كثيرا ما يتردد الأشخاص المصابين بحالة مرضية معينة لها علاقة بالتقلبات النفسية من زيارة الطبيب المختص وذلك لما يبثه مجتمعنا الشرقي من مفاهيم خاطئة عن العيادة النفسية، مع أن بعض الأمراض النفسية قد تؤدي إلى الموت وخصوصا تلك التي يصاحبها الامتناع عن الطعام أو أحيانا الانتحار.وهذه بعض المفاهيم الخاطئة عن الطب النفسي التي نحتاج أن نغير فكرنا بطريقة جذرية عنها:- الاعتقاد بأن المرض النفسي هو ضعف شخصية أو جنون، وبالتالي من يراجع الطبيب النفسي هو مجنون علما أنه لا يوجد مصطلح طبي عن أي مرض يدعى "الجنون".- الاعتقاد أن المرض النفسي هو نتيجة عدم إيمان بالله، والبديل عن المعالجة النفسية هي تقوية الإيمان بالله، ولكن في الحقيقة سخر الله الأطباء لمساعدة الإنسان بما يحتاجه من إرشاد ومعالجة حتى في الأمور النفسية.- الاعتقاد بأن من يعترف بمرضه النفسي يحرم من الميراث والأهلية لرعاية نفسه والحفاظ على ممتلكاته، وقد يصل لحد الحجر عليه.- الاعتقاد بأن من يذهب للعلاج النفسي سوف يفضح بين الناس ويعرف الجميع عن مرضه رغم تأكيد الطبيب بالسرية التامة لكل مراجع له.- الاعتقاد بأن جميع الأمراض النفسية لا تحل إلا بالمهدئات والأدوية القوية، مع أن معظم الحالات تعالج بالعلاج المعرفي والسلوكي.- الاعتقاد بأن النفس هي الروح، والروح لا يعرف عنها سوى خالقها، مع أن النفس هي جزء من تركيب الدماغ وهي عبارة عن شبكة معقدة من الخلايا المرتبطة كهربائيا وكيميائيا وفيها كل المشاعر والإرادة والعواطف والأحاسيس، وإصلاح الاضطرابات الكيمائية هو الذي يؤدي للشفاء.إذا تمعنا في هذه النقاط السابقة نجد أنه لا مبرر للهروب من المعالجة النفسية التي قد تقلب حياة الإنسان رأسا على عقب وتفتح أمامه باب الرجاء للعيش وممارسة الحياة بابتهاج وفرح.