هل يستطيع العرب اعادة معجون اسنان الى الأنبوب * محل الخزف محطم ولم ينتظر الفيل ليبرمان لكي يحطمه * كنا ننتظر ان يحاسبوا ليبرمان ويطالبونه بالأعتذار وان يعرف ان هناك اصولاً في التخاطب السياسي * انا معجون الأسنان الذي سيبيض اسنان الحكومة الأسرائيلية فهل بمقدور الأنظمة العربية التي تراهن على السلام الأسرائيلي اعادة المعجون الى الأنبوب؟ " ليبرمان" ذلك الروسي الذي لا يشبه ابطال الروايات الروسية الكلاسيكية , بل يشبه ابطال العصابات الذين يتألقون على شاشات السينما ويتصرفون بالعالم كأنه خلق لكي يضربونه ويركلونه ويسرقونه , وما على المشاهد الا التصفيق لعدالة الذراع والسلاح والركض وراء هؤلاء اصحاب القيم الجديدة .اذا كان المثل الغربي ينبه " لاتضعوا البيض في سلة واحدة " لكن نحن امسك بنا التاريخ وعلقنا على مشانق عدم الثقة , لذلك "وضعنا جميع الوجوه في سلة واحدة " وتحولت الوجوه مع الزمن الى وجه واحد , ومن الصعب ان تميز الملامح عن بعضها البعض , واصبحت المسافة بيننا وبين اصحاب هذه الوجوه قريبة جداً , نحدق في ملامحها , نقرأ تفاصيل خداعها , ونقرأ عناوين مشاريعها وهوامش تفكيرها رغم ما نسمعه من تصريحات وبكائيات على السلام الذي يذبح يومياً على عتبة الفلسطينين ."ليبرمان " الآن كما يقول تجار الخضروات (وجه الصندوق ) وجه الحكومة الأسرائيلية القادمة , بالطبع ليس الوجه الجميل الذي يخدع المشتري ليغطي على فساد وعطب الخضروات التي تحته , بل الوجه المكسو بالحقائق وتصريحاته واضحة ولا يوجد مجال لتغطيتها او تفسيرها او دهنها على جدران السياسة باللون الوردي .الأنتخابات الأسرائيلية لم تكن البرق في سماء صيفية , والعرب الذين صفعتهم النتائج لم يعرفوا ان حناء الأفراح التي لطخوا بها ايديهم وصفقوا ورقصوا طرباً بها من الممكن ان تتحول الى ستائر تخفي خلفها خيبات الأمل ." لبيرمان " الآن موجود بكامل اناقته اللفظية الفظة , بكامل عنجهيته وتطاوله , بكامل تهديده , ليس " الفيل في محل الخزف " لأن محل الخزف محطم ولم ينتظر الفيل ليبرمان لكي يحطمه , لكن كيف ستواجه الدول العربية خاصة التي لها علاقات تطبيعية مباشرة مع اسرائيل . السفير المصري في تل ابيب يقدم هدية "للبيرمان " سيسامحونه على تصريحاته اتجاه مصر , وفوق هذه الهدية "حبة مسك" دعوة لنتنياهو لزيارة القاهرة , كرم عربي متخم بالنخوة العربية , التي ترحب بالضيف ولا تسأله عن سبب وجوده , فعيب ان تسأل , وهذا حالنا الآن , امام انظمة نخرها التنازل والتواطؤ وضاقت بها ارض الكرامة , حتى حشرت المواطن العربي في خانات الفراغ ودفعته الى الهروب والكفر بتلك الأيدي التي تقوده ."ليبرمان " هدد بضرب السد العالي بقنبلة ذرية , وقال عن مبارك "ليذهب الى الجحيم " وطالب بمسح غزة , عدا عن تصريحاته التي يبيح فيها طرد وسجن ومعاقبة الفلسطينيين , درره معروفة وموزعة , حتى اصبح ماركة مسجلة للحقد ضد العرب , لكن كنا ننتظر ان يحاسبوه ويطالبونه بالأعتذار , ان يعرف ان هناك اصولاً في التخاطب السياسي , وليس المسألة عنتريات اسرائيلية , التوقع كان يجب ان يأتي من القاهرة فنحن الفلسطينيون ( خدنا تعود على اللطم ) رأينا وسمعنا وما زالت العلامات على اجسادنا من امثال هذا اللبيرمان , لكن كيف مصر تسامحه وتمنحه الأمان كأنها تقول له ولغيره ( ادخلوها آمنين ) .هذا عصر ليبرمان , سيفرض علينا شكله والفاظه ونظرته التي تحمل المزيد من الأحتقار , ستقولون لكن لم نتكلم عن نتنياهو واعضاء حكومته ايضاً , الم اقل لكم انهم جميعاً في سلة واحده , لكن ليبرمان يطل من ثقوب السله , يخرج لسانه ساخراً منا معلناً (انا الأقوى ) والشاطر يقف امامي , انا معجون الأسنان الذي سيبيض اسنان الحكومة الأسرائيلية , فهل بمقدور الأنظمة العربية التي تراهن على السلام الأسرائيلي اعادة المعجون الى الأنبوب .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio