الأخ القائد معمر القذافي
قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة
بداية بودي أن أعبر عن اعتزازنا بلقائكم على هذه الأرض الطيبة، ارض ليبيا والشعب والحضارة وسطور البطولة من مقاومة الاستعمار، من المجاهد عمر المختار الى ثورة الفاتح التي اعادت للشعب الليبي الشقيق زمام القبض على مقدراته وحياته بقيادتكم إذ وضعت اسسا غير مسبوقة في ارساء السلطة الشعبية.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });
إن تشرفنا بلقائكم كقائد لثورة الفاتح وكرئيس للقمة العربية يحمل أهمية استثنائية بالنسبة لنا نحن هذا الجزء الحي من الشعب الفلسطيني، الذي ظل قابضا على وطنه في وجه سموم العنصرية والتهجير ومصادرة الأرض، فشعبنا اللاجئ قذف خارج وطنه ثم حاولت الحركة الصهيونية قذفنا - نحن الذين بقينا في وطننا- خارج انتمائنا وخارج عمقنا الوطني والحضاري لتحويلنا الى دواجن في قفص الحركة الصهيونية، وزيارتنا اليوم الى ليبيا الفاتح هي مقولة واضحة في طريق الخروج من القفص.
لقد خاضت هذه الاقلية الفلسطينية نضالا اسطوريا بعد النكبة للمحافظة على بقائها وعلى انتمائها وعلى قامتها، لم يكن الأمر مفروغا منه، فحتى لغتنا العربية كانت وما زالت معرضة للتهجير والاغتيال، ورغم ذلك صدحت اصوات ما اصطلح على تسميته أدب المقاومة من داخل الجدران المغلقة التي لفّت هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، فهتف توفيق زياد: كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل... هنا على صدوركم باقون، وهتف سميح القاسم: والى آخر نبض في عروقي سأقاوم، وصرخ محمود درويش: سجل أنا عربي، واشتعلت الميادين عزة وانتماء في مواجهة الضيم والطغيان الصهيوني.
نحن نملك هذا التاريخ المتواضع ونعتز به، واليوم يكتمل أحد تفاصيله، فنحن الوطن المعنوي لشعبنا اللاجئ ونحن نحرس ظلال التين والزيتون الذي سيستظل بها شعبنا بعد عودته، لقد حددنا علاقتنا بأرضنا بشكل واضح، إما عليها وإما فيها، لذلك وضعنا قضية البقاء في الوطن والتمسك به والتعاطي مع هذه القضية كقيمة أساسية ثابتة لنضالنا، أما القيمة الثانية فهي المواجهة والتصدي لسياسات الاقتلاع والعنصرية، فلا نريد بقاء خنوعا وفاقد الحيلة، أما القيمة الثالثة فهي التطور على ارضنا وفي وطننا وبناء الانسان الطموح والفخور والواثق، وجزء هام من عملية البقاء هذه، يشكل الالتحام بعمقنا الحضاري والقومي والانساني.
وفي هذا السياق، لا بد لي أن أقول أمام حضرتكم بوضوح بأن هذا التواصل لا يشكل بديلا للقيم الثلاث: البقاء والمواجهة والتطور، لأننا قبل وبعد الزيارة سنظل متمسكين بأن ساحتنا الأساسية لعملنا من أجل قضية شعبنا وصيانة بقاءنا هي وطننا الذي لا وطن لنا سواه، ولن نتطوع أمام رياح الاضطهاد والملاحقة بالتنازل عن هذا الوطن.
إننا جزء من الشعب الفلسطيني ولنا دورنا، ونحن جزء من الأمة العربية ولنا دورنا المتواضع، ولكننا أيضا جزء من الحالة السياسية في وطننا ونريد أن نلقي بكامل وزننا السياسي والوطني والاجتماعي كما ونوعا في مصلحة قضيتنا، نريد أن نؤدي دورنا في أن تكون مشاركة اليهود الديمقراطيين اكبر وأكبر في مواجهة جرائم حكومات اسرائيل، من المظاهرات ضد الحرب على غزة في تل أبيب الى المظاهرات الأسبوعية في الشيخ جراح وفي بلعين ونعلين.
وهذه مناسبة كي نتوجه اليكم أيها الأخ القائد لنقول إن القدس تتعرض لاغتيال هويتها وأرضها وناسها، فنحن نثمّن قرار القمة العربية في سيرت بدعم القدس، ولكن القدس تحتاج الى أكثر.
