عربية وعالمية

تديّن جيش اسرائيل هو الوصفة لكارثة

اماني حصادية - 17:58 07/07 |
حمَل تطبيق كل العرب

* يبدو ان الجيش وسائر الدولة يتقمصان مبادئ الصهيونية المتدينة بحلتها الاورثودوكسية القومية.. * ان هذه الموجة "الجهادية" التي يتقمصها الجيش دليل على انحدار الجيش نحو اليمين.. * في عدوان غزة خاض الجنود الحرب بقناعة ان حربهم دينية مقدسة امليت عليهم بالنيابة عن الشعب اليهودي في كل مكان، لا عن مواطني اسرائيل بما فيها من فئات غير يهودية.. نشرت صحيفة الغارديان صباح اليوم مقالة في صفحات الرأي للكاتب سيث فريمان تناول فيها المنحنى الديني الذي ينجرف فيه الجيش الاسرائيلي. يكتب فريمان مقالته هذه في اعقاب الضوضاء التي تعصف بالرابي الاعلى في الجيش الاسرائيلي, افيشاي رونتيزكي, اثر تصريحاته المناهضة لتجنيد النساء في الجيش. ترتكز فتوى الرابي على اسس وتعاليم الدين اليهودي والتي تتضارب مع الشريحة الكبرى من العلمانيين في المجتمع الاسرائيلي المتخوفة من سقوط زمام الجيش الاسرائيلي في ايدي قادة المعسكر الوطني المتدين.الامر الذي يصفه الكاتب في معرض تقريره على انه الوصفة السحرية لاحداث كارثة قد تجتاح المنطقة. وان امر كهذا يتوجب عدم تغاضيه من قبل الساسة المحليين والعالميين المهتمين بمصير منطقة الشرق الاوسط. يقول حاييم اورون رئيس الحركة التجديدية لحزب ميريتس,: "ان تصريحات رونتيزكي توحي بانه وبدلا من ان تنخرط الصهيونية الدينية مع مبادئ الدولة والجيش, يبدو ان الجيش وسائر الدولة هما اللذان يتقمصان مبادئ الصهيونية المتدينة بحلتها الاورثودوكسية القومية, الامر الذي من شأنه ان يحول الجيش من جيش الشعب الى مقاتلين يحاربون لاجل مبادئ دينية".يذكر الكاتب وجها من وجوه انصهار الجيش اكثر فاكثر مع مبادئ الصهيونية المتدينة التي يعتمد عليها المعسكر القومي المتدين. اذ قام رجال الدين بتوزيع مناشير على الجنود الاسرائيليين خلال العدوان الاخير على غزة, نجمت عن قناعة الجنود ان حربهم التي يخوضونها دينية مقدسة امليت عليهم بالنيابة عن الشعب اليهودي في كل مكان. لا عن مواطني دولة اسرائيل بما فيها من فئات غير يهودية ولا دفاعا عن الدولة التي يقطنونها ولا تصديا للصواريخ التي تطلقها حماس على اراضيهم, يقول الكاتب, ويردف مقتبسا اقوال صديق له: "انني افكر ما سيكون موقف الجنود البدو من هذه المناشير وماذا سيفعلون بها؟!" يتابع الكاتب "ان هذه الموجة "الجهادية" التي يتقمصها الجيش دليل على انحدار الجيش نحو اليمين.يستسقي المعسكر القومي المتدين قوته من تشغيل نفوذه في الجيش, ويعطي الكاتب هنا مثالا وهو الشرخ والتمرد الحاصل في جيش الدفاع عام 2005 في اعقاب اصدار اوامر اخلاء مستوطنة حوميش, اذ اعرض الجنود المستوطنون وذوو المبادئ القومية المتدينة عن تنفيذ اوامر الاخلاء. بالرغم من ذلك تناولتهم القادة العسكرية في حينها بايدي ناعمة تخوفا من احداث صدام داخلي بدلا من قصاصهم لتمردهم وعصيانهم لاوامر ومبادئ الجيش.ان هذه الحادثة تمثل الخطر الذي يهدد اي اخلاء مستقبلي للمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. كما وان التضارب الصارخ بين قيادة الدولة وبين الهرم القومي المتدين يضاعف خطر حدوث ثورة وانقلاب جماعي في صفوف الجيش. ان الخطر الاكبر الذي يتهدد من سيطرة هذه الفئة على الجيش هو مبدأها الاساسي في خضم حربها الدينية على  المجاهدين الاسلاميين كحماس ومليشيات القاعدة بان اعداء اسرائيل لا يجب معاملتهم بالحوار والتفاوض, الامر الذي يقود الى طريق مسدود ولا رجعة فيه, ذلك الذي لا يعرف فيه سوى قوة السلاح وسفك الدماء.ان مثل نزوح جيش الدفاع الاسرائيلي نحو اليمين يهدد استقرار وامن منطقة الشرق الاوسط باكملها, مما توجب عدم السكوت عليه من قبل المهتمين بمصير المنطقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio