واكد فياض التغيير الدراماتيكي في سجون الضفة، وقال "ان 43 من الضباط تم سجنهم او طردهم من الخدمة او تخفيض رتبهم بسبب إساءة معاملة السجناء". ونفى فياض بشكل قاطع ان التعذيب كان سياسة رسمية، لكنه اعترف ان تجاوزات الماضي كانت تنبع من ثقافة معيبة من الانتقام. وضيقت اجهزة الامن الخناق على حركة حماس في الضفة منذ حزيران 2007، عندما سيطرت على قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، تم اعتقال حوالي 4000 من انصار حماس في الضفة، و500 حاليا رهن الاعتقال. ووفقا لحماس تم اعتقال العشرات من مؤيدي الحركة قبل أسبوعين فقط. وكانت حماس اعتقلت المئات من أنصار حركة فتح في غزة خلال الاحتفالات بالذكرى السنوية لانطلاق حركتهم واشتكى هؤلاء من سوء معاملة قاسية من قبل حماس ايضا. واخفقت حماس وفتح في تحقيق المصالحة، على الرغم من عدة جولات من وساطة مصرية. ويقول باحثون في حقوق الإنسان انه في العامين الاخيرين استمر ورود تقارير عن إساءات للمعتقلين في السجون ومراكز الاستجواب في الضفة وتوفي منذ عام 2007 ثمانية منهم كما توفي 15 في قطاع غزة. والظروف في بعض الحالات لا تزال غامضة. وعن دوافع الإساءة في السجون قال صلاح موسى، أحد نشطاء حقوق الإنسان وعضو سابق في اجهزة الامن الفلسطينية، انها كانت مدفوعة اما بالرغبة في الانتقام لسيطرة حماس على غزة والخوف من امكانية قيام حماس بالسيطرة على الضفة الغربية. أسوأ حالات الاساءة وقعت في سجن جنيد، وهو مجموعة من المباني المنخفضة والمحاطة بالأسلاك الشائكة في مدينة نابلس، المعقل السابق لحركة حماس. وفي الأسبوع الماضي، تم منح فريق من وكالة "اسوشييتدبرس" امكانية الدخول إلى السجن، بما في ذلك الجناح الذي يحتجز فيه 40 من سجناء حماس. وفتح المسؤولون هناك ابواب الزنزانات المعدنية على جانبي الرواق، فخرج منها نزلاء ملتحون يرتدون بدلات رياضية. وعلى مسمع السجانين قال النزلاء ان ممارسات الماضي توقفت الى حد كبير. خالد سوسه، (48 عاما)، امضى الأشهر الـ14 الماضية في سجن جنيد سحب كمه لإظهار تورم في الرسغ الايمن، وقال انه كان نتيجة التكبيل المتكرر في اليدين والتعليق في السقف خلال 80 يوما من الاستجواب في بداية اعتقاله. قال سوسه، الذي ألقي القبض عليه للاشتباه في أن له صلات بالجناح العسكري لحماس لكنه لم يحصل على موعد لبدء المحاكمة "انهم كانوا يتعاملون معنا مثل النعاج في المسلخ". وقال النزلاء ان السياسة الجديدة تجاههم تم ابلاغهم بها خلال زيارة رجل الى السجن في تشرين الاول وعرف عن نفسه بانه مستشار للرئيس محمود عباس. أيمن حمد (38 عاما) سجين آخر وهو صاحب متجر، انحنى إلى الأمام لاظهار جرح عميق على رأسه الاصلع، قال انه بسبب الضرب المبرح من قبل أحد ضباط الأمن قبل عام، واضاف "الآن الأمور أفضل بكثير. الضرب قد توقف، باستثناء بعض الانتهاكات هنا وهناك، مثل الصفع". سجناء آخرون قالوا ان الاجبار على الوقوف ما زال ممارسا خلال الاستجواب، وأحيانا لعدة ساعات. في قسم الاستخبارات العسكرية في السجن يقول النزلاء ان هناك ثلاث زنزانات دون نوافذ، كل واحدة منها في حجم موقف سيارة، لا تزال تستخدم في بعض الأحيان، للضغط على السجناء. فيما اصر السجانون على أن هذه الزنزانات تستخدم فقط لمعاقبة أولئك الذين يخالفون قواعد السجن. ولم يسمح لوكالة اسوشييتد برس بالوصول إلى منطقة الاستجواب. لكن مسؤولا من حماس تحدث مع عناصر افرج عنهم قال ان اجهزة الامن توقفت عن اساءة معاملة السجناء. واضاف محمود الرمحي احد قادة حماس في الضفة واحد ابرز المنتقدين لقوات الأمن في الماضي ان "التعذيب توقف بعد تقارير قوية في وسائل الاعلام الاجنبية وتهديدات من قبل منظمات حقوق الإنسان برفع دعوى قضائية ضد مسؤولين في السلطة الفلسطينية". مؤسسة الحق والهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان هما من أبرز جماعات حقوق الانسان الفلسطينية، وكلتاهما أكدتا ان التعذيب توقف. شعوان جبارين من مؤسسة الحق قال "ان بعض الانتهاكات الثانوية ما زالت تمارس، مثل حرمان السجناء من البطانيات لعدة أيام، لكن هذه الظاهرة ليست واسعة الانتشار". ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان ان العديد من الاجراءات التي تتخذها الحكومة لا تزال تمثل مشكلة، مثل اعتقال أنصار حماس لفترات طويلة دون تهمة، فصل الموظفين الحكوميين ممن يعتقد انهم متعاطفون مع الحركة. وقدر الرمحي ان 1500 من الموالين لحماس طردوا من وظائفهم الحكومية في الضفة. في سجن جنيد، الحياة تحسنت قليلا. الزنزانات لا تزال قذرة ومزدحمة، والسجناء ينامون على اسرة معدنية مرتفعة. لكن في الشهر الماضي حصلت كل زنازنة على تلفزيون، ويسمح الآن للمحامين والأقارب بالزيارة مرة واحدة أسبوعيا، اما في الماضي فكانت القيود على ذلك اكثر شدة. وبالنسبة للصلاة سمح للسجناء بالخروج من زنزاناتهم واداء الصلاة على الحصير في الردهة. اما في الماضي، فلم يكونوا قادرين على اداء الصلاة جماعة وكانوا يؤدونها داخل الزنزانات. جزء من الطابق الثاني يجري تجديده، بوضع بلاط وطلاء، كذلك تم تركيب سخانات للمياه. جماعات حقوق الإنسان تقول ان الضغط الجماهيري ساهم في اقناع الحكومة بتغيير أساليبها، وموقف الرئيس باراك أوباما الرافض للتعذيب قد يكون عاملا، لكن المسؤولين الفلسطينيين ينفون ذلك. المسؤولون الاميركيون لم يعلقوا عن كونهم يمتنعون عن تدريب قوات اتهمت في الماضي بممارسة التعذيب. رئيس الوزراء فياض يرى ان عسكريي حماس يمكن أن يظلوا معتقلين بوضع حرج، لكن في ظل إجراءات قانونية، قائلا: "إذا كان ذلك يعني ان نحصل على معلومات اقل، فليكن".
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio