دعا النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في ندوة لمناصرة الشعب الفلسطيني عقدت هذا الأسبوع في العاصمة الايطالية روما، دعا العالم إلى محاصرة السياسة الإسرائيلية وجرائمها، وتنشط الحراك الدولي ضد سياسة الاحتلال والاستيطان.
وكان النائب بركة، قد شارك في ندوة مناصرة الشعب الفلسطيني التي عقدت في مبنى بلدية روما، بدعوة من البلدية وسفارتي الأمم المتحدة وفلسطين، وبحضور سفراء عرب وجمهور واسع من الايطاليين والفلسطينيين والجاليات العربية، وبرز من بين الحضور، سيادة المطران المناضل، والأسير المحرر، إيلاريون كبوشي، وقاضي قضاة فلسطين تيسير بيوض التميمي، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني برنارد سابيلا ومحافظ القدس عدنان الحسيني، وعدد من السفراء العرب.
وافتتحت الندوة وتولت ادارتها، المخرجة التلفزيونية البارزة بربارا كبتسي التي اخرجت افلاما صورت فيها معاناة الشعب الفلسطيني، ثم القيت كلمات من رئيس بلدية روما السيد جيانيني ألمانو، ومفوض الامم المتحدة في ايطاليا فابيو غراسيوني الذي القى كلمة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وستيفانيا غابرييلّا أناستازيا كراكسي، نائبة وزير الشؤون الخارجية، وقرأت العريفة كلمة رئيس الجمهورية الايطالية الحالي جورجيو نابوليتانو ورئيس الجمهورية الاسبق فرانشيسكو كوسيغا.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });وألقى السفير اللبناني ملحم مستو، كلمة السلك الدبلوماسي العربي في ايطاليا، كونه عميد السفراء العرب، علما انه حضر المهرجان سفراء مصر وقطر والامارات ونائب السفير السوري، ثم تحدث الراب الياهو كاوفمان الكاتب والصحفي المناضل ضد الصهيونية.
بركة: المفاوضات بوساطة واشنطن وصلت إلى طريق مسدود
وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، الذي ألقى كلمة شاملة، حول الأوضاع السياسية القائمة، وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تحدى العالم بأسره، في رفضها لأسس الحل الدائم، واصرارها على استمرار الاستيطان، وارتكاب جرائم الحرب بيد طليقة، ومنع العالم من محاسبتها، ولكن أصلا فإن دول القرار في العالم، بغالبيتها متواطئة مع السياسية الإسرائيلية.
وقال بركة، في الأيام الأخيرة، شهدنا قضية أمر المحكمة البريطانية باعتقال وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، نظرا لمسؤوليتها عن الحرب الإجرامية على قطاع غزة، في مطلع العام الجاري، وشهدنا كيف أن رئيس الحكومة البريطانية وجد من المناسب أن يهاتفها للاعتذار لها، بعد أن فعل هذا وزير الخارجية البريطاني، وتعهد كلاهما بتعديل القانون البريطاني.
وتابع بركة قائلا، من اللافت أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، "هدد" بريطانيا بمنعها من لعب دور في العملية السياسية في الشرق الأوسط، إذا لم تبادر إلى تعديل قانونها، كي لا يكون المسؤولين الإسرائيليين عرضة للاعتقال والمحاكمة، بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها ويرتكبونها حتى الآن بأشكال مختلفة، من حصار وتجويع وقتل.
واضاف بركة قائلا، إن ردة فعل الحكومة الإسرائيلية على قرار المحكمة البريطانية يعبر عن حالة رعب من العقاب الدولي الاقتصادي والجنائي ، وإسرائيل لا تريد أن تستوعب أنها ترتكب جرائم ضد الانسانية، ولا تريد أن تستوعب أن الاستيطان بحد ذاته هو جريمة حرب، وأن المنطق الطبيعي يدعو إلى مقاطعة منتوجات بضائع المستوطنات، وهي المبادرة التي استأنفتها بريطانيا في الفترة الأخيرة، ولهذا ترى فزع عشرات أعضاء الكنيست يوقعون على عريضة لمقاطعة المنتوجات البريطانية ردا على طلب بريطانيا عدم منح بضائع المستوطنات امتيازات جمركية أوروبية.
وتوقف بركة مليا عند قرار الحكومة الإسرائيلية الذي يزعم تجميد بناء البيوت الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة لمدة عشرة أشهر، وباستثناء القدس المحتلة، ولكن لا أساس لهذا القرار، فوتيرة البناء أصلا لن توقف لأن الاستثناءات في هذا القرار كثيرة، حتى أنه لا يمكن لمس التجميد المزعوم أصلا، فالقرار لا يشمل 3500 بيت في طور البناء، ولا بناء ما يسمى بـ "مرافق عامة"، ولا البناء لما يسمى بـ "التكاثر الطبيعي" لمجتمع استيطاني غير طبيعي أصلا.
وقال بركة، إن الحكومة الإسرائيلية تكثر الحديث عما يسمى بـ "التكاثر الطبيعي" للمستوطنين، إلا أن هذه خدعة كبيرة وأكذوبة، فـ "التكاثر الطبيعي" بمعنى الولادة، لا يتعدى نسبة 2,5% لابين المستوطنين، بينما سنويا يزداد عد المستوطنين، ما بين 5% إلى 5,5%، إذ يتم دفع آلاف اليهود سنويا للاستيطان في المستوطنات، من أجل الاستفادة من امتيازات مالية ضخمة، واسعار بيوت اقل بكثير من المعدل القائم في إسرائيل، وغيرها من الشروط.
