في أن نسعى جاهدين لاستنفاذ طاقاتنا وإمكانياتنا لتعمير حياتنا وبناء مستقبل أفضل لأبنائنا ومجتمعنا . من خلال تعظيم القيم التي نؤمن بها ، والأهداف التي تجمعنا ونتعاون لتحقيقها . بدل كل ذلك وإذا بنا نتراجع وننحدر ونهوي في واد من سفاسف الأمور وصغائرها ، وأصبحنا على استعداد للخوض في قضايا هامشية وعبثية حتى لو أخذت منا جل وقتنا . أصبحنا نتخاصم ونتشاجر لأقل موقف أو كلمة أو حتى نظرة قد تفسر على أنها ازدراء واحتقار وعدم اعتبار،وقطعت الأرحام والأوصال ويدخل الوسطاء من أصحاب الخير ليصلحوا الحال ، ولكن دون جدوى فشجارنا إن وقع وان كان تافها سيطول به المقام ، وعقود من الزمان لن تغير الأحوال ، وأصبح من المحال الجمع بين خمسة من الإخوان والخلان الذين كانوا بالأمس القريب يجمعهم الحب والصداقة والعرفان . إذا قل نحن أصبحنا كالصغار، في كل لحظة قد يتشاجرون ولصغائر الأمور هم متخاصمون ، لكنهم على الأقل يحسنون فن التصالح بلا ضغائن ولا تأويل ولا ظنون . أما نحن الكبار فلنا في كل يوم شجار. في العمل في البيت أو في الحي أو في المدرسة، فقدنا روح التعامل وفن التسامح . نفسر الكلمة ونغوص في الظنون ونعتبرها مقصودة للنيل من كرامتنا . بدرت من شخص كان بالأمس صديق حميم ، أو نظرة رمقني بها شخص مررت به فنالت من مشاعري، فهي في نظري مقصودة لازدرائي والتقليل من احترامي وهكذا دخلنا في دائرة ، ومتاهة من الحساسية المفرطة ، وكبرياء النفس الغير موزون بالعقل الراجح . فضاع عند ذلك حلمنا وقل صبرنا وبنينا لذاتنا هالة من القدسية ، التي لا نسمح لأحد بالمساس بها دونما اعتبار لمشاعر غيرنا . أنانية واعتبار وتقديس للذات وعدم الاستعداد للصفح والمسامحة والعفو لمن تجرئ فأهان ابن الأكرمين . نعم يمكن القول أن كل واحد منا يتسابق اليوم ليلبس عباءة ابن الأكرمين ، فهو سباق على التعالي والاستكبار وأصبحت القيم في عرفنا وقاموسنا تنازل واستخفاف وسذاجة فأين الغرابة في أن يحل الشجار بفنائنا ومن حولنا ، حيثما تحركنا . يصاحب سلوكياتنا ويتجلى حتى في مناسباتنا ومؤسساتنا . إذا لا شك أننا أصبحنا كالصغار نتشاجر يعلو صراخنا كلما جمعنا محفل أو مكان ، ولكن يطول بنا بعد ذلك الخصام والهجران لأننا لا نحسن التصالح والعفو، فقد أضعنا شيم السادة والكرام .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio