*محمد بركة: رحيله خسارة فادحة للبلاد, لقد عرف بشموخه واعتزازه وبصدقية عروبته ويساريته وبامتياز..
أودي اديب : الإنسان برأيي يمتحن في لحظتين قاسيتين هما, المرض والسجن وكلاهما هزمتا أمام داوود تركي, فحديثه السياسي كان دائما ذا طابع خاص ومفعم بالحيوية..
اسكندر عمل : خسارته هي خسارة للأمة العربية وللقوى القومية والتقدمية في العالم..
شيعت ظهر اليوم جنازة الأديب والمناضل الفلسطيني داوود تركي حيث بدأت الصلاة علية في كنيسة الكاثوليك بمدينة حيفا, وقد حضر الجنازة حشد كبير من الأدباء والمثقفين والساسة من مختلف القرى والمدن في البلاد الذين ودعوه في مثواه الأخير.
وحول خسارة المناضل داوود تركي عقّب محمد بركة- عضو الكنيست ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: " إن رحيل داوود تركي هو خسارة فادحة للمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد, لقد عرف داوود تركي بشموخه واعتزازه وبصدقية عروبته ويساريته وبامتياز, سمعت عنه كثيرا قبل أن التقيتي به وقد زاد اعتزازي به حينما التقيت به وان كل ما قيل فيه وعنه قليل لأنه أعلى واشمخ" وأضاف " في هذا الزمان الرث نحتاج إلى قامة مثل الراحل داوود تركي فقد نختلف ونتفق ولكن دائما, دائما الهدف الأهم هو الانتماء للقضية الفلسطينية هذا ما أعطانا إياه المناضل الراحل".
اسكندر عمل : " داوود تركي هو إنسان ثوري وكان صامدا طوال حياته ولم يتراجع عن مبادئه حتى بعد قضاء 13 عاما في السجن, وامتاز تنظيمه السياسي الذي كان اكبر تنظيم سري وهدف إلى دولة ديمقراطية علمانية بأنه شمل يهودا وعربا, وصحيح بان صديقي الراحل داوود بدأ بكتابة الشعر في جيل ال 50 داخل السجن إلا أن لقصائده معان ومضامين ومتانة في البناء اللغوي والشعري كبيرة ولها عظيم الأثر في نفسي, وكان له رصيد غني من الشعر فقد كان يحفظ الابيات الشعرية وكان متمسكا وعاشقا للغة العربية وكان يبعث لي بقصائده لانقحها واعيدها له, قصيدة "ابنت العم" والتي كتبها لزوجته عايدة التي ضحت بالكثير لاجله فقد ثابرت لمدة 13 عاما على زيارته في سجن الرملة البعيد ورغم ساعات الانتظار الطويلة في الشمس المحرقة لم تكلّ ولم تمل للحظة" وتابع : " قصيدة خيانة" كتبها المرحوم لصديقة ورفيقه في المسيرة والنضال والمعتقل وكذا قصيدة "مطران العروبة" للمطران كبوتشي الذي اعتقل معه ايضا وجمعتهما علاقة وطيدة كلها قصائد تثري النفس والفكر الثوري "واضاف " ان المرحوم كان يردد دوما "ليس مهم كيف تدخل السجن وانما كيف تخرج منه", فهو لم يعرف اليأس للحظة رغم الأمراض التي غزت جسده وبتر ساقاه كنتيجة لذلك, ورغم السجن الانفرادي دائما منحني شخصيا قوّة وتفاؤلا عظيمين" واضاف " ان خسارة داوود تركي هي خسارة قائد سياسي فلسطيني ناضل من اجل حق الشعب العربي الفلسطيني وحارب الاحتلال, خسارته هي خساره للامة العربية وللقوى القومية والتقدمية في العالم.
أودي أديب: " صديقي داوود تركي ميّزته الروح المعنوية العالية واستمراريته رغم المرض والسجن, وقلّ ما نجد إنسان لديه الإيمان بالقومية ولا يغيّره ولا يبدل آرائه السياسية وانتماءاته واعتباراته شيء, فكان دائما يردد بان السجن لأناس أصحاب فكر ورأي وموقف, علينا أن نعطي معنى لوجودنا في السجن" وأضاف :" البعد السياسي والأيديولوجي وتفاؤله كانوا منقطعي النظير, والإنسان برأيي يمتحن في لحظتين قاسيتين هما, المرض والسجن وكلاهما هزمتا أمام داوود تركي, فحديثه السياسي كان دائما ذا طابع خاص ومفعم بالحيوية ولم يفقد الأمل للحظة بأمته وبشعبه الفلسطيني وكان دائم الترديد في المعتقل "هذا الأسبوع , هذا الشهر , هذه السنة سأتحرر" وتابع : " هو شخصية مميّزة بكل المقاييس.