* الحاجة فاطمة صبيحي في لقاء مع موقع العرب:"- خلال السنوات العديدة التي مرت جلست في البيت حزينة ومريضة، أبكي بمرارة، بعيدة عن أبنائي، أواجه مصاعب الحياة وحدي.
- لقد ذاقا الويل في غياهب السجن، ضربا وعذبا واصيبا، كسرت اضلاعهما، وقلعت اسنانهما، ولم يسلم أظفارهما من ذلك ايضاً
- انا مؤمنة بالرحمن، كنت ادعوه واستنجده واطلب منه ان يصبرهما على كرباتهما، وان يرحمهما، وان يساعدهما، والله استجاب لي حيث منحهم ومنحني الصبر والسلوان حتى اليوم.
* المتهم كمال صبيحي: ما أريده فقط هو العودة الى ابنائي وعائلتي، وان يعرف ويتأكد الجميع انني بريء ولم اقتل أحداً
"انا متأكدة وواثقة ان ولديّ بريئان من تهمة القتل براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، وان رأيتهما بأم عينيّ لن اصدق انهما يفعلانها، فمنذ نعومة اظفارهما وبراءة الاطفال تلمع في عينيهما" هذا ما قالته مساء اليوم فاطمة صبيحي (في السبعينات من عمرها) والدة كمال ومحمد صبيحي المتهمين بقتل واغتصاب وخطف المجندة دافنا كرمون عام 1982.
وتابعت الحاجة فاطمة:"خلال السنوات العديدة التي مرت جلست في البيت حزينة ومريضة، أبكي بمرارة، بعيدة عن أبنائي، أواجه مصاعب الحياة وحدي، ولم تكن معاناتي أنا فحسب بل هما عانيا ايضاً، لقد ذاقا الويل في غياهب السجن، ضربا وعذبا واصيبا، كسرت اضلاعهما، وقلعت اسنانهما، ولم يسلم أظفارهما من ذلك ايضاً".أكثر من 25 عاماً وكمال ومحمد يقبعان في السجن، واليوم قدم ممثلو الدفاع عنهما بإستئناف للمحكمة العليا بعد الكشف عن ادلة جديدة وإفادات اضافة لإعادة فحص شريط تمثيل الجريمة في مختبر خاص، حيث أظهرت نتيجة الكشف المخبري للشريط ان هنالك مؤشرات تشير إلى تدخل الشرطة في عملية تمثيل الجريمة، علاوة على شهادات كاذبة من قبل أفراد الشرطة والمحققين والذين تم زجهم داخل السجن لسحب الافادات من المتهمين، ناهيك عن استخدام الضغط النفسي والجسدي، والضرب خلال التحقيق.وأفاد احد المحامين في الدفاع ان ممثلي الدفاع العام عثروا في مكتب النيابة العامة على مجلد يحتوي على مئات المستندات التي لم تسلم لهم، ومن بين هذه المستندات مواداً ملموسة تظهر حقائق اكيدة أخفيت بشكل متعمد.
الحاجة فاطمة صبيحي:"لم يكن لي غير الله أدعوه ليلاً نهاراً".وبحسب معطيات الشرطة فإن الحادثة تعود لتاريخ 11.07.1982 عندما خرجت المجندة كرمون (19 عاماً) من بيتها في حيفا للقيام بزيارة وفي ساعات المساء قررت العودة لمنزلها الذي لم تدخله مرة اخرى منذ حينها، حيث اعلن عن اختفاء آثارها في ساعات منتصف الليلة ذاتها. وفي الخامس من شهر (آب/اغسطس) عثر أحد الرعيان على بقايا جثتها بالقرب من مفرق عسفيا.والدة المتهمين وهي مواطنة من عسفيا تابعت حديثها:"لقد اعتقلا ولديّ من منزلنا حيث اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة المنزل واعتقلتهما من دون ذكر لا سبب ولا أية معلومة، حيث أمضيا أشهر عديدة من دون ان يعرفا ماهية تهمتهما ولا حقيقتها".وتابعت:"كم كانت حرقتي على ولداي كبيرة، وكم كانت مرارة الفراق صعبة، في البداية كنت اتابع جلسات المحكمة دوماً وبشكل متتالي، كنت انظر الى عينيهما ولا استطيع ان اتحدث معهما، ولكن نظراتهما كانت تقول لي :" نحن بريئان يا امي" ، عندها تنزل دموعي بغزارة وكيف لا وقد ربيتهما منذ طفولتهما وحتى اصبحا شباناً يسند بهما الظهر، وبغمضة عين تلفق لهما تهمة ليس لها من الصحة اساس، تسرقهما من حضني وتحرمني من رأيتهما واحتضانهما، لم يكن لي في حينها غير الله تعالى، وانا مؤمنة بالرحمن، كنت ادعوه واستنجده واطلب منه ان يصبرهما على كرباتهما، وان يرحمهما، وان يساعدهما، والله استجاب لي حيث منحهم ومنحني الصبر والسلوان حتى اليوم، ومن هنا اتمنى ان يتم اطلاق سراحهما قريباً".
"لقد عانيت الامرين في غيابهما، حزنت، ومرضت وبكيت"وانهت الحاجة فاطمة حديثها قائلة:"توجهنا في السابق لرؤساء سلطات محلية مختلفة، لقيادات جماهيرية، ولأصحاب نفوذ، ولم يستطيعوا مساعدتنا، واليوم اتوجه مرة أخرى لكل من يستطيع ان يساعد ابنائي الابرياء على ان يخرجوا من غياهب السجن ويشتموا رائحة الحرية فليساعدنا وسيكون أجره عنه الله كبير".من جهة اخرى وفي خطوة مفاجئة تزامناً مع تقديم الاستئناف لمحكمة العدل العليا خرج اليوم المتهم كمال من سجن الدامون لقضاء عطلة مدتها اربعة ايام، حيث قال:"ما أريده فقط هو العودة الى ابنائي وعائلتي، وان يعرف ويتأكد الجميع انني بريء ولم اقتل أحداً.ومن بوابة السجن الضخمة غادر كمال صبيحي برفقة زوجته وأولاده الى منزله في قرية بسمة طبعون، وفي اعقاب طلب فتح ملف الجريمة من جديد قال المحقق سموئيل مرملشطاين والذي ادار الملف منذ البداية:"لم نستعمل العنف ولا التعذيب خلال التحقيق كما يدعون، ما قمنا به هو حسب الاصول وبأساليب مسموحة ومستخدمة في دولة اسرائيل".وتابع:"وماذا مع المتهمين الآخرين الم نعذبهما؟!، والفرق الوحيد انهما ادينا ايضاً بقتل الطفل داني كاتس الامر الذي لم يكن بصالحهما".
كمال صبيحي - صباح اليوم
المتهمون الاربعة - صورة زنكوغرافية من أرشيف يديعوت احرونوت
كمال برفقة والدته
في منزل العائلة يتابعون آخر التطورات في القضية عبر وسائل الاعلام المختلفة