يوم الانتخابات، وعندما اتضح أن نسبة التصويت المتدنية جداً لدى العرب مقابل اليقظة الانتخابية لدى اليهود، قد تضع خطاً على التمثيل العربي في الكنيست، فقط آنذاك تنادت الجماهير وجاءت الفزعة. ومن بين الأدوات التي تم استعمالها كانت مكبرات الصوت المتنقلة التي تثير أشد الغضب في مجتمعات أخرى بينما نحن نرهف لها الآذان، لأننا نريد أن نعرف شو السيرة، فهذه المناداة تحمل خبراً دراماتيكياً في الغالب، وفقط من خلال "دبة الصوت" يكون الوقع أفخم والاقتناع أكبر.  وهكذا في "نضال الفزعات" هذا، خرجنا، بقضنا وقضيضنا، في الساعات الخمس الأخيرة، لنحمي تمثيلنا في البرلمان، وبفضل ليبرمان، و"بفضل" أن ظهورنا كانت للحائط، ارتفعت نسبة التصويت، وتصدينا للهجمة، وربحنا معركة التمثيل العربي، ولكن الحرب ما زالت في أوجها، فاليمين سيطر بكل القوة على الخارطة السياسية في إسرائيل. والحقيقة أن هنالك جواب آخر على السؤال الذي يُطرح: "لماذا لا نؤثر في  السياسة الإسرائيلية من خلال الكنيست؟"، والجواب واضح، نحن نؤثر جداً، والكثير من القوانين العنصرية أفشلناها، ولكننا، وبحق، لا نؤثر بما فيه الكفاية، لأن العرب لا يصوتون بما فيه الكفاية، فبإمكان العرب إيصال، بموجب نسبتهم بين المصوتين، 18 عضو كنيست على الأقل، ولأنهم مجموعة مضطهدة والبرلمان هو أهم سلاح المجموعات المضطهدة بإمكانهم أن يوصلوا للكنيست على الأقل 20 عضو برلمان، وتخيلوا الكنيست الآن بعشرين عضو كنيست عربي، عندما يكون باستطاعتنا سد الطريق على اليمين المتطرف والفاشي من تشكيل أية حكومة. وكانت هنالك فترة كهذه، خلال حكومة رابين الثانية في بداية التسعينات، وشهدنا آنذاك بالإضافة إلى التقدم في الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، تقدماً أيضًا، في جميع مجالات حياة العرب في البلاد، وفي حينه قُتل رئيس وزراء إسرائيل، ليس لأنه أبرم اتفاقاً مع عرفات، بل لأنه أبرم هذا الاتفاق معتمدًا على أصوات العرب.في كل انتخابات يحاولون رفع نسبة الحسم، والحسم، كما "المحسوم" لدى إخوتنا في الضفة المحتلة، هدفه حبس أصوات العرب وممثليهم عن التدفق إلى حلبة اتخاذ القرار، وذكرنا أنه في غابر الزمن تفتقت أذهان العنصريين عن بدعة لم يسجلها التاريخ "الديمقراطي" في مسيرته المظفرة، حينما طالبوا، لشطب تأثير العرب، بأغلبية ذات "حسب ونسب" (רוב מיוחס)، لدى إجراء أي استفتاء حول إرجاع الجولان إلى سوريا فطالبوا باعتماد نسبة 60% شرطاً لإرجاع الجولان لأصحابها الشرعيين. (وحتى السادات الشريك في اتفاقية كامب ديفيد الخطيرة، أطلق على هؤلاء الحكام كنية "لصوص الماشية" الذين بعد أن يسرقوا المواشي يُملون شروطهم على أصحاب المواشي الشرعيين لإرجاعها لهم، كما يخبرنا بذلك محمد إبراهيم كامل في كتابه المثير "السلام الضائع").باختصار دورنا في الكنيست هام جداً، وهذا النضال ممنوع أن يكون نضال فزعات، ويجب أن يكون نضالاً مدروسًا، ويجب أن لا نُتأتئ وأن نقول للناس بكل قوة، إن البرلمان الإسرائيلي هو من أهم ساحاتنا النضالية، وهذه الساحة تتطلب عمل النملة من حيث المواظبة، وعمل الأسد من حيث الجرأة، بالإضافة، طبعًا، إلى اعتماد الحكمة.واليوم حين يصبح ليبرمان، رجل هذه الانتخابات الأول، فهو من سيقرر شكل الحكومة القادمة ووجهتها السياسية، هنالك حاجة أن لا نجلس، نحن وممثلونا، ننتظر الآخرين يصنعون الأحداث، وكأنه لا شأن لنا في هذه المعركة التي تجري على رأسنا، على مستقبلنا وعلى وجودنا.. يجب أن يبادر النواب العرب والديمقراطيون اليهود، إلى بناء جسم كفاحي، داخل الكنيست وخارجها، لصد ليبرمان، وهنالك آذان صاغية.. موضة ليبرمان يجب أن لا تصبح ظاهرة عادية وشرعية في الحياة السياسية في إسرائيل.. وهذا، لحد ما، متوقف علينا.    

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio