دان حالوتس:* لو وضعت اليوم أمام أوضاع ومعطيات مشابهة لأوصيت بنفس مواصفات العملية العسكرية ذاتها"..
* الحرب حققت أهدافا هامة منها تعزيز قوة ردع إسرائيل ووقف ارهاب حزب الله!
* بقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ملاحقا ومختبئا، وخسارة الحزب في الانتخابات النيابية يعكس فهم اللبنانيين لحجم الدمار الذي تسبب به..
قال قائد أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس إن التوصية العسكرية في إسرائيل بمهاجمة حزب الله بقوة سبقت عملية أسر الجنديين ريغف وغولدفاسر في يوليو/تموز 2006, مشددا على أنه كان سيوصي بما قام به مجددا لو أعيدت عجلة الزمان إلى الوراء.واعتبر حالوتس الذي شغل قيادة أركان الجيش خلال الحرب الثانية على لبنان عام 2006 أن قرار الحرب "كان محقا وسليما"، وقال "في صلب قناعتي أرى أنه إذا كنا راغبين بالحياة في الحلبة الشرق أوسطية فعلينا التصرف أحيانا على شاكلة: صاحب البيت أصيب بالجنون".
وذكر حالوتس ضمن يوم دراسي نظمه معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب بعنوان "ثلاث سنوات على حرب لبنان الثانية"، أنه توصل إلى قناعة بضرورة شن حملة واسعة على لبنان قبل العام 2006 بمدة طويلة "بهدف دحر حزب الله عن الخط الذي وقف عليه".وفي إشارة ناقدة لمن سبقوه في قيادة الجيش، قال إنه كان بالإمكان "مواصلة سياسة النعامة وطمر الرأس في الرمل والتسليم بمقولة دع صواريخ حزب الله يعتريها الصدأ، مثلما أمكن التريث والاستعداد لعملية واسعة، ولكنني لو وضعت اليوم أمام أوضاع ومعطيات مشابهة لأوصيت بنفس مواصفات العملية العسكرية ذاتها".وتوقف حالوتس عند الأخطاء التي ارتكبتها إسرائيل في الحرب ومنها عدم تجنيد جيش الاحتياط مبكرا لخلق تهديد بعملية برية واسعة، مع تخاطب غير سليم بين مستويات القيادة العسكرية، وإهمال متواصل للقوات البرية وللجبهة الداخلية، إضافة إلى رفع سقف التوقعات.وأوضح حالوتس -وهو أول قائد أركان في إسرائيل قدم من سلاح الجو- أن طريقة العمل الأمثل كانت وما تزال تلك التي تدمج بين استخدام كثيف للنار عن بعد وبين خيار لعملية ميدانية.وردا على سؤال من أحد المشاركين عن استخدامه مصطلح "خيار" بدلا من ممارسته والقيام فعلا باجتياح بري، قال إن "المفهوم ليس شخصيا هناك سياسة لدى المستوى السياسي بضرورة تحاشي العملية البرية الواسعة".وأشار إلى أن أهداف الحرب الإستراتيجية تم تسجيلها بوضوح قبل تقديمها للمصادقة عليها، وهي وقف ما سماه الإرهاب من جهة لبنان، وتوجيه ضربة جدية لحزب الله، وممارسة الضغط عليه لاستعادة الجنديين الأسيرين، وتثبيت جيش لبنان وقوات الأمم المتحدة في الجنوب. وأضاف "أما التوقعات بأن نقوم بعملية ساحقة على شاكلة حرب يونيو/حزيران 1967 فقد صنعتها جهات أخرى وليس الجيش".واعتبر حالوتس أن الحرب حققت أهدافا هامة منها تعزيز قوة ردع إسرائيل، مدللا على ذلك بالهدوء المتواصل في الجبهة الشمالية منذ ثلاث سنوات، ووقف عمليات ما سماه الإرهاب من لبنان، وتوجيه ضربة لحزب الله.كما توقف عند ما أسماه تأثيرات إستراتيجية للحرب على البيئة المحلية والإقليمية، منها "بقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ملاحقا ومختبئا، وخسارة الحزب في الانتخابات النيابية بما يعكس فهم اللبنانيين لحجم الدمار الذي تسبب به الأخير، وتحول لبنان إلى عنوان يتحمل المسؤولية بالنسبة لإسرائيل وتوقف حزب الله عن عملياته". كما أشار في هذا السياق إلى "تقرب سوريا من الغرب".
وفي إشارة إلى وجود حسابات إسرائيلية داخلية, قال حالوتس الذي اضطر بعد عام من الحرب إلى تقديم استقالته في ظل الانتقادات الإسرائيلية الواسعة لإدارتها ولنتائجها، إنه لا يريد نسج صورة وردية ولن يستخدم كلمة انتصار أو التهرب من النقد المحق في أجزائه.وأضاف "مع احترامي للمراقبين الذين شاهدوا الحرب من المدرجات، ليس كل ما قيل كان مهنيا وهناك دوافع أخرى".من جهته قال الجنرال موشي كابلينسكي نائب حالوتس إن الإخفاقات الجوهرية في حرب لبنان الثانية تكمن في عدم تحديد أهداف واضحة لها، وعدم إعلان حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية، وعدم مشاركة القيادات في المجهود العسكري وتفضيلها مراقبة التطورات الميدانية من على الشاشات.