لطالما تغنى الشعراء بالبشرة السمراء واعتبروها من المحاسن التي تزيد المرأة جمالا وجاذبية، إلا أن الباحثين الأستراليين اكتشفوا سببا آخر قد يضيف ميزات أخرى على هذه البشرة، وهو أن الجلد الداكن أفضل من البشرة للوقاية من الأمراض . إن الميلانين الزائد في البشرة السوداء المعروف بخصائصه الواقية من الآثار المؤذية لإشاعة الشمس فوق البنفسجية، يساعد أيضا في الوقاية من الأمراض المعدية، مما يفسر تطور الجلد الداكن عند الإنسان والحيوان في المناطق الاستوائية حيث يكثر انتشار الأمراض.
الميلانين، وهو المادة الصبغية التي تعطي البشرة السمراء لونها الأسمر، عبارة عن جزيء لزج يمنع البكتيريا والفطريات من التكاثر، وتتميز بتأثيرها القوي المضاد للميكروبات، الأمر الذي يوضح قلة استعداد ذوي البشرة السمراء للإصابة ببعض الأمراض الجلدية. ونوه الأخصائي ماكنتوش في التقرير الذي نشرته مجلة (نيوساينست) العلمية البريطانية، إلى أن بعض أجزاء الجسم التي نادرا ما تتعرض لأشعة الشمس مثل الحلق والممرات الأنفية ، مليئة بخلايا الميلانين. وأظهرت الدراسات أن مركب الميلانين على الرغم من خصائصه الوقائية الكثيرة، إلا أنه أثبت ضعفه في حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية. وأفاد أن الميلانين في بعض الحيوانات يشكل كبسولة حول السموم الغازية حاميا الجلد من تفشي وانتشار المرض، وبالتالي فهو يعتبر مادة قوية مضادة للميكروبات عند الحشرات. إلا أن "الحلو لا يكمل" كما قال المثل الشعبي والسبب أن صاحبات البشرة السمراء هن أكثر قابلية لزيادة الوزن من البيضاوات حيث إن معدلات حرق السعرات الحرارية أبطأ وأقل عند السمراوات. ويرجع أسبابها للعوامل الوراثية فيقول إن معدلات استهلاك الطاقة بين السمراوات وأصحاب البشرة البيضاء يتحكم فيه التنوع الوراثي في مورث جيني معين يكون مسؤولا عن وجود معدلات أعلى للسمنة بين الفتيات والسيدات السمراوات خاصة في مراحل البلوغ حتى وإن تشابهت العادات الغذائية والرياضية وذلك يرجع إلى انخفاض سرعة عمليات الأيض( التمثيل الغذائي) بين السيدات والسمراوات. ويشير إلى أن الباحثين في جامعة بتسبيرة الأميركية اكتشفوا أن معدلات حرق السعرات اليومية في أوقات الراحة كانت أبطأ عند السمراوات منها عند البيضاوات. كما أن الدراسات العلمية أثبتت أن صاحبات البشرة السوداء يحرقن سعرات يومية أقل من 76 سعرا من البيضاوات، وهو ما يسبب مع الوقت زيادة في الوزن.