حمّل سمير صالح سرساوي مسؤول أسرى الداخل الفلسطيني الذي يقبع في سجن جلبوع غرب بيسان، اليوم الاربعاء، النائب عن الحركة الاسلامية والقائمة الموحدة والعربية للتغيير الشيخ عباس زكور، تفويضا باسم جميع أسرى الداخل البالغ عددهم حوالي 150 أسيرا، لطرح قضيتهم وحمل رسائلهم بهذا الخصوص للجهات الرسمية الاسرائيلية، وعلى رأسهم رئيس الدولة شمعون بيرس ووزير القضاء دنيئيل فريدمان، ووزير الدفاع شاؤول موفاز، ووزير الأمن الداخلي آفي ديختر، ورئيس مصلحة السجون بيني كانياك.وكان سرساوي قد بادر قبل أيام إلى طلب اللقاء بالنائب زكور الذي لبى الدعوة الخطية التي وصلته، وقام بزيارة سرساوي في سجن جلبوع صباح اليوم الاربعاء، حيث أكد سرساوي ان أسرى الداخل قد وقع اختيارهم على النائب زكور ليحملوه هذه المهمة.توضيحيةوبحسب ما أكده سرساوي يبلغ عدد أسرى الداخل اليوم حوالي 150 أسيرا موجودين في قسمين داخل سجن جلبوع، الأول فيه ما يقارب الـ 120 أسيرا منهم 96 من الداخل والآخرون من سكان القدس حملة الهوية الزرقاء، والقسم الآخر فيه ما بين 30-40 أسيرا.وسلط سرساوي الضوء على المشكلة الحقيقية لأسرى الداخل والمتمثلة فعليا بأصحاب المحكوميات المرتفعة التي تبلغ إما 30 عاما أو السجن المؤبد مدى الحياة، ويبلغ عدد هؤلاء 25 أسيرا، 21 من بينهم سجنوا حتى عام 1982، وأربعة سجنوا عام 1996.ودعا سرساوي النائب زكور لنقل مطلب أسرى الداخل بضرورة الإفراج عنهم، أو على الأقل تخفيف المحكوميات بحقهم، مشيرا إلى أن حوالي 13000 أسير فلسطيني قامت إسرائيل بالإفراج عنهم جميعا بعد اتفاقية أوسلو رغم أن عددا كبيرا منهم كان معتقلا بتهم أصعب من التهم التي حوكمنا بها. حيث يوجد قسم كبير من أسرى الداخل تم الحكم عليهم بالمؤبدات وعشرات السنوات بسبب مشاركتهم العملية أو حتى اللفظية في عمليات لم توقع قتلى.النائب زكوروحول أحوالهم المعيشية داخل السجن يؤكد سرساوي أنها جيدة، وأنهم استطاعوا تحصيل العديد من المطالب بعد جلوسهم مع إدارة السجن، ويضيف أنه لو يسمح لنا بالجلوس إلى الساسة الاسرائيليين وخاصة وزير القضاء ووزير الامن الداخلي لاستطعنا إقناعهم بقضيتنا ولحققنا مطالب عديدة على هذا الصعيد، خاصة فيما يتعلق بأصحاب المحكوميات المرتفعة.وتساءل سرساوي: "لماذا تسمح الحكومة الاسرائيلية للقاتل عامي بوبر مرتكب مجزرة ريشون لتسيون بالخروج من السجن عدة مرات خلال السنة، تمكن خلالها من الزواج والإنجاب والتفسح أينما شاء، رغم أن قناعاته وأفكاره رغم تتغير، وبالمقابل نحن الذين نؤكد أن أفكارنا وقناعاتنا تغيرت بعد السجن لا يسمح لنا منذ حوالي 20 سنة بالخروج لفسحة واحدة؟!".ويضيف سرساوي: "أفكاري وقناعاتي اليوم تغيرت، فأنا قبل 19 عاما وخلال محاكمتي رفضت الوقوف أمام الحاكم عند دخوله المحكمة، وعندما سئلت لماذا لا أقف أجبت: لأني لا أعترف به ولا بدولته. لكن أفكاري تلك وقناعاتي تغيرت، وأنا اليوم أؤمن أن النضال شرعي وواجب، لكن هذا النضال يختلف، فنضالنا هنا في الداخل يختلف عن نضال أهل الضفة والقطاع، وأنا اليوم أقول أن ما قمت به وقتها كان خطأ. وهذا لسان حال معظم الأسرى. نحن اليوم لا نريد من "يزايد" على قضيتنا بل نريد من يساعدنا في أن نخرج من السجن". ويضيف سرساوي: "آباؤنا ماتوا ونحن في السجن، فلنعط الفرصة للقاء أمهاتنا".من جهته أكد النائب زكور على عظم وأهمية المسؤولية التي أنيطت به، ووعد أسرى الداخل بأن يحمل قضيتهم بشكل شخصي أمام جميع المحافل الرسمية والإعلامية، ونقلها بشكل شخصي للشخصيات السياسية في إسرائيل.