الأرض مقابل السلام، هذا ما نسمعه دائما عندما يدور الحديث عن حل النزاع التاريخي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن ما حدث هذا الأسبوع بين قرية جسر الزرقاء العربية وبين موشاف بيت حنانيا اليهودي يحتم علينا تغيير المقولة بـ"الأرض مقابل الهدوء".والقصة التي نحن بصددها تدور حول احتياج قرية جسر الزرقاء لقطعة ارض لإقامة مزبلة تلقى فيها القمامة التي تجمع من القرية، ولكن الرياح لا تجري كما تشتهي السفن، فعلى الرغم من الجهود التي بذلها المجلس المحلي، إلا انه لم يتمكن من الحصول على قطعة الأرض. ولكن الأرض متوفرة وبكثرة في موشاف بيت حنانيا المتاخم، والذي أعرب عن استعداده لمنح قطعة ارض لجسر الزرقاء دون مقابل مادي، ولكن الشرط الوحيد للموشاف كان تخفيض صوت المؤذن، الذي أزعج سكان الموشاف، وأيقظهم من نومهم كل ليلة، على حد تعبير السكان.
وقالت سكرتيرة موشاف بيت حنانيا انه في السنوات الأربع الأخيرة ضهر مؤذن آخر في القرية، وبدأت على حد تعبيرها منافسة حادة بين الاثنين، وبسبب هذه المنافسة، اضافت اييليت شطيرن-دهاري، فان الحياة في الموشاف تحولت إلى جحيم، لافتة إلى أن سكان الموشاف تعودوا على المؤذن القديم الذي كان يصلي بصوت منخفض للغاية ولم يؤثر عليهم، ولكن المؤذن المنافس، كما قالت، رفع صوت الآذان بصورة لا تحتمل، على حد قولها. ومضت قائلة حاولنا بشتى الطرق والوسائل إقناع المؤذن بخفض صوته عبر مكبر الصوت، ولكن محاولاتنا باءات بالفشل، عندها قررنا أن نمنحهم الأراضي التي تصل مساحتها إلى أربعة دونمات ونصف الدونم مقابل خفض صوت المؤذن؟من ناحيته قال رئيس المجلس المحلي في جسر الزرقاء الشيخ مراد عماش: عندما بدأنا قبل حوالي السنتين بتنظيف القرية من الأوساخ لم نجد مزبلة لإلقاء الأوساخ فيها، وتوصلنا إلى نتيجة أن الأرض الصالحة لإقامة المزبلة تقع في شرق القرية، توجهنا إلى المجلس الإقليمي "حوف هكرميل" الذي لم يعارض منحنا الأرض في شرق القرية، ولكنه اشترط ان يكون ذلك بموافقة موشاف بيت حنانيا، لان الأرض تقع في منطقة نفوذه.في هذا الوقت باشر المجلس الإقليمي وجمعيات عديدة وخبراء ومسؤولين بالعمل على جسر الهوات بين الموشاف اليهودي والقرية العربية.وقال سكرتيرة الموشاف أيضا أننا قمنا بزيارة رسمية إلى جسر الزرقاء، وتوصلنا إلى تفاهمات مع المجلس المحلي، أننا بمنحنا قطعة الارض لجسر الزرقاء لن نربح ولو شيكل واحد. من ناحيته أكد رئيس المجلس المحلي عماش ما قالته سكرتيرة الموشاف وأضاف انه لا يوجد أي ارتباط بين الأرض وبين تخفيض صوت المؤذن، ولكن من اجل المحافظة على علاقات طيبة وحسنة مع الموشاف، قررنا الموافقة على أن يشمل الاتفاق بيننا بندا جاء فيه أن الأرض تمنح لنا مقابل تعهدنا بخفض صوت الموذن.