* الملك حسين استنكر طلب إسرائيل مشاركة الأردن في التغطية على الجوازات الكندية
* اختار زعماء الموساد طريقة القتل باستخدام غاز الأعصاب الذي قرروا أن يضخوا كمية منه في أذن خالد مشعل بواسطة بعض عملائهم
تستعد دور النشر في كندا وشمال أمريكا لطرح أحدث طبعات واحد من أكثر الكتب إثارة وهو الكتاب الذي يُنتظر أن يثير سخط اليهود الكنديين وجمعيات الدفاع المتطرفة عن إسرائيل. الكتاب الذي يحمل اسم "اقتلوا خالد" أو بالإنجليزية Kill Khalid لمؤلفه بول ماكجوي يفضح بالتفاصيل أسرار تورط الموساد في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت خالد مشعل في عام 1997 وهي المحاولة التي كادت تتم لولا تدخل الحكومة الكندية بالتنسيق مع الملك حسين ملك الأردن الراحل. هذا الكتاب وظهوره في هذا التوقيت من شأنه أن يثير جنون يهود كندا وأمريكا خاصة أن إسرائيل تتعرض حاليا ومنذ فترة لحملة معارضة وانتقاد شديدين على الجانب الشعبي خاصة ومن مختلف الجاليات والأصول التي يتألف منها النسيج الكندي الذي يعد أكثر الشعوب تعددا من حيث الثقافات والأعراق.
حتى نعيد للأذهان قصة المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل -القيادي وقتها في حركة حماس- نجد أن إسرائيل رأت إن خالد مشعل يشكل خطرا كبيرا نظرا لما يتمتع به من شعبية وسط حماس والعديد من أوساط الفلسطينيين لذا خطط قادة الدولة العبرية لاغتياله بعملية نظيفة لا تشير الشكوك كثيرا. اختار زعماء الموساد طريقة القتل باستخدام غاز الأعصاب الذي قرروا أن يضخوا كمية منه في أذن خالد مشعل بواسطة بعض عملائهم الذين سيستخدمون كاميرا تصوير مزيفة تحتوي غاز الأعصاب الذي سيضخونه داخل أذن مشعل. خالد مشعل كان وقتها في العاصمة الأردنية عمان وبالتالي كان يتعين على الموساد أن يرسل عملاءه مباشرة إلى الأردن لتنفيذ خطة الاغتيال. سارت الخطة على ما يرام وتمكن عملاء الموساد من تنفيذ الهدف وضخ كمية من غاز الأعصاب التي أدخلت خالد مشغل في غيبوبة استدعت بقاءه بأحد أفضل المستشفيات بالأردن بين الحياة والموت حتى تدخلت الحكومة الكندية وضغطت على إسرائيل لتسليم الأطباء الأردنيين المعالجين لمشعل "الترياق" من غاز الأعصاب لتكتب النجاة لمشعل. من وجهة نظر إسرائيل قتل مشعل كان ضرورة، ومن وجهة نظر الكنديين وحكومة الأردن فإن محاولة قتل مشعل في الأردن من شأنها أن تحدث كارثة أو تفجر حربا في المنطقة بسبب إقدام الموساد على هذه الخطوة التي جعلت الملك حسين "ملك الأردن السابق" يأمر قواته بمحاصرة السفارة الإسرائيلية في عمان لحمايتها من الاعتداء عليها بعد القبض على المتورطين من عملاء الموساد في محاولة اغتيال خالد مشعل. حسب ما يروي مؤلف كتاب "اقتلوا مشعل" فإن الموساد أرسل فريقا من أربعة أشخاص إلى الأردن تنكر كل منهم في شخصية كندية تحمل جوازا كنديا ودخلوا الأردن بوصفهم سياحا أغنياء يهدفون للتعرف على المعالم السياحية والأثرية بالمملكة وبعد أن وصل كل منهم على متن رحلة مختلفة لشركات طيران مختلفة من وجهات متعددة أقاموا كلهم في فندق إنتركونتيننتال وما أن أطمانوا إلى أن أحدا لا يراقبهم خاصة وأن حاملي جوازات السفر الكندية يدخلون دون أية تأخير، عقد العملاء اجتماعا اتفقوا فيه على زمن ومكان التنفيذ وبالفعل تم التنفيذ يوم الخميس 25 سبتمبر عام 1997 في وضح النهار عند العاشرة صباحا. ولكن كان التنفيذ في منتهى السوء وتعرضوا للضرب والملاحقة ووقعوا في أيدي الأمن. الملك حسين عاهل الأردن الراحل كان من أشد السياسيين حنكة وبمجرد أن علم بحادثة مشغل تابع الموقف بنفسه ولم تمض ساعات حتى قام جهاز الاستخبارات الأردني بالقبض على الاثنين اللذين نفذا الاعتداء وقامت السلطات الأردنية بالتحقيق معهما بعد أن سربت عبر الإذاعة الأردنية خبر الاعتداء على مشعل والقبض على اثنين هما منفذا الاعتداء واللذان وصفهما الخبر بأنهما اثنان من حملة الجنسية الكندية. طاقم السفارة الكندية المكلف بمتابعة تلك القضية -كان يتألف من امرأة ورجل- عاد وأبلغ السفير الكندي في عمان وقتها بأن مواطنين كنديين -شون كندل 28 عاما ووباري بيدز 36 عاما- هما المسؤلان عن تنفيذ العملية وأنهما يتحدثان الإنجليزية بلهجة إسرائيلية قوية. فوجئ السفير الكندي مايك مولوي وقتها بمكالمة هاتفية تطلب منه الحضور لمقابلة علي شكري مدير مكتب جلالة الملك الذي تحدث معهما لمدة ساعة ونصف الساعة حول الحادث. وأثناء حديث مدير مكتب جلالة الملك دخل المكتب رجل قصير القامة يرتدي كنزة سوداء برقبة وعليها جاكت منقط أبيض وأسود ولم يكن هذا الرجل سوى الملك حسين نفسه والذي بادرهما بسؤال خاطف عندما قال "هل أكلتم أيها الشباب؟" أمر الملك بإعداد أكل عربي من الكباب والخبز الطازج والمزات الطازجة وجلس الجميع في شرفة مكتب الملك وبعد الطعام أشار الملك إلى علي شكري إشارة قام شكري على إثرها بإخراج جوازي سفر المقبوض عليهما وهما الجوازان الكنديان اللذان ترغب كندا في الحصول عليهما وأمر الملك بإعطائهما للسفير. وقال الملك -كما وصف مؤلف الكتاب- بتقزز "لقد طلب منا الإسرائيليون استبدال هذه الجوازات وإعطاءكم شيئا آخر". جوازا السفر وصلا كندا تحت حراسة مشددة وحماية من المخابرات الكندية عبر مطاري عمان وباريس وصولا إلى أوتاوا وبعد الفحص الدقيق في مختبرات الأدلة الجنائية هناك توصلت السلطات الكندية إلى أن الجوازين تم تزويرهما بعناية فائقة بإضافة صور منفذي العملية مع بقاء نفس المعلومات الأساسية لحاملي الجوازات مما يعني أن إسرائيل تابعت سياستها في الإساءة للجوازات الكندية وهي التي تعهدت بالتوقف عن ذلك. رغم ذلك لم تصدر الحكومة الكندية أية عقوبات أو تقطع علاقات مع إسرائيل أو تلوح بأية إجراءات أو تطلب محاكمة الكنديين المزعومين في كندا.