- النائب محمد بركة:
* ليخرس الكهانيون هنا... إخرس أيها الكهاني
* تحقيقات الجيش الداخلية وإغلاقها مسرحية سخيفة وأصلا لا نثق بتحقيقات كهذه
*مهما حاولتم، التستر على الجريمة، فحتما ستجري تحقيقات، وحتما سيمثل مجرمو الحرب أمام المحاكم
بحثت الهيئة العامة للكنيست اليوم الأربعاء، بمبادرة النائب محمد بركة، ونواب آخرين، شهادات جنود الاحتلال حول جرائم الحرب التي ارتكبوها أو شاهدوها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ونشرتها صحيفة "هآرتس" قبل أيام.وكان أول المتكلمين النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقال، إن الشهادات المرعبة التي نشرتها صحيفة "هآرتس" في الأيام الأخيرة، حول جرائم الحرب التي ارتكبت على يد جيش الاحتلال، مرعبة ولاقت ضجة محلية وعالمية، ولكنها لم تفاجئنا لأن هذه الحقيقة التي شهدناها بالبث الحي والمباشر من خلال الفضائيات العربية والعالمية، وهي مشاهد تؤلم كل ضمير إنساني صادق، ولكن حين عرفنا أن شهادات كهذه تطرح في الكلية العسكرية التحضيرية على اسم "يتسحاق رابين"، توخينا لوهلة أن يؤدي هذا إلى تحقيق جدي.
النائب محمد بركةوتابع بركة قائلا، بطبيعة الحال حين أعلن الجيش قبل ذلك عن إجراء تحقيق داخلي في الجيش، عرفنا أيضا أن هذا تحقيقا في البيت الداخلي، ولن يقود إلى شيء، لا بل يهدف إلى التستر على كل شيء، لأن الجيش ليس معنيا بنشر الحقائق، ولكن أن يدعي المدعي العام العسكري أن تلك الشهادات لا أساس لها، وأن من قدمها هم أشخاص يسعون إلى الشهرة، فإن هذا يضيف للجريمة التي ارتكبت جريمة أخرى.وأضاف بركة قائلا، لربما هناك من يريد استباق الأمور، ليدعي في حال وصل الأمر إلى محكمة الجنايات الدولية، أن إسرائيل وجيشها أجريا تحقيقا ولم يظهر أي شيء، ولكن هذا لا يمكن أن يقنع أحدا.وقال بركة، اليوم قرأنا أن ضابط التثقيف العسكري في الجيش أصدر أوامر لجنود الاحتلال يطلب منهم عدم المبالغة بإظهار مظاهر الدعابة من تلك الحرب، ولكن عن أي دعابة يتحدث هذا الضابط، فالحديث يجري عن وحدات عسكرية بأكملها طبعت على قمصانها رسومات تمثل السخرية السوداء، مثل رسم لأم فلسطينية حبلى، وتحتها كتب: "رصاصة واحدة تقتل اثنين"، أو أم فلسطينية تبكي طفلها الشهيد، ومن تحت الصورة كتب: "كان أفضل لو تم استعمال الواقي"، فهل هكذا يتعامل ضابط التثقيف مع جرائم ضد الإنسانية.. هل هذا موضوع دعابة؟.وتابع بركة قائلا، إن موقفي من الحرب معروف ولن آتي بجديد، ولكن في الأمس سمعنا رئيس الحكومة إيهود أولمرت، في الساعات الأخيرة لولايته وهو يهلل ويتفاخر بتلك الحرب الإجرامية على قطاع غزة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ونحن نقرأ هذه الشهادات ونرى ما الذي يفعله الجنود استخفافا واستهتارا بغض النظر عن الموقف من الحرب: على أي ثقافة أنشاتم أجيالكم؟، وما التربية التي تربون عليها أجيالكم؟، إن هذه الجرائم باتت فلوكلورا عسكريا في الجيش الإسرائيلي.وقال بركة قائلا، 1400 شخص فقدوا حياتهم في تلك الحرب الإجرامية، و100 ألف إنسان فقدوا بيوتهم، وهناك من يحلو له تصنيف الشهداء بين بريء وغير بريء، وأنا أقول لكم هنا، أن كل من سقط على مذبح هذه الحرب الإجرامية في الدفاع بيته، وفقد حياته، هو بريء.وهنا حاول عضو الكنيست العنصري ميخائيل بن آري، العضو في حركة "كاخ" الإرهابية، مقاطعة كلمة النائب بركة، فرد عليه بركة قائلا، "ليخرس الكهانيون هنا، لا يمكن للكهانيين أن يتكلموا، إخرس".وتابع بركة مختتما كلمته، أنه مهما حاول الجيش التستر على الجريمة، فإن التحقيق حتما سيكون، وتقديم مجرمي الحرب إلى المحكمة أيضا هو أمر حتمي.