واشار بركة إلى قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بمنح أكثر من 110 مستوطنات في الضفة الغربية، تقع شرقي جدار الفصل العنصري، والى جانبها عشرات البؤر الاستيطانية مكانة ما يسمى "مناطق ذات أفضلية"، وهي المكانة التي تمنحها امتيازات مالية ومادية ضخمة، اضافة إلى تفضيل في مسألة توسيع "مناطق النفوذ"، أي المزيد من المصادرات، وهنا يجري الحديث عن مستوطنات تتلقى أصلا ميزانيات ضخمة، ولكنها تقع شرقي جدار الفصل، على الرغم من ادعاء إسرائيل بأنها ستخلي هذه المستوطنات في اطار الحل الدائم.
وقال بركة، إن قرار التجميد المزعوم، موجه أصلا للإدارة الأميركية وليس من أجل اقناع الفلسطينيين، باستئناف المفاوضات، إذ لا يمكن أن تجد فلسطينيا يقبل باستمرار الاستيطان في جميع انحاء الضفة الغربية والقدس، والتسليم بقرار اسرائيلي كهذا، يعني أولا القبول بالمهزلة، والتفريط بالقدس أيضا.
وأضاف بركة، إنه إذا برزت جرائم إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، فإن هذه الجرائم لا تتوقف حتى هذه اللحظة، فالحصار على قطاع غزة والضفة الغربية باشكال مختلفة هو جريمة حرب، وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة هو جريمة، ومحاصرة الفلسطينيين ومنعهم من ممارسة حياة طبيعية في كافة نواحي الحياة هو جريمة.
وتابع بركة قائلا، إن ما تشهده القدس المحتلة من مؤامرة متشعبة هو جريمة ضد الانسانية، فاسرائيل تفصل 150 ألف مقدسي عن مركز مدينتهم، وتجعل تواصلهم مع المدينة واحيائها أمرا صعبا، تمهيدا لسلخهم عن المدينة مستقبلا، فاسرائيل بنت جدار فصل عنصري في داخل المدينة بطول 43 كليو مترا لتغيير حدود المدنية وضم أحياء استيطانية ومستوطنات مجاورة، من اجل اختلاق أغلبية يهودية في الجانب المحتل منذ العام 1967 في القدس المحتلة.
وقال بركة، إن المفاوضات مع الولايات المتحدة وقف عند طريق مسدود، وهناك خيبة امل كبيرة من الإدارة الأميركية الجديدة، لذلك يجب طرح آفاق جديدة للمفاوضات وشكلها، بعيدا عن المماطلة بشكل تقود فورا نحو الحل النهائي بحيث تكون حدود 67 مرجعية المفاوضات الاساسية، وتستند للشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، ووضع سقف زمني لها.
وبطبيعة الحال، فقد قدم النائب بركة عرضا وشرحا لاساليب سياسة التمييز العنصري المواجهة لدى الجماهير الفلسطينية في البلاد، من استفحال سن القوانين العنصرية، بمؤازرة الحكومة، واستمرار سياسة التمييز العنصري في الميزانيات والموارد، وفي قطاع العمل ومصادر الرزق والأرض وجهاز التعليم والصحة، وغيرها، مما ينعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية الاجتماعية للعرب في البلاد.
وقال بركة إن ما تتطلبه المرحلة الراهنة، حركة دولية فاعلة، وتفعيل القرار الدولي الرافض لجدار الفصل العنصري، وتفعيل تقرير لجنة غولدستون، وشن حملة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومخاطبة ومساعدة معسكر السلام للنهوض الذي اندثر بين أوسلو ووهم سلام القيادات وبين الممارسات التي طالت المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين وضعضعت التحيز الطبيعي للسلام ، ودعا الى مشاركة فرق سلام دولية في نضالات على الأرض: بلعين ونعلين وغيرها مشيرا إلى اهمية الموقف الأوروبي الأخير المؤيد لاقامة دولة فلسطينية وأن تكون القدس عاصمتين للدولتين، وقال إنه قرار هام من الضروري تطويره.
ودعا بركة إلى تنشيط حملة مقاطعة بضائع المستوطنات على الاقل، وفرض مقاطعة اكاديمية على المعاهد الإسرائيلية التي تتعامل مع مؤسسات الاحتلال، وخاصة كلية مستوطنة اريئيل، إذ أعلن وزير الخارجية ليبرمان أنه في مطلع العام المقبل سيعلن مجلس التعليم العالي الإسرائيلي تحويلها إلى جامعة. وأكد بركة ان هذه الوسائل قد اثبتت نجاعتها في المعركة لاسقاط الابرتهايد وانها تؤثر عميقا على اسرائيل مجتمعا وحكومة.
واختتم المهرجان د. صبري عطية سفير فلسطين في ايطاليا الذي شكر المشاركين وخاصة رئيس بلدية روما ووزارة الخارجية وحيا الضيوف بالاضافة الى المتكلمين سيادة المطران إيلاريون كبوشي وقاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني برنارد سابيلا ومحافظ القدس عدنان الحسيني.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio