أما ما رشح عن المجزرة من سلوك وتصرفات قام بها قياديو وإعلاميو اسرائيل فهو الهستيري في صميمه. فرئيس الحكومة نتنياهو والذي تلكأ في عرض وجهة نظره، لم يُقدّم اعتذار حكومته وبلاده لحكومة تركيا وشعبها، بل إنه كال التهم يمينًا ويسارًا، مشيرًا إلى أن العالم منافق، وأن اسرائيل وشعبها ملاحقين وأن ما قام به جنود اسرائيل هو في عينه الدفاع عن النفس، حتى لو كان ذلك في عرض البحر وهو بالعُرف الدولي قرصنة. إنما بلغت الهستيريا الاسرائيلية أن مصطلحات كالقرصنة غير مستعملة مطلقًا في قاموس المؤسسة الاسرائيلية، وأن قتل ابرياء هو شرعي وطبيعي في حدود تعريفاتها بالدفاع عن النفس. إن مصدر هذه الهستيريا ان اسرائيل ما زالت تتعامل مع العالم من منطلق القوة والعنف كأسلوب في تثبيت وجودها، ناسية أو متناسية أن عالم القرن الحادي والعشرين لم يعد يحتمل هذا السلوك بالمطلق.
الاعلام الاسرائيلي
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });وتجند الاعلام الاسرائيلي لا ليقوم بمهمته المهنية بقدر ما أن يكون موجها لتحركات السياسة داخل اسرائيل ومؤسساتها، وإلى الترويج المضلل لسياسات واساليب يقترحها لمعالجة قضايا وشرائح مجتمعية وعلى رأسها كيفية معالجة الاقلية الفلسطينية في اسرائيل. وهنا، وفي مجال عوارض الهستيريا التي لحقت باسرائيل هذا الأسبوع انضمت جوقات الإعلاميين الاسرائيليين المجندين لخدمة المشروع السياسي للحكومة الاسرائيلية إلى المروجين لفكرة أن اسرائيل وشعبها وأمنها مستهدفين من قبل العالم أجمع ومن خلال اسطول الحرية بالذات.
أما العارض الهستيري الثالث الذي أصاب اسرائيل فكان في قدس أقداس الدمقراطية الاسرائيلية التي تتبجح المؤسسة الاسرائيلية بكونها الوحيدة والفريدة من نوعها في الشرق الاوسط. قامت هذه المؤسسة ـ الكنيست ـ بكشف عورتها وعيوبها عندما انطلقت زخّات من الشتائم والإهانات والتهديدات والمواقف البذيئة من قبل أعضاء يمينيين متطرفين نحو النائبة حنين زعبي التي قامت بواجبها الانساني والوطني تجاه شعبها المحاصر ومن خلال قنوات إنسانية وشرعية وعادلة. إن الهستيريا التي طغت على معبد الدمقراطية تحمل مجموعة من الدلالات على ارتباك المؤسسة وعلى تدني المستوى الاخلاقي والسلوكي لشلة من المتطرفين الذين استولوا على الكنيست الحالية وحولوها إلى رهينة لتوجهاتهم العرقية والعنصرية، إذ لا يمضي أسبوع إلا ويطرح قانون عنصري ضد الفلسطينيين في اسرائيل.
الخلاصة في هذا المجال، ان المؤسسة الاسرائيلية وشرائح واسعة من المجتمع الاسرائيلي مصاب بلوثة من عوارض الهستيريا الاخلاقية أولاً والتي يصعب علاجها بالطرق التي كانت مألوفة سابقًا، وتبدو واضحة الحاجة إلى منهجية اقليمية وعربية وعالمية لمعالجة سلوك اسرائيل ووضعها تحت طائلة القانون الدولي، وذلك بإحكام الطوق حولها لتنصاع إلى الشرعية الانسانية والدولية فيما أرادت ذلك.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio