* وزير الخارجية افيغدور ليبرمان رفض أمس الخميس اي وساطة يقوم بها بلد ثالث في اي مفاوضات سلام محتملة مع سوريا
* مسؤولون : " ان واشنطن قد استنتجت أن دمج سوريا في عملية السلام مهم للجهود لتحقيق مصالحة فلسطينية داخلية ستظل فرص التقدم على المسار الفلسطيني- الاسرائيلي ضئيلة من دون تحقيقها"
يدرس الرئيس الأميركي باراك اوباما خطة مقترحة للسلام بين سوريا واسرائيل تستند الى جعل مرتفعات الجولان مجردة من السلاح وتحويلها، الى جانب شريط من غور الأردن، الى محمية طبيعية او "حديقة للسلام"، ستكون مفتوحة امام الزائرين في ساعات النهار.ويهدف قرار ارسال سفير اميركي الى دمشق بعد غياب استمر اربع سنوات، الى جانب الزيارة الاخيرة التي قام بها المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل، الى التمهيد لاستئناف محادثات السلام السورية – الاسرائيلية تحت رعاية اميركية، حسب ما ورد في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الخميس.
لكن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان رفض الخميس اي وساطة يقوم بها بلد ثالث في اي مفاوضات سلام محتملة مع سوريا. وقال ليبرمان القومي المتشدد في بيان اصدرته وزارته ان "اسرائيل تريد مفاوضات مباشرة في اقرب وقت ممكن، بلا شروط مسبقة ولا وساطة". واوضحت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزير الخارجية رفض عرضا سوريا باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، نقله اليه نظيره الهولندي ماكسيم فيرهاغن الذي انهى لتوه جولة في الشرق الاوسط.وصرح مسؤولون دبلوماسيون بارزون لصحيفة "هآرتس" امس بان واشنطن قد استنتجت أن دمج سوريا في عملية السلام مهم للجهود لتحقيق مصالحة فلسطينية داخلية ستظل فرص التقدم على المسار الفلسطيني- الاسرائيلي ضئيلة من دون تحقيقها.وأضافت المصادر ان الاميركيين يعتقدون ان الازمة في ايران خلقت فرصة كي تجذب الولايات المتحدة سوريا الى مسافة اقرب اليها ووتهيء الظروف لاستئناف المفاوضات السورية- الاسرائيلية.وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد حض اوباما على استقطاب دعم الرئيس السوري بشار الاسد للجهود التي تبذلها مصر لتحقيق المصالحة بين "فتح" و"حماس" بحلول السابع من الشهر المقبل. وبحسب الاقتراح المصري، فان جميع الفصائل الفلسطينية المختلفة ستشكل لجنة مشتركة، يشرف عليها الرئيس محمود عباس، لحكم قطاع غزة. والعقبة الرئيسية امام هذا الاقتراح هي رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، الذي يوجد مقره في دمشق.
وقال اوري ساغي، الذي ترأس الفريق الاسرائيلي للمفاوضات مع سوريا في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك، في محاضرة في القدس قبل بضعة ايام ان الأسد لا يبالغ عندما يقول ان من الممكن اعتبار ان 80 في المئة من الخلافات بين اسرائيل وسوريا قد حلت فعلا.واوضح ساغي ان العائق الرئيسي ليس الحقوق في المياه او الترتيبات الأمنية، وانما رسم الحدود. وقال ان سلوك السوريين تغير عندما تبين لهم ان حدود الرابع من حزيران (يونيو) لعام 1967 اقل فائدة لهم من الحدود الدولية في جوانب مهمة معينة. واضاف انهم وافقوا عند تلك النقطة على مناقشة اقتراحات لجسر الثغرات بشأن قضية الحدود، بما في ذلك فكرة "حديقة السلام".وطرح فريد هوف، الذي يعمل مساعداً لميتشيل والمكلف بالملفين السوري واللبناني، اقتراحا سيتم بموجبه تحويل معظم مرتفعات الجولان الى محمية طبيعية مفتوحة امام الزائرين من سوريا واسرائيل خلال ساعات النهار. وستكون المنطقة منزوعة السلاح تحت اشراف دولي، بقيادة ضباط اميركيين، بينما سينفذ الانسحاب ويجري تفكيك المستوطنات الاسرائيلية في الجولان على مدى سنوات عدة، بالتوازي مع تطبيع العلاقات بين سوريا واسرائيل.