القدس ليست عقارا والمعركة على القدس هي على السيادة، وعلى كونها عاصمة لدولة فلسطين.. والسيادة الفلسطينية على القدس تضمن البشر والحجر، والمقدسات الاسلامية والمسيحية، فالقضية ليست قضية حرية عبادة، إنما قضية ضمان السيادة.
الأخ القائد، لقد تابعنا باهتمام أعمال القمة العربية في سيرت والحقيقة أننا لن نكون صادقين إذ قلنا أننا راضون على الإداء العربي، فالمارد العربي العظيم ليس فاقد الحيلة، لا السياسية ولا الاقتصادية ولا الاستراتيجية، وهنا نضم صوتنا الى صوتكم، الذي هتفتم به في قمة دمشق، وبغض النظر عن رأينا في عدد من الأنظمة، ولكن كيف تقوم أميركا باعدام رئيس عربي وتطالب باعتقال آخر، واسرائيل تحاصر حتى الموت الرئيس ياسر عرفات وتحاصر شعبنا البطل في قطاع غزة، ويجري امتهان القدس سيادة وعبادة وحجرا وبشرا في ظل صمت عربي رهيب.
قبل مؤتمر القمة العربي جرى التداول الإعلامي بشأن سحب المبادرة العربية، واتساءل: متى تحيز العرب للمبادرة العربية ليسحبوها، فغداة اعلانها في آذار/ مارس 2002، شنت اسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني وبدأت حصارها على الرئيس ابو عمار.
إننا نتمنى عليكم أيها الأخ القائد، وما دامت المبادرة العربية قرارا نافذا في الجامعة العربية أن يجري العمل بموجب مقدرات المارد العربي على تنفيذها، ومن هنا أيضا ندعوكم الى لملمة الصف العربي لحماية القدس ورفع الحصار عن غزة، ونتمنى عليكم أن تعملوا بحكم موقعكم الكبير على تجنيب الساحة الفلسطينية لعبة المحاور الاقليمية... إن الانقسام الفلسطيني هو بالاساس كارثة فلسطينية، ولا يجوز أن نلقيها على أحد، لكننا ندعوكم بكل التقدير والمسؤولية أن تضعوا كامل وزنكم الكبير كزعيم للثورة، وكرئيس للقمة العربية لرأب الصدع على الساحة الفلسطينية، ودعم المرجعية الفلسطينية المعترف بها عربيا ودوليا ممثلة بـ "م ت ف"، التي يجب ان تشمل كل أطياف القوس السياسي والاجتماعي الفلسطيني.
ثمة هموم تواجه الأمة من اندساس الثقافة الهابطة، واللا ثقافة من ناحية، وأخطار الانزلاق بالتعصب خارج العصر وخارج البشرية من ناحية أخرى، فهناك محاولات لدمغ العرب والمسلمين والاسلام بالارهاب، وهذا الدمغ لا يتأتى للغرب من دون ممارسات مسيئة وفظيعة تخرج من ظهرانينا...
وهناك الثروة المادية الهائلة المبددة، وهناك الثروة البشرية التي لا تجد لها مكانا تحت شمسنا فنرى هجرة الأدمغةالغرب.
وهناك ثقافات المجتمعات المهاجرة من أميركا الى اسرائيل، التي تتراوح ما بين ضحالة القيم وبين الربح السريع كقيمة، هذه الثقافة التي تغزو مجتمعاتنا وأجيالنا الشابة لتهجينها وتطرحها خارج ثقافتها وحضارتها العظيمة وبالتالي تطرحها خارج مستقبلها.
هذه التحديات لا يمكن اتمامها كاملة في يوم أو يومين، أو دورة واحدة لرئاسة القمة أو دورتين، لكننا ندعوكم أيها الأخ القائد الى وضع اللبنات الأولى لهذا التحدي الحضاري الكبير، وما كنا لنقول ذلك لو لم نكن واثقين بأنكم قادرون على ذلك.
لكل قناعاته
واختتم النائب بركة اللقاء مع الزعيم الليبي بعد حفل العشاء بكلمة قصيرة قال فيها:
نشكر لكم هذه الضيافة والحفاوة واللقاء الهام، وكما هو معلوم فان وفدنا ينتمي الى تيارات وأحزاب متعددة تنضوي تحت لجنة المتابعة لكل برنامجها واجندتها، وسنعود متمسكين بانتمائنا وعمقنا العربي للعمل في ساحتنا الاساسية في وطننا, وفق قناعاتنا ووفق مقتضيات واولويات هذه الساحة الطبيعية ، فكل يسير في طريقه ولكن وفق الانتماء المشترك.